العزوني يكتب: الأردن.. هناك خلل.. وجب التحقيق والمحاكمة
منذ مساء الخميس وأنا أعمّم وأنادي الجميع في كافة وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع، وأكتب أن الزحف الجماهيري العشوائي هكذا إلى الأغوار عبث، ومردوده سلبي ولن يجدي نفعا ،لأن الشباب الأردني المتحمس سيعود محبطا ويحمل أحقادا لن تنسى أبد الدهر، وأن صداما من نوع ما سيحصل بينهم وبين الجنود المرابطين على الحدود،والذين لن يسمحوا لأي كان بالعبور مهما كانت الظروف،ومع الأسف الشديد إصطدمت بسحيجة عندهم من الضحالة الكثير ،وإتهموني بالتشكيك في مواقف الأردن ،مع أن شغلي الشاغل منذ إنفجار الوضع في الأقصى هو التاكيد على أن الأردن وفلسطين مستهدفان، كما أن بعض العرب حسموا أمرهم علانية وإصطفوا في خندق النتن ياهوا وناصبوا الأردن العداء، لرفض جلالة الملك عبد الله الثاني التنازل لهم عن الوصاية الهاشمسة على المقدسات.
صباح الجمعة تلقيت إتصالات من فلسطين يقولون أن أهل الأردن قد عبروا الحدود ،ولاموني لأنني لست معهم ،فقلت لهم أنه من سابع المستحيلات أن يسمح لأحد بعبور الحدود بهذه الطريقة، لكنهم أكدوا لي أن فيديوهات وصلتهم تبين أن الجماهير الأردنية قطعت النهر وتعانقت مع الجماهير الفلسطينية التي رحبت بها ،وإندمجت معهم،علاوة على أن فيديوهات تم توزيعها بأن الشباب الأردني عبر الحدود وأحرق نقطة تفتيش إسرائيلية.
لم أستوعب ما يصلني من فيديوهات وبدأت التمحيص والتدقيق ،وتبين أن أحد الفيديوهات المضللة والمزورة يعود لسكان الجولان السوري ،وعرفت ذلك من خلال كون الأرض ربيعا ،بينما يعيش الغور اليوم أجواء الصيف ولا خضار فيه،كما أن اللهجة الترحيبية سورية، والإثبات الأقوى أن من بينهم شيوخا دروزا معروفين بهيئتهم وشواربهم وكوفياتهم البيضاء.
مساء الجمعة تم توزيع فيديو مرعب إلى درجة القرف ،وهو مواجهة متقنة التصوير والتسجيل بين شباب أردنيين مصممين على الدخول أو الموت،وسمعنا عبارات لافتة بحق الجيش الأردني، وبعد ذلك أصدرت قيادة القوات المسلحة بيانا يوضح الموقف وأنه لم يتم إطلاق النار وهكذا.
بعد كل ما تقدم هناك أسئلة تطحن في الذهن ويجب على المعنيين التوقف عندها منها:من صاحب فكرة نزول الشبا ب بدون تنسيق مع الجيش، ومن ورطهم بذلك، ومن قام بتوزيع الفيديوهات المزوره على انها لأردنيين، الأمر الذي أحدث بلبلة في الشارع الأردني،وشعور الكثير من الشباب بالحسرة والندامة لأنهم إلتزموا بتعليمات اهليهم ولم ينزلوا إلى الأغوار؟
لن أضيف جديدا عندما أقول أننا خارجون من فتنة وجرى الحديث عن تورط قطاعات حساسة في الأمر،ولذلك أقول أنه يتوجب محاكمة المعنيين الذين أسهموا بما جرى الجمعة، لأن الفيديو الأخير ألحق الضرر بسمعة الأردن، لذلك أتمنى فتح تحقيق رسمي مستعجل،لأن ما جرى حسب تقديري هو مؤامرة أخرى على الأردن من قبل البعض المخفيين تحت مظلة مناصبهم...ما جرى بالأمس جريمة لا تغتفر....رسالة وطن .