انتهاكات للاحتلال على الأرض الفلسطينية تتزامن مع الذكرى 73 للنكبة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/15 الساعة 08:51
مدار الساعة - تحل الذكرى 73 لنكبة فلسطين، السبت، 15آيار/مايو، التي شردت في عام 1948 نحو 800 ألف فلسطيني، في ظل عدوان من قبل الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والقدس، والضفة الغربية المحتلة.
سيطر الاحتلال الإسرائيلي في مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة فلسطينية، بعد أن دمر 531 بالكامل، وأخضع ما تبقى لقوانينه، مرتكبا نحو 70 مجزرة استشهد فيها أكثر من 15 ألف فلسطيني، وفقا لقناة المملكة.
وشرد الاحتلال نحو 800 ألف لاجئ إلى دول عربية ونازح من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يعيشون في فلسطين.
ويشكل فلسطينيو 1948 الذين بقوا على أرضهم بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948 نحو خمس السكان، وتقول جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في إسرائيل: "يعيش اليوم ما يقارب 250 ألف مهجر داخل إسرائيل في القرى والمدن العربية التي استضافتهم منذ عام 1948.
انتهاكات إسرائيلية
وتتعرض مدن غزة، منذ الاثنين الماضي، لقصف من طائرات الاحتلال الحربية ومن دبابات على الشريط الحدودي شرق وشمال القطاع، ومن الزوارق الحربية قبالة بحر غزة، موقعة شهداء وجرحى ودمار كبير في البنايات السكنية والمؤسسات الحكومية والأهلية والبنى التحتية.
كما تهدد سلطات الاحتلال الإسرائيلي 28 عائلة في الشيخ جراح بإخلائها من منازلها لصالح جمعيات يهودية تسعى لإقامة حي استيطاني كبير في المنطقة.
وشهدت القدس المحتلة مواجهات عنيفة في محيط المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، خلال الأيام الماضية، في الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون ليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان في المسجد.
"لم نأخذ معنا شيئا"
أشرقت الشمس على عائلات شمالي غزة وهي ترحل من بيوتها باحثة عن ملجأ هربا من الموت، لمناطق قد تظنها أكثر أمنا، تجنبا للقصف الإسرائيلي "العشوائي" الذي يتعرض له القطاع.
وقال إسماعيل أبو شباب، من أم النصر، المتاخمة للحد الفاصل مع إسرائيل، إن قذائف الهاون تساقطت على قريته فهرب مع أمه وزوجته وعائلات أخوته جريا دون أن يحملوا معهم أي شيء.
وأضاف أن أبواب المدرسة كانت مغلقة، حيث عمل الشبان على فتح أبوابها واتخذوا من الصفوف غرفا تأويهم وأطفالهم.
"لم نأخذ معنا شيئا، أفكر في العودة لجلب بعض الملابس والحاجيات والأغطية والوثائق، لكنني خائف". قال أبو شباب الذي يمكث في إحدى المدارس في مخيم جباليا شمالي القطاع.
لجأ إلى المدرسة زهاء 100 عائلة بحثا عن الأمن الذي ليس من المؤكد أن يتحقق، ففي العدوان الإسرائيلي صيف 2014 قصفت الطائرات الحربية المدرسة ذاتها وهي مأهولة بالعائلات وقتلوا 15 مواطنا، وأصابوا 90 آخرين بجروح.
وتعتبر قرية أم النصر، التي يبلغ عدد سكانها 6 آلاف نسمة، من أهدأ المناطق في قطاع غزة.
داخل المدرسة التي لجأت إليها العائلات، أطفال يلهون ورجال تجمعوا في حلقات يستمعون إلى نشرات الأخبار.
وقُسمت المدرسة إلى نصفين، الرجال والأطفال في الطابق السفلي والنساء في الطابق العلوي، جلست فاطمة أبو مليح (75 عاما) بين أحفادها قلقة على ابنها أحمد الذي أصيب في القصف الخميس.
وقالت إنها لم تكن ترغب في الهروب لكن استشهاد جيرانها وإصابة ابنها أحمد (40 عاما) تسبب لها بانهيار ما أجبرها على الهروب.
"خرجت حافية، لا أستطيع المشي فاستخدم ابني الكرسي المتحرك، أنا قلقة على أيضا على الأغنام والدجاج الذي أربيه في بيتي هم دون طعام أو شراب،" وفق فاطمة.
وأشارت إلى أنها هربت مع أبنائها وأحفادها قبل تناول الطعام، وأضافت "اللحم ساخن في القدر، تركناه وهربنا، لن أعود إلا بعد الهدوء".
مئات العائلات أيضا هربت من بيت حانون شمالي القطاع، وقال محمد سالم (40 عاما) إنه ترك بيته حديث البناء وهرب حفاظا على حياة عائلته.
وأضاف سالم الذي يعمل محاضرا في الجامعة، إنه خشي أن يحصل له مثل عام 2014، حيث دمر الاحتلال منزله، يقول "تشتت بي السبل واستأجرت في مناطق متفرقة وفقدت كل ما أملك، هذه المرة رحلت قُبيل القصف".
