في مئوية الدولة: الثقافة مرتكز أساسي للتأسيس والنهضة

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/08 الساعة 10:54

مدار الساعة - فكرة بداية مأسسة الحالة الثقافية والابداعية في الدولة الاردنية الحديثة؛ المملكة الاردنية الهاشمية، بدأت بواكيرها عشية تأسيس الدولة التي تشهد احتفالات مئويتها الاولى في عامنا هذا 2021.

 
وتمثلت المأسسة بنهج لرعاية الثقافة تبنته قيادتها الهاشمية، منذ بواكير تأسيس الدولة، على يد الملك المؤسس المغفور له بإذن الله عبدالله بن الحسين، بإطلاق أولى أنوية لبنات المشروع الثقافي متمثلا بجريدة الحق يعلو حينما وصل لمدينة معان عام 1920 والتي كانت تحمل الخطاب الثقافي والسياسي لمشروع الدولة الحديث.
 
وتتلو "الحق يعلو" بالصدور، بعد إعلان تأسيس الدولة الاردنية 1921، جريدة الشرق العربي التي حملت ذات الخطاب عام 1923، في وقت لم يكن يصدر في منطقة الاردن أي صحيفة تشكل حاملا وناشرا ثقافيا ومعرفيا تعمل على تكريسهما كنقطة إنطلاق لآفاق العلم والثقافة الرحبة. ورسخ المغفور له الملك المؤسس وهو الاديب والشاعر، هذا النهج بما شهدته حركة الشعر في الاردن من صعود وتنام بحيث انه قاد حركة أدبية تمخض عنها قيام نشاط أدبي وثقافي في شرقي الأردن كان مجلسه الادبي موئلا له، بوصفه صالونا ثقافيا وملتقىً للادباء والمثقفين، احتضن عمالقة الأدب والثقافة والشعر في الأردن والوطن العربي، علاوة على المساجلات الشعرية بينه وبين عدد منهم؛ محمد علي الحوماني ونديم الملاح وفؤاد الخطيب وسعيد البحرة وتيسير ظبيان وعرار (مصطفى وهبي التل) وحسني زيد الكيلاني وغيرهم الكثير.
 
وإلى جانب نشاطه السياسي الذي استحوذ على معظم وقته، لم يُغفل الملك المؤسس الجانب الثقافي، فاهتم بجميع القطاعات الثقافية وتابع ودعم العديد من المشروعات الإبداعية، وأصبح شرق الأردن محط أنظار المثقفين العرب، وبدأت عجلة الحركة الثقافية تدور، حيث تأسس أول مجمع علمي في البلاد في تموز 1923 برئاسة الشيخ سعيد الكرمي بهدف إحياء الآثار القومية ورفع منارة المعارف العربية، والذي عقد أولى جلساته في شهر أيلول من العام نفسه وحدد أهدافا مهمة كان منها: إلقاء المحاضرات العامة في ندوة المجمع، إنشاء مكتبة عامة، وإصدار مجلة شهرية تُنشر فيها أفكار أعضاء المجمع، ولتكون حلقة وصل بينه وبين دور الكتب والمجامع العلمية وأمهات المجلات.
 
وفي سنوات لاحقة صدر قانون مجمع اللغة العربية الأردني في عهد المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال عام 1976، وبدأ المجمع نشاطاً كبيراً في خدمة اللغة العربية.
 
وكانت حركة الفن التشكيلي بدأت في عهد الامارة مع قدوم الفنان اللبناني عمر الأنسي عام 1922، وبعده التركي ضياء الدين سليمان الذي أقام أول معرض فني له في فندق فيلادلفيا في عمان، وحظي التشكيليون برعاية خاصة من الملك المؤسس الذي اقتنى مجموعة من أعمالهم في قصره، وهي رعاية نادرة في وقتها.
 
وانتشرت دور السينما في عمان منذ نهاية العشرينيات من القرن الماضي، اي مع بدايات الدولة الاردنية، ومخاض تشكيل مجتمع مدني ومشهد إجتماعي ثقافي جديد، وتشير عدد من المصادر إلى ان أول دار للسينما في عمان كانت دار سينما النصر وتم افتتاحها في نهاية العشرينيات وصاحبها هو أبو صياح القباني.
 
وفي مدينة إربد في منتصف العشرينيات كانت ما أطلق عليها صالة البترا واحتوت على ماكينة عرض تعمل على البطاريّة، حيث يدخل المشاهدون ويجلسون على الأرض، وثم تم بناء سينما الزهراء في أواخر العشرينيات وافتتاحها بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، فيما اكتشف حديثا بجهود بحثية اردنية دار سينما بمنطقة الصفاوي بالمفرق تعود للفترة ما بين 1933-1934 وبنيت بأياد أردنية وبتصميم إنجليزي.
 
