التنسيق الأمني يشعل الغضب تزامنًا مع أحداث القدس
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/12 الساعة 22:01
مدار الساعة - 'ليش بتضرب فيّا.. بعت فلسطين أنا'، بهذه الكلمات كان يصرخ شاب من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية حين اعتقلته عناصر أمنية فلسطينية أثناء محاولته الوصول إلى منطقة باب الزاوية للاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الجمعة اليتيمة من رمضان المبارك.
واقتادت عناصر الأمن الشاب إلى مركبة واعتقلته وانهالت عليه بالضرب ما أدى لاحتجاج منه وحالة غضب من المواطنين، ولاسيما وأن الدعوة للمواجهات نصرة للأقصى عبرت عن حالة وطنية موحدة في هذه الأحداث.
وتداول الناشطون الفيديو متسائلين عن مبررات قيام عناصر الأمن في ظل أحداث الأقصى والشيخ جراح بمنع الشبان من الوصول إلى نقطة التماس في باب الزاوية والاشتباك مع الاحتلال، والتمسك المفرط بالتنسيق الأمني حتى في هذه الظروف.
ما حدث في باب الزاوية في الخليل، ليس استثناءً في الأيام الأخيرة، فحتى في أحداث الليلة الماضية التي أصيب خلالها أكثر من 200 مواطن بمواجهات مع قوات الاحتلال، حدث شيء مماثل.
وروى ناشطون لوكالة 'صفا' أنه في الموجة الثانية من مواجهات تلك الليلة، كان عناصر من الأمن وحركة فتح بلباس مدني يمنعون الشبان من الاشتباك مجددًا مع الجنود، في وقت تعرض بعضهم للاعتداء والتوبيخ بذريعة أن ذلك سيمنع انسحاب جنود الاحتلال من ساحة المسجد الأقصى.
وتكرر الأمر أيضًا، وبشكل أثار تساؤلات عديدة خلال ملاحقة منفذ عملية زعترة منتصر الشلبي، إذ داهمت قوات الاحتلال منزله وفتشته في اليوم التالي للعملية وقبل اعتقاله، لكن الملفت أن الأمن اقتحم المنزل أيضًا بعد مغادرة الاحتلال له بفترة وجيزة، وفتشه وهو ما أحدث مشاحنات مع العائلة.
بعد الاقتحام مباشرة خرجت زوجة الأسير الشلبي بفيديو قصير استنكرت فيه اقتحام الأمن منزلها بحثًا عن زوجها الملاحق، واعتبرت ذلك غير مبرر، ووجهت الاتهام لهم بالتعاون مع الاحتلال في ملاحقة زوجها.
وأفادت مصادر لوكالة 'صفا' بأن غضب الأمن من فيديو زوجة الشلبي دفع عناصر أمنية لتنظم حملة تشويه لزوجته، عبر اتهامها بتسليمه للحفاظ على جنسيتها الأمريكية.
وأوضحت المصادر أن الجهات الأمنية نشرت الخبر على أنه صادر عن جهة إعلامية إسرائيلية، كما نُشر على صفحة صحيفة الحياة الجديدة الحكومية بإيعاز أمني قبل أن تكتشف الصحيفة أنها وقعت في فخ أمني وتحذف الخبر.
وتتبعت المواقع التي تتابع الأخبار المزيفة المعلومات لتكتشف أن أي جهة إعلامية إسرائيلية أو غيرها لم تنشر شيئًا عن الموضوع، وأنه مُختلق بالكامل.
وتكررت الإشارة إلى التنسيق الأمني لدى محاولة عناصر من الأمن عرقلة حرق مركبة المقاوم الشلبي عقب اكتشافها في زعترة، وتساءل مواطنون عن مصلحة السلطة في البحث عن معلومات مرتبطة بالعملية.
ويدفع كل ذلك إلى تساؤل كبير عن أسباب تمسّك السلطة بالتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل الأحداث المتوترة، وانتهاكات الاحتلال الفظيعة بمدينة القدس المحتلة.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/12 الساعة 22:01