وشنت قوات الاحتلال عدوانا واسعا على غزة صيف 2014 ارتقى فيه ما يزيد عن 2000 شهيدا ودمرت عشرات آلاف المنازل. وكانت بيت حانون من أكثر المدن التي تعرضت للدمار.
ولفت سالم إلى أن ترك المواطنين لبيوتهم يذكره بالنكبة الفلسطينية التي وقعت 1948 "النكبة لم تنته، ها هو المشهد يتكرر كل مرة،" قال سالم
وأضاف أنه اعتاد سماع جده يروي قصص نعيم حياتهم في النكبة وقساوة هجرتهم قسرا تحت القصف.
وشنت العصابات الصهيونية حديثة التسليح هجوما على المدن والقرى الفلسطينية عام 1948 ما أجبر قرابة مليون فلسطيني على الهجرة.
لم يقتصر رحيل المواطنين لمنازلهم للمناطق الشمالية، بل المناطق الشرقية لقطاع غزة أيضا. حيث رحلت مئات العائلات من بيوتها في أحياء الشجاعية والشعف والزيتون مبتعدين عن الحدود قدر المستطاع.
حق العودة
الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت عام 1948 القرار 194 الذي يوجب عودة اللاجئين إلى ديارهم وتعويضهم.
رئيسة الإحصاء الفلسطيني علا عوض قالت إن سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تشير إلى أن عدد اللاجئين المسجلين في كانون ثاني 2020، نحو 6.3 مليون لاجئ فلسطيني، يعيش 28.4% منهم في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث الدولية تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، و19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة. وتمثل هذه التقديرات الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين، إذ لا يشمل هذا العدد من تم تشريدهم من الفلسطينيين بعد عام 1949 حتى عشية حرب حزيران 1967 "حسب تعريف أونروا" ولا يشمل أيضا الفلسطينيين الذين رحلوا أو تم ترحيلهم عام 1967 على خلفية الحرب والذين لم يكونوا لاجئين أصلا.
المدير العام لدائرة الشؤون الفلسطينية، رفيق خرفان قال لـ"المملكة"، إن سجلات وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وإغاثة اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تضم 2.4 مليون لاجئ فلسطيني في الأردن، يعيش 18% منهم في مخيمات اللجوء، وفق دائرة الشؤون الفلسطينية.
وقالت عوض، خلال عرضها أوضاع الشعب الفلسطيني في الذكرى 73 للنكبة، الاثنين، إنه رغم تشريد أكثر من 800 ألف فلسطيني في العام 1948 ونزوح أكثر من 200 ألف فلسطيني غالبيتهم إلى الأردن بعد حرب حزيران 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم في نهاية العام 2020 نحو 13.7 مليون نسمة، ما يشير إلى تضاعف عدد الفلسطينيين أكثر من 9 مرات منذ أحداث نكبة 1948، مضيفة"أكثر من نصفهم (6.8 مليون) نسمة في فلسطين التاريخية (1.6 مليون في المناطق المحتلة عام 1948)، وتشير التقديرات السكانية أن عدد السكان نهاية 2020 في الضفة الغربية المحتلة "بما فيها القدس المحتل " 3.1مليون نسمة، ونحو 2.1 مليون نسمة في قطاع غزة، وفيما يتعلق بمحافظة القدس فقد بلغ عدد السكان نحو 467 ألف نسمة في نهاية العام 2020، منهم نحو 65% (نحو 301 الف نسمة) يقيمون في مناطق القدس، والتي ضمها الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967".
100 ألف شهيد
بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 نحو مئة ألف شهيد، وفق عوض، موضحة أن عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى بلغ 10969 شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2020.
وأشارت إلى أن العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 2240 شهيدا منهم 2181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة، أما خلال العام 2020 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 43 شهيدا منهم 9 شهداء من الأطفال وثلاث سيدات، فيما بلغ عدد الجرحى خلال العام 2019 نحو 1650 جريحا.
وأستشهد 136 فلسطينيا في قطاع غزة منذ بداية العدوان عليها عام 2021.
وأوضحت عوض أن عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلغ 4500 أسير نهاية العام 2020 (منهم 140 أسيرا من الأطفال، بالإضافة إلى 41 أسيرة من بينهن 12 أسيرة أمهات)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت خلال العام 2020 نحو 4634 ، من بينهم 543 طفلا و128 إمرأة، كما تشير البيانات إلى وجود 570 أسيرا يقضون أحكاما بالسجن المؤبد (مدى الحياة)، و650 معتقلا إداريا، كما وتشير البيانات إلى أن اسرائيل تعتقل ما يزد على 700 أسير من المرضى وستة أسرى من النواب بالمجلس التشريعي، بالإضافة لوجود 25 أسيراً اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو عام 1993 وما زالوا يقبعون داخل السجون الإسرائيلية.
ويتضح من البيانات أن عدد الشهداء من الأسرى بلغ 226 أسيراً منذ عام 1967 بسبب التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال أو الإهمال الطبي بحق الأسرى، وتشير البيانات إلى استشهاد 103 أسرى منذ أيلول عام 2000، وقد شهد العام 2007 أعلى نسبة لاستشهاد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية حيث استشهد سبعة أسرى، خمسة منهم نتيجة الإهمال الطبي.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/15 الساعة 08:51