الفايز يكتب: ‏الادارة المحلية - ‏اللامركزية

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/08 الساعة 22:32

 بقلم حازم غالب الفايز

 
‏تم تداول مشروع قانون يضم اللامركزية إلى وزارة الإدارة المحلية و يترتب عليه سحب صلاحيات وأعطىاء صلاحيات ‏وكل ذلك على سبيل التجربة
 
‏السؤال هل نحن لدينا المجال للتجربة في خضم هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة وهل لدينا التمويل الكافي لهذا المشروع ‏وهل للبلديات القدرة على‏تحمل هذه التجربة في الوقت الراهن
 
‏أن كل ما هو مطروح يتنافى مع المنطق والعقل فلقد تم الانفاق في عدة أوجه سابقا لتأسيس اللامركزية
 
‏فمشروع ‏اللامركزية أسس على نطاق المحافظات وليس الوزارات ولا البلديات ولا يمكن تحقيق القفزة النوعية من نطاق المحافظات ‏إلى نطاق البلديات سوى على الورق ‏وذلك لأسباب كثيرة ‏منها أنه سوف تظلم بلديات على حساب أخرى بالنسبة لتوزيع المقاعد والصلاحيات فلا يمكن شمول كافة البلديات ضمن ‏مجلس اللامركزية ‏كونه يوجد ضمن المحافظة الواحدة العديد من البلديات المستقلة وهنا تكون المعادلة والعدالة صعبة التطبيق أو تكاد تكون ‏مستحيلة
 
‏سوف يتجزأ الدعم ويقسم إلى أجزاء اصغر كونه تم الخروج من نطاق المحافظة إلى نطاق البلديات و تقسيماتها ‏المناطقية المتشعبة مما ‏يسبب إرباك في آلية وأولويات وضع الموازنة والمشاريع
‏أن هناك الكثير من العجز المالي لدي بعض البلديات مما سيتسبب في‏إعطاء أولوية لسداد العجز وليس للمشاريع
 
‏إن وزارة الإدارة المحلية و بلدياتها ملزمة بالقانون لتلبية احتياجات القاطنين ضمن حدودها وتوفير الخدمات الرئيسية ‏و البنيوية و التحتية مما يحتم عليها التفرغ لهذا الشأن دون سواه
 
‏إن وزارة الإدارة المحلية لا تملك حق الإشراف العام على المؤسسات والدوائر الرسمية ضمن مناطقها ‏الحدودية حسب القانون
 
‏إن ضم ‏اللامركزية إلى وزارة الإدارة المحلية هو تفتيت وتصغير حجمها كمشروع و فاعليتها وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع ونجاحها ‏مختصر على الورق فقط 
 
‏إن مسودة هذا المشروع  ‏سوف تحدث تداخلات في الصلاحيات مع إدارات أخرى مما سيؤدي إلى تضارب في القرارات
 
‏أن الهدف الرئيسي كما هو معروف ومعلن ‏من اللامركزية هو تنفيذ مشاريع على مستوى المحافظة ‏لتعم الفائدة على كافة أبناء المحافظة وتعتبر مشاريع كبرى انتاجية ومشغل لأبناء المحافظة 
‏فإذا ما تم ربطها في وزارة الإدارة المحلية سوف يجر بها الى  المشاكل
‏التي نواجهها دائما بين توزيع المشاريع بحسب البلديات و حدودها أي بمعنى انه سوف يتم ‏تقليص حجم المشاريع لتكون ضمن حدود بلدية معينة وهذا ليس المراد ‏وذلك كون المطلوب تحقيقه من خلال قانون اللامركزية شمولي أكثر و تنموي ونهضوي ‏على مستوى المحافظات وليس على مستوى البلديات
 
‏هنالك تجارب عديدة لللا مركزية في محيطنا العربي ومن الممكن ‏إذا أتعبنا  أنفسنا أن نطلع عليها ‏نتفحصها جيدا ونعرف آلية عملها
‏أن اللامركزية هي فكرة عظيمة ونهضة وتنمية حقيقية إذا ما تم إدارة ملفها بكفاءة عالية ‏وقدرة ومعرفة وجاهزية وأن نضع نصب عيوننا نجاحها والتصميم عليها
 
‏فإذا ما أردنا النجاح لللا مركزية فيجب العمل على تسليم ملف إدارتها إلى كوادر مؤهلة ‏وبحسب ما هو معروف انه تم سابقا الانفاق على تجهيز كوادر ‏مؤهله متخصصة بالتنمية فهل ندع هذا الإنفاق والجهد يذهب هباء ونبدأ من جديد ونؤهل من جديد
 
ان الأجدر تسليم هذا الملف وإدارته الى ‏أعلى سلطة ضمن كل محافظة وصاحب الولاية العامة و بعضوية اصحاب اختصاص من كافة الدوائر المعنية ‏الرسمية والخاصة لان ‏صاحب الولاية العامة هو الأقدر على ربط كافة المحاور ‏والقطاعات ببعضها وتمكينها وتسهيل عملها و توفير ‏الحماية اللازمة و تذليل العقبات وحل المشكلات بموجب ‏الصلاحيات المنوطة به و المعطاه له وفق القانون
 
‏فهل من المنطق والعقل أن نترك الأساس الموجود و نبحث عن آخر و تكلفة جديدة
 
‏إذا كنا نملك القدرة على الإنفاق من جديد فلا مانع من التجربة واما إذا كنا لا نملك ‏القدرة فهل نحمل أنفسنا ما لا نطيق 
‏وهناك الكثير من النقاط الملاحظات على مسودة المشروع المتداولة ولا يتسع لها هذا المقال
‏فلنتقي الله في هذا الوطن و لنراعي مصالحه بنيه خالصة لوجه الله تعالى
والله من وراء القصد

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/08 الساعة 22:32