واهتم الملك المؤسس بالسينما، ومع ظهور السينما الناطقة في اوائل الثلاثينيات، تابع إنشاء دار للسينما (سينما البتراء) بحسب مواصفات دور السينما مكتملة شروط العرض عام 1935، وتعد اول سينما بحسب تلك المواصفات، وكانت تعرض فيها كذلك المسرحيات والوصلات الموسيقية والغنائية لفرق عربية، والتي شهدت عام 1943 حضور الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان لافتتاح العرض الأول من فيلمهما "انتصار الشباب"، كما عرضت فيها مسرحية كرسي الاعتراف ليوسف وهبي وقدمتها فرقة المحمصاني اللبنانية في نهاية الاربعينيات من القرن الماضي، ثم سينما (الإمارة) التي أنشئت بعدها في مطلع الأربعينيات.
 
وعلى صعيد النشر وبعد وصول الملك المؤسس إلى عمان، دَعم تأسيس الصحف والنشر من خلال جلب أول مطبعة في عهد الإمارة إلى عمَّان عام 1922، ثم ظهرت مطبعة الحكومة عام 1925، وتبع ذلك ظهور مطابع أخرى مهمة منها مطبعة الاستقلال العربي عام 1932؛ وأسهمت بنشر ثقافة الطباعة التجارية.
 
وفي تلك الحقبة الزمنية كان المسرح يسير بخطى ثابتة وواثقة، إذ كان هناك كُتاب كَتبوا للمسرح، ثم بدأت حركة المسرح كفعل من خلال المدارس والكنائس، فكانت الإشارات الأولى لعمل تمثيلي مدون عام 1918، وقبلها أنشئت أول جمعية في الأردن تُعنى بالمسرح وشؤونه عام 1914 وسميت "جمعية الناشئة الكاثوليكية العربية" وازدهرت الأعمال المسرحية على يد روكس بن زائد العزيزي ومحمد المحيسن وغيرهم، فقدم العزيزي الكثير من الأعمال المسرحية منها "السموأل" عام 1923، و"الرشيد والبرامكة" و"صلاح الدين الأيوبي"؛ عام 1924، وقدمت عروض مسرحية في عمان والسلط وعجلون منذ عام 1927 .
 
وبالتزامن مع تأسيس الدولة تشكلت موسيقات القوات المسلحة الأردنية عام 1921 مع بدايات ابتناء القوات المسلحة الاردنية- الجيش العربي، ما يؤكد اهتمام الملك المؤسس بالموسيقا، ليتم بعدها تكوين فرقة دار الإذاعة برام الله وفرقتين من موسيقا الجيش، فكانت هذه بمثابة بذور النهضة الموسيقية المقبلة وأسسها.
 
والاردن الذي يستند على تاريخ للوجود الانساني يتجاوز 8 آلاف عام ويحتوي ارثاً ثقافياً يشهد على اسهاماته الكبيرة في حقب تاريخية قديمة ومهمة، كما مهد لنشوء الكتابة والحرف العربي عندما قدم الانباط الحرف والانتقال به من الارامية الى العربية، قادر على ان يسهم في السياق الحضاري العالمي.
 
وشهد الاردن كذلك التنوع الثقافي وكان ضمن بواكير ظهور المشروع الاسلامي، وفي العهود الاسلامية المبكرة كان للجغرافيا والثقافة الاردنية دور مهم في السياق الحضاري، وسعي لربط الماضي التليد والجذور والتراث والهوية والمنجزات والمعرفة والفنون بالحاضر والمستقبل، أولت الدولة الاردنية اهتماما كبيرا بإنشاء المتاحف، إذ يُعد متحف آثار جرش أقدم متحف في الاردن ويعود لعام 1928 واقيم في أحد أقبية معبد أرتيمس.
 
وتم تأسيس متحف الاثار الاردني عام 1951، ومتحف البتراء القديم عام 1963، ومتحف الحلي والازياء 1971، ومتحف الحياة الشعبية 1977، ومتحف صرح الشهيد 1977، ومتحف الاردن 2005، ومتحف الاطفال 2007.
 
كما تم تأسيس المتحف الوطني للفنون الجميلة عام 1980 ومتحف الحياة البرية، وتوالى تأسيس المتاحف تباعا في العديد من المحافظات والمواقع الاثرية والتراثية وذات البعد الوطني والمعرفي، ليصل عددها الى نحو 30 متحفا.
 
وتزامن النهوض الثقافي مع الاهتمام بالتعليم منذ تأسيس الدولة الأردنية كمقدمة لإشاعة الثقافة العربية المنفتحة على البعد الإنساني الأعم، إلا أن مأسسة العمل الثقافي في الأردن، جاءت مستندة إلى تراكمات في العمل الثقافي الحكومي والأهلي، بدأت بإنشاء دائرة الثقافة والفنون عام 1966 لتكون إطاراً راعياً للنشاط الثقافي في المملكة، إضافة إلى ملء الفراغ على صعيد الخدمات الثقافية.
 
وجاء إنشاء الدائرة من أجل الاهتمام بكل ما يتعلق بالشؤون الثقافية والفنية في المملكة، والتعاون مع الكتاب والمثقفين والفنانين ودعم نشاطاتهم، حيث ارتبطت هذه الدائرة بوزارة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار التي أنشئت في مطلع عام 1964، وأنيطت بها العناية بمختلف الشؤون الثقافية والإعلامية، ثم تم انشاء وزارة الثقافة والشباب بمقتضى المادة 20 من الدستور، وصدر نظامها سنة 1977 ثم أنشئت وزارة الثقافة والتراث القومي عام 1988 بنظام خاص هو نظام وزارة الثقافة والتراث القومي رقم 5 لسنة 1988، ثم نظام وزارة الثقافة رقم 5 لسنة 1990، ثم تلاه نظام التنظيم الوزاري لوزارة الثقافة رقم 15 لعام 2003.
 
وشهدت المرحلة التي تمتد من عام 1966 إلى عام 1976، مرحلة بناء العمل الثقافي الحكومي، فصدر أول نظام لنشر الإنتاج الثقافي في الأردن وتوزيعه سنة 1969، وبوشر بنشر الكتب الثقافية، وصدرت أول مجلة ثقافية (أفكار) سنة 1966، وصدرت مجلة "صوت الجيل" ومجلة "الفـــنــون الشـعبية" عام 1974، وأنشئ المعهد الموسيقي سنة 1966 ، إضافة إلى فرقة الفنون الشعبية، وتشكلت أول فرقة مسرحية حكومية – أسرة المسرح الأردني عام 1965 واستمر نشاطها حتى عام 1977، وتأسست المكتبة الوطنية عام 1975.
 
وفي عهد المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال تطورت الحركة الثقافية في المملكة الأردنية الهاشمية، وأصبحت مشروع دولة ناجز، واستحدثت له المؤسسات والدوائر ووضعت له التشريعات، ففي بداية الخمسينيات بدأ النشاط الفني التشكيلي إذ تم تشكيل ندوة الفن الأردنية، ورابطة رعاية الفنون والأدب في عمان، وندوة الرسم والنحت الأردنية، والمعهد الملكي الذي أسسته الأميرة فخر النساء زيد عام 1975 في عمان، وتأسيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين عام 1977، لتشهد مرحلة التسعينيات تحولاً مهماً في مسيرة الحركة التشكيلية الأردنية.
 
وعلى صعيد الكتاب والادباء تأسست رابطة الكتاب الاردنيين عام 1974 وتضم الأُدباء والكتاب الأردنيين في مُختلف مَجالات الأدب من رواية، وشعر، وقصة، وأبحاث ونقد أدبي وفني وغيرها، والرابطة عضو مؤسس في إتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
 
وعقد في عمان مؤتمر الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب الثامن عشر للمرة الأولى عام 1992، وانتُخب آنذاك رئيس رابطة الكتاب الأردنيين رئيساً للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب علاوة على فوز العديد من الكتاب والادباء والباحثين الاردنيين لاسيما اعضاء الرابطة، في العديد من الجوائز العربية والعالمية على امتداد المسيرة الثقافية، فيما كانت جمعية المكتبات الأردنية تأسست عام 1967، وإتحاد الناشرين الاردنيين 1996.
 
وعلى أمتداد هذه الاعوام المئة توسع إنشاء دور النشر الاردنية والتي استقطبت إبداعات عدد كبير من الادباء والمفكرين والكتاب العرب، ليصل عددها اليوم الى نحو 167 دار نشر، كما تأسست مجلات متخصصة ومنها التي تعنى بالشأن الثقافي والفكري، ونمت حركة الصحافة التي أولت اهتماما كبيرا للشؤون الثقافية في صفحاتها.
 
وعلى صعيد السينما اعتبر فيلم (صراع في جرش) لواصف الشيخ ياسين الذي تم إنجازه عام 1958 الخطوة الأولى على طريق تأسيس صناعة سينمائية في الأردن، فيما جاءت المحاولة الثانية عام 1962 مع الفيلم الروائي الثاني (وطني حبيبي) لعبد الله كعوش، وعمل غازي هواش على إنتاج فيلم مشترك أردني- تركي، وحقق المخرج المصري فاروق عجرمة فيلم (عاصفة على البتراء) كإنتاج أردني لبناني إيطالي مشترك تم فيه توظيف المناطق الأثرية الاردنية كخلفية للفيلم، حتى جاءت أول مساهمة رسمية في سبيل خلق سينما أردنية عام 1965 بتأسيس دائرة السينما والتصوير التابعة لوزارة الإعلام، ثم تأسيس النادي السينمائي الأردني عام 1979 والذي خلق حراكا نقديا مهما في هذا المجال.
 
واستقطبت الجغرافية والبيئة الاردنية كمواقع للتصوير أعمالا سينمائية عالمية بدأت بفيلم لورنس العرب من إخراج البريطاني العالمي ديفيد لين عام 1962، وصولا لحرب النجوم الجزء التاسع 2018 وغيرها الكثير.
 
 
 
 
ويأتي تأسيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عام 2003 كمحاولة جادة للنهوض بهذا القطاع، ليتوج العمل على صناعة السينما في مهرجان الأردن الدولي للأفلام الذي تقيمه وزارة الثقافة، ويعتبر وصول الفيلم الأردني "ذيب" الذي أنتج عام 2014، إلى القائمة النهائية لترشيحات الأوسكارعن فئة أفضل فيلم أجنبي عام 2016، علامة فارقة في صناعة السينما الأردنية ومحفزا مهما لتطورها فيما اطلقت الهيئة اول مهرجان اردني للافلام "مهرجان عمّان السينمائي الدولي - أوّل فيلم" في آب 2020.
 
أما الدراما التلفزيونية الاردنية انطلقت مع تأسيس التلفزيون الاردني عام 1968، بأول مسلسل "باب العمود" عام 1968، وبمشاركة نجوم عرب وضحا وابن عجلان عام 1975 والذي يعد من أوائل المسلسلات العربية التي تصور بالالوان وأول المسلسلات البدوية، مثلما انتج التلفزيون الاردني اعمالا عربية ومنها مسلسلي صح النوم وملح وسكر، لتفرض نفسها في عقود السبعينيات والثمانينيات بقوة على خريطة الإنتاج العربي حيث أصبحت منافسا قويا للإنتاج الدرامي العربي وحازت على ثقة وتقدير المشاهد الأردني والعربي على حد سواء.
 
فيما كانت من أولى الاعمال الاذاعية بأسلوب درامي والتي استقطبت جمهورَ المستمعين مضافة أبو محمود 1959-1960 وقدم عبر أثير الاذاعة الاردنية التي تأسست عام 1948 وإنطلق منها عدد من نجوم الغناء العربي ومنهم؛ سميرة توفيق وفهد بلان وهيام يونس، ودلال الشمالي وسماهر وغيرهم.
 
أما مرحلة التأسيس الحقيقي للمسرح الأردني كانت ما بين الأعوام 1960 و1969 إذ اتصفت هذه المرحلة بالأكاديمية وكانت انطلاقاتها من مديرية رعاية الثقافة التابعة لوزارة الإعلام حينها، وإيجاد قسم المسرح، ثم الحراك المسرحي في الجامعة الأردنية، وعقدت أول ندوة للمهتمين بالمسرح في الأردن عام 1978، لتتولى الانجازات ويتسع الفضاء المسرحي وينطلق مهرجان المسرح الاردني في دورته الاولى عام 1991 وبعدها تتوالى وتتعدد المهرجانات المسرحية.
 
وعلى صعيد الموسيقا قامت الدولة بدعم الحركة الموسيقية والمساهمة بإنشاء مؤسسات وهيئات داعمة لهذا الفن مثل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ومعهد الموسيقا، وفرقة الرقص الشعبي، والمعهد الوطني للموسيقا، والأكاديمية الأردنية للموسيقا، فيما شهدت فترة السبعينيات والثمانينيات إنشاء روابط فنية تعنى بالفنون الدرامية والموسيقية ما لبثت ان صبت في بوتقة نقابة الفنانين الاردنيين التي تأسست عام 1997.
 
وفي ظل هذه الفضاءات التي وفرتها الدولة وتسهم بدعم الثقافة والفنون تم إطلاق "مهرجان جرش للثقافة والفنون" الدولي السنوي عام 1981، والذي يعد من أبرز المهرجانات العربية والعالمية، مما شجع المجتمعات المحلية ومؤسساتها بإطلاق مهرجانات تعنى بالثقافة والفنون ومن ابرزها "مهرجان الفحيص.. الاردن تاريخ وحضارة" والذي تأسس عام 1990، لتؤكد الدولة اهتمامها بالموسيقا بإطلاق مهرجان الأغنية الأردنية في أيلول عام 2001، ما أسهم برفع الذائقة الفنية، وانتشار الفرق الفنية الغنائية والموسيقية.
 
نشطت الحركة الثقافية في ظل هذا المناخ الايجابي بعد أن تأسست لها مؤسسات خاصة وجمعيات ودور وروابط واتحادات وغيرها، إضافة للبنى التحتية التي شيدت خلال عمر الدولة الأردنية وأسهمت في احتضان الفعاليات الثقافية والفنية المختلفة، ومن مؤسسات القطاع الخاص التي برزت على الصعيد الثقافي مؤسسة عبدالحميد شومان.
 
وتأخذ الدولة على عاتقها بالتوسعة بإنشاء مراكز ثقافية في جميع المحافظات الاردنية ومنها مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي في الزرقاء ومركز إربد الثقافي ومركز الأمير الحسن الثقافي في الكرك، ومركز جرش الثقافي، ومركز عجلون الثقافي، ومركز الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الثقافي في معان.
 
ومع تطور الحركة الثقافية صدر أول نظام لجوائز الدولة التقديرية للآداب والفنون رقم 19 لسنة 1977، وعقد في عمان أول مؤتمر لوزراء الثقافة العرب العام 1976، وصدر عنه "بيان عمان" الثقافي الذي أصبح دستوراً شاملاً للحركة الثقافية العربية.
 
وأقيم أول مهرجان لأغنية الطفل عام 1993، وأقيم مهرجان الأغنية الأردنية الأول بمبادرة من رابطة الموسيقيين الأردنيين آنذاك عام 1993، وأصبحت المكتبة الوطنية دائرة قائمة بذاتها، وصدر قانون حماية حق المؤلف رقم 22 لسنة 1992 وأسس متحف الحياة السياسية عام 1994، الذي يؤرخ لنشاط الدولة الأردنية، واتخذ من مبنى مجلس الأمة القديم مقراً له.
 
كما تطور في الالفية الثانية مشروع النشر من خلال مشروع المدن الثقافية الذي اطلقته وزارة الثقافة عام 2007 فكانت المدن تنشر من 30-35 كتابا، وفي عام 2007 أطلقت الوزارة مشروع مكتبة الأسرة الأردنية، إذ يطبع في كل دورة نحو 50 عنوانًا، ويهدف الى إصدار العديد من المؤلفات في مختلف المعارف الانسانية وبيعها بأسعار رمزية للحث على القراءة والاهتمام بالكتاب. ويبلغ معدل ما تصدره الوزارة سنويا 180 كتابا، مثلما يصدر عنها مجلات أفكار وفنون وصوت الجيل ووسام إضافة لمتابعتها التوسع في النشر من خلال سلسلة فكر ومعرفة، وسلسلة الفلسفة للشباب، وسلسلة الكتاب الأول، وسلسلة سرد وشعر، وسلسلة شغف.
 
وفي عهد جلالة الملك عبدالله الثاني تم اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية العام 2002، وتم الاحتفال بها لمدة عام كامل واقيمت العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المحلية والعربية والدولية وكانت نموذجا يحتذى بفضل اللجان الفاعلة من جميع المؤسسات الحكومية والاهلية لانجاح هذه الاحتفالية.
 
وترسخ العمل الثقافي باختيار عمّان عاصمة للثقافة العربية، وتم تنفيذ فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009، وتنفيذ فعاليات عمان عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2017.
 
وقدمت وزارة الثقافة تجربة مهمة تحت عنوان: مشروع المدن الثقافية الأردنية عام 2007، بهدف تحقيق عدالة توزيع مكتسبات التنمية الثقافية وتعزيز تنمية الحراك الثقافي في مدينة الثقافة، والمساهمة في بناء البنية التحتية للثقافة في الأقاليم والمحافظات وتشجيع الإبداع والمبدعين، وتتجسد أهمية المشروع بكونه الأول من نوعه في تاريخ الأردن، وفي الدول العربية.
 
كما تقدم الوزارة الدعم المالي واللوجستي للمئات من الجمعيات والهيئات الثقافية والفرق الفنية بشكل سنوي، إذ بلغ عدد الجمعيات العاملة في الشأن الثقافي والتي تتبع لوزارة الثقافة أكثر من 700 تمارس مختلف الشؤون الثقافية والإبداعية، عملت جميعها على تنوير ورفع الذائقة الابداعية في المجتمع ورفده بالمواهب الشابة وتنميتها وصقلها، بهدف الإرتقاء بالفعل الثقافي وإيصاله الى سائر محافظات المملكة .
 
وشهد الاردن كذلك التنوع الثقافي وكان ضمن بواكير ظهور المشروع الاسلامي، وفي العهود الاسلامية المبكرة كان للجغرافيا والثقافة الاردنية دور مهم في السياق الحضاري، وسعي لربط الماضي التليد والجذور والتراث والهوية والمنجزات والمعرفة والفنون بالحاضر والمستقبل، أولت الدولة الاردنية اهتماما كبيرا بإنشاء المتاحف، إذ يُعد متحف آثار جرش أقدم متحف في الاردن ويعود لعام 1928 واقيم في أحد أقبية معبد أرتيمس.
 
وتم تأسيس متحف الاثار الاردني عام 1951، ومتحف البتراء القديم عام 1963، ومتحف الحلي والازياء 1971، ومتحف الحياة الشعبية 1977، ومتحف صرح الشهيد 1977، ومتحف الاردن 2005، ومتحف الاطفال 2007.
 
كما تم تأسيس المتحف الوطني للفنون الجميلة عام 1980 ومتحف الحياة البرية، وتوالى تأسيس المتاحف تباعا في العديد من المحافظات والمواقع الاثرية والتراثية وذات البعد الوطني والمعرفي، ليصل عددها الى نحو 30 متحفا.
 
وتزامن النهوض الثقافي مع الاهتمام بالتعليم منذ تأسيس الدولة الأردنية كمقدمة لإشاعة الثقافة العربية المنفتحة على البعد الإنساني الأعم، إلا أن مأسسة العمل الثقافي في الأردن، جاءت مستندة إلى تراكمات في العمل الثقافي الحكومي والأهلي، بدأت بإنشاء دائرة الثقافة والفنون عام 1966 لتكون إطاراً راعياً للنشاط الثقافي في المملكة، إضافة إلى ملء الفراغ على صعيد الخدمات الثقافية.
 
وجاء إنشاء الدائرة من أجل الاهتمام بكل ما يتعلق بالشؤون الثقافية والفنية في المملكة، والتعاون مع الكتاب والمثقفين والفنانين ودعم نشاطاتهم، حيث ارتبطت هذه الدائرة بوزارة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار التي أنشئت في مطلع عام 1964، وأنيطت بها العناية بمختلف الشؤون الثقافية والإعلامية، ثم تم انشاء وزارة الثقافة والشباب بمقتضى المادة 20 من الدستور، وصدر نظامها سنة 1977 ثم أنشئت وزارة الثقافة والتراث القومي عام 1988 بنظام خاص هو نظام وزارة الثقافة والتراث القومي رقم 5 لسنة 1988، ثم نظام وزارة الثقافة رقم 5 لسنة 1990، ثم تلاه نظام التنظيم الوزاري لوزارة الثقافة رقم 15 لعام 2003.
 
وشهدت المرحلة التي تمتد من عام 1966 إلى عام 1976، مرحلة بناء العمل الثقافي الحكومي، فصدر أول نظام لنشر الإنتاج الثقافي في الأردن وتوزيعه سنة 1969، وبوشر بنشر الكتب الثقافية، وصدرت أول مجلة ثقافية (أفكار) سنة 1966، وصدرت مجلة "صوت الجيل" ومجلة "الفـــنــون الشـعبية" عام 1974، وأنشئ المعهد الموسيقي سنة 1966 ، إضافة إلى فرقة الفنون الشعبية، وتشكلت أول فرقة مسرحية حكومية – أسرة المسرح الأردني عام 1965 واستمر نشاطها حتى عام 1977، وتأسست المكتبة الوطنية عام 1975.
 
وفي عهد المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال تطورت الحركة الثقافية في المملكة الأردنية الهاشمية، وأصبحت مشروع دولة ناجز، واستحدثت له المؤسسات والدوائر ووضعت له التشريعات، ففي بداية الخمسينيات بدأ النشاط الفني التشكيلي إذ تم تشكيل ندوة الفن الأردنية، ورابطة رعاية الفنون والأدب في عمان، وندوة الرسم والنحت الأردنية، والمعهد الملكي الذي أسسته الأميرة فخر النساء زيد عام 1975 في عمان، وتأسيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين عام 1977، لتشهد مرحلة التسعينيات تحولاً مهماً في مسيرة الحركة التشكيلية الأردنية.
 
وعلى صعيد الكتاب والادباء تأسست رابطة الكتاب الاردنيين عام 1974 وتضم الأُدباء والكتاب الأردنيين في مُختلف مَجالات الأدب من رواية، وشعر، وقصة، وأبحاث ونقد أدبي وفني وغيرها، والرابطة عضو مؤسس في إتحاد كتاب آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
 
وعقد في عمان مؤتمر الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب الثامن عشر للمرة الأولى عام 1992، وانتُخب آنذاك رئيس رابطة الكتاب الأردنيين رئيساً للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب علاوة على فوز العديد من الكتاب والادباء والباحثين الاردنيين لاسيما اعضاء الرابطة، في العديد من الجوائز العربية والعالمية على امتداد المسيرة الثقافية، فيما كانت جمعية المكتبات الأردنية تأسست عام 1967، وإتحاد الناشرين الاردنيين 1996.
 
وعلى أمتداد هذه الاعوام المئة توسع إنشاء دور النشر الاردنية والتي استقطبت إبداعات عدد كبير من الادباء والمفكرين والكتاب العرب، ليصل عددها اليوم الى نحو 167 دار نشر، كما تأسست مجلات متخصصة ومنها التي تعنى بالشأن الثقافي والفكري، ونمت حركة الصحافة التي أولت اهتماما كبيرا للشؤون الثقافية في صفحاتها.
 
وعلى صعيد السينما اعتبر فيلم (صراع في جرش) لواصف الشيخ ياسين الذي تم إنجازه عام 1958 الخطوة الأولى على طريق تأسيس صناعة سينمائية في الأردن، فيما جاءت المحاولة الثانية عام 1962 مع الفيلم الروائي الثاني (وطني حبيبي) لعبد الله كعوش، وعمل غازي هواش على إنتاج فيلم مشترك أردني- تركي، وحقق المخرج المصري فاروق عجرمة فيلم (عاصفة على البتراء) كإنتاج أردني لبناني إيطالي مشترك تم فيه توظيف المناطق الأثرية الاردنية كخلفية للفيلم، حتى جاءت أول مساهمة رسمية في سبيل خلق سينما أردنية عام 1965 بتأسيس دائرة السينما والتصوير التابعة لوزارة الإعلام، ثم تأسيس النادي السينمائي الأردني عام 1979 والذي خلق حراكا نقديا مهما في هذا المجال.
 
واستقطبت الجغرافية والبيئة الاردنية كمواقع للتصوير أعمالا سينمائية عالمية بدأت بفيلم لورنس العرب من إخراج البريطاني العالمي ديفيد لين عام 1962، وصولا لحرب النجوم الجزء التاسع 2018 وغيرها الكثير.
 
ويأتي تأسيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عام 2003 كمحاولة جادة للنهوض بهذا القطاع، ليتوج العمل على صناعة السينما في مهرجان الأردن الدولي للأفلام الذي تقيمه وزارة الثقافة، ويعتبر وصول الفيلم الأردني "ذيب" الذي أنتج عام 2014، إلى القائمة النهائية لترشيحات الأوسكارعن فئة أفضل فيلم أجنبي عام 2016، علامة فارقة في صناعة السينما الأردنية ومحفزا مهما لتطورها فيما اطلقت الهيئة اول مهرجان اردني للافلام "مهرجان عمّان السينمائي الدولي - أوّل فيلم" في آب 2020.
 
أما الدراما التلفزيونية الاردنية انطلقت مع تأسيس التلفزيون الاردني عام 1968، بأول مسلسل "باب العمود" عام 1968، وبمشاركة نجوم عرب وضحا وابن عجلان عام 1975 والذي يعد من أوائل المسلسلات العربية التي تصور بالالوان وأول المسلسلات البدوية، مثلما انتج التلفزيون الاردني اعمالا عربية ومنها مسلسلي صح النوم وملح وسكر، لتفرض نفسها في عقود السبعينيات والثمانينيات بقوة على خريطة الإنتاج العربي حيث أصبحت منافسا قويا للإنتاج الدرامي العربي وحازت على ثقة وتقدير المشاهد الأردني والعربي على حد سواء.
 
فيما كانت من أولى الاعمال الاذاعية بأسلوب درامي والتي استقطبت جمهورَ المستمعين مضافة أبو محمود 1959-1960 وقدم عبر أثير الاذاعة الاردنية التي تأسست عام 1948 وإنطلق منها عدد من نجوم الغناء العربي ومنهم؛ سميرة توفيق وفهد بلان وهيام يونس، ودلال الشمالي وسماهر وغيرهم.
 
أما مرحلة التأسيس الحقيقي للمسرح الأردني كانت ما بين الأعوام 1960 و1969 إذ اتصفت هذه المرحلة بالأكاديمية وكانت انطلاقاتها من مديرية رعاية الثقافة التابعة لوزارة الإعلام حينها، وإيجاد قسم المسرح، ثم الحراك المسرحي في الجامعة الأردنية، وعقدت أول ندوة للمهتمين بالمسرح في الأردن عام 1978، لتتولى الانجازات ويتسع الفضاء المسرحي وينطلق مهرجان المسرح الاردني في دورته الاولى عام 1991 وبعدها تتوالى وتتعدد المهرجانات المسرحية.
 
وعلى صعيد الموسيقا قامت الدولة بدعم الحركة الموسيقية والمساهمة بإنشاء مؤسسات وهيئات داعمة لهذا الفن مثل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ومعهد الموسيقا، وفرقة الرقص الشعبي، والمعهد الوطني للموسيقا، والأكاديمية الأردنية للموسيقا، فيما شهدت فترة السبعينيات والثمانينيات إنشاء روابط فنية تعنى بالفنون الدرامية والموسيقية ما لبثت ان صبت في بوتقة نقابة الفنانين الاردنيين التي تأسست عام 1997.
 
وفي ظل هذه الفضاءات التي وفرتها الدولة وتسهم بدعم الثقافة والفنون تم إطلاق "مهرجان جرش للثقافة والفنون" الدولي السنوي عام 1981، والذي يعد من أبرز المهرجانات العربية والعالمية، مما شجع المجتمعات المحلية ومؤسساتها بإطلاق مهرجانات تعنى بالثقافة والفنون ومن ابرزها "مهرجان الفحيص.. الاردن تاريخ وحضارة" والذي تأسس عام 1990، لتؤكد الدولة اهتمامها بالموسيقا بإطلاق مهرجان الأغنية الأردنية في أيلول عام 2001، ما أسهم برفع الذائقة الفنية، وانتشار الفرق الفنية الغنائية والموسيقية.
 
نشطت الحركة الثقافية في ظل هذا المناخ الايجابي بعد أن تأسست لها مؤسسات خاصة وجمعيات ودور وروابط واتحادات وغيرها، إضافة للبنى التحتية التي شيدت خلال عمر الدولة الأردنية وأسهمت في احتضان الفعاليات الثقافية والفنية المختلفة، ومن مؤسسات القطاع الخاص التي برزت على الصعيد الثقافي مؤسسة عبدالحميد شومان.
 
وتأخذ الدولة على عاتقها بالتوسعة بإنشاء مراكز ثقافية في جميع المحافظات الاردنية ومنها مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي في الزرقاء ومركز إربد الثقافي ومركز الأمير الحسن الثقافي في الكرك، ومركز جرش الثقافي، ومركز عجلون الثقافي، ومركز الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الثقافي في معان.
 
ومع تطور الحركة الثقافية صدر أول نظام لجوائز الدولة التقديرية للآداب والفنون رقم 19 لسنة 1977، وعقد في عمان أول مؤتمر لوزراء الثقافة العرب العام 1976، وصدر عنه "بيان عمان" الثقافي الذي أصبح دستوراً شاملاً للحركة الثقافية العربية.
 
وأقيم أول مهرجان لأغنية الطفل عام 1993، وأقيم مهرجان الأغنية الأردنية الأول بمبادرة من رابطة الموسيقيين الأردنيين آنذاك عام 1993، وأصبحت المكتبة الوطنية دائرة قائمة بذاتها، وصدر قانون حماية حق المؤلف رقم 22 لسنة 1992 وأسس متحف الحياة السياسية عام 1994، الذي يؤرخ لنشاط الدولة الأردنية، واتخذ من مبنى مجلس الأمة القديم مقراً له.
 
كما تطور في الالفية الثانية مشروع النشر من خلال مشروع المدن الثقافية الذي اطلقته وزارة الثقافة عام 2007 فكانت المدن تنشر من 30-35 كتابا، وفي عام 2007 أطلقت الوزارة مشروع مكتبة الأسرة الأردنية، إذ يطبع في كل دورة نحو 50 عنوانًا، ويهدف الى إصدار العديد من المؤلفات في مختلف المعارف الانسانية وبيعها بأسعار رمزية للحث على القراءة والاهتمام بالكتاب. ويبلغ معدل ما تصدره الوزارة سنويا 180 كتابا، مثلما يصدر عنها مجلات أفكار وفنون وصوت الجيل ووسام إضافة لمتابعتها التوسع في النشر من خلال سلسلة فكر ومعرفة، وسلسلة الفلسفة للشباب، وسلسلة الكتاب الأول، وسلسلة سرد وشعر، وسلسلة شغف.
 
وفي عهد جلالة الملك عبدالله الثاني تم اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية العام 2002، وتم الاحتفال بها لمدة عام كامل واقيمت العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المحلية والعربية والدولية وكانت نموذجا يحتذى بفضل اللجان الفاعلة من جميع المؤسسات الحكومية والاهلية لانجاح هذه الاحتفالية.
 
وترسخ العمل الثقافي باختيار عمّان عاصمة للثقافة العربية، وتم تنفيذ فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009، وتنفيذ فعاليات عمان عاصمة الثقافة الإسلامية عام 2017.
 
وقدمت وزارة الثقافة تجربة مهمة تحت عنوان: مشروع المدن الثقافية الأردنية عام 2007، بهدف تحقيق عدالة توزيع مكتسبات التنمية الثقافية وتعزيز تنمية الحراك الثقافي في مدينة الثقافة، والمساهمة في بناء البنية التحتية للثقافة في الأقاليم والمحافظات وتشجيع الإبداع والمبدعين، وتتجسد أهمية المشروع بكونه الأول من نوعه في تاريخ الأردن، وفي الدول العربية.
 
كما تقدم الوزارة الدعم المالي واللوجستي للمئات من الجمعيات والهيئات الثقافية والفرق الفنية بشكل سنوي، إذ بلغ عدد الجمعيات العاملة في الشأن الثقافي والتي تتبع لوزارة الثقافة أكثر من 700 تمارس مختلف الشؤون الثقافية والإبداعية، عملت جميعها على تنوير ورفع الذائقة الابداعية في المجتمع ورفده بالمواهب الشابة وتنميتها وصقلها، بهدف الإرتقاء بالفعل الثقافي وإيصاله الى سائر محافظات المملكة .
 
وكانت وزارة الثقافة أعلنت أخيرا عن الخطّة الوطنيّة لعناصر التراث الثقافي غير المادي للأعوام (2020-2024)، والتي أقرها مجلس الوزراء وهدفت لترسيخ الهوية الثقافية الاردنية، وتستند على تجهيز وإعداد مجموعة من عناصر التراث الثقافي غير المادي لوضعها على قائمة التراث العالمي.
 
والمشهد الثقافي الأردني في مئوية الدولة الاردنية والذي يستمد خصوصيