إِكْتَمَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ وَجَاءَ اَلْعِيْدُ

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/12 الساعة 11:26

 وتمر الثواني والدقائق والساعات والأيام والأسابيع والأشهر والسنين بشكل سريع ومستمر لا يتوقف، ولا أحد يستطيع في هذا الكون إيقاف أي شيء متحرك أو تحريك أي شيء ساكن إلا الله الواحد الأحد الصمد أو بإذنه. 

 
كان شعورنا وإحساسنا بمرور كل ما ذكر علينا بشكل أبطأ بكثير من هذه الأيام خلال السنوات السابقة، وذلك ربما لأننا كُنَّا نُنْجِزَ أمور حياتنا بشكل بطيئ جداً وابطأ بكثير جدا مما نستطيع أن نُنْجِزَها هذه الأيام بفعل ما وصلنا إليه من التكنولوجيا المتطورة والسرعة الفائقة.  
 
لقد أراد الله لنا أن نصل إلى ما نحن فيه من تطور تكنولوجي متسارع لا يقف عند حد ولا يصدقه العقل حتى يكتمل سيناريو الحياة التي كتبها الله في كتابه دليل هذا الكون منذ الأزل (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد: 22 و 23)). 
 
وليتحقق كذلك ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحداث تحدث في آخر الزمان: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ. 
 
فهل ما يمر بنا من احداث منذ عدة سنوات وما زالت تمر بنا من أحداث هذه الأيام وبالخصوص في القدس والمسجد الأقصى وفي غزة هاشم تؤكد لنا قرب الساعة؟ (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (الأحزاب: 63)).
 
فإن كان كذلك أي قربت الساعة والتي لا يعلم موعدها إلا الله، فعلى كل إنسان في هذا الكون من أتباع مختلف الرسالات السماوية والدين الإسلامي، مؤمن بالله واليوم الآخر، أن يُحَضِّر نفسه لتلك الساعة. 
 
ويُحَضِّرَ كتابه الذي سيعرض عليه يوم الحساب (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا(الكهف: 49))، فهذا شهر رمضان قد إكتمل وعيد الفطر سيكون غداً الخميس الموافق  13/05/2021 بعون الله . 
 
فدعونا نتساءل: هل إستغلينا كل ثانية وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم وكل أسبوع وشهر رمضان بذكر وشكر وعبادة رب العالمين؟ وبأعمال الخير؟. 
 
وهل وصلنا أرحامنا كما ذكَّرناكم بذلك في مقالة منفصلة قبل أيام؟، وهل صَفِيَت نفوسنا على جميع الأشخاص الذين بيننا وبينهم خصومات؟، وهل عقدنا العزم أن ننهي تلك الخصومات حتى يرضى الله عنا ونكون ممن سيدخلهم الله الجنة؟. 
 
وهل أعددنا أنفسنا وفق قدرة كل واحدٍ منَّا (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَها ... وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (البقرة: 286)). 
 
وهل وضعنا الخطط لتنفيذها خلال أيام العيد لنصل أرحامنا وأقاربنا وأنسبائنا وأصدقائنا واحباب والدينا ... إلخ؟. 
 
لا يستطيع أحد منَّا أن يضمن حياته لثوانٍ ولا لدقائق ولا لساعات ولا لأيام ... إلخ، فعلينا أن نتعظ بغيرنا ونفعل الخيرات حتى لا نخسر الآخرة إن كنَّا قد خسرنا الدنيا. 
 
ودعونا جميعا ننتهز فرصة مناسبة حلول عيد الفطر علينا ونتقدم لعميد آل البيت جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم والعائلة الهاشمية والشعب الأردني الأبي بأسمى آيات التهاني والتبريكات وعسانا جميعا من العائدين.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/12 الساعة 11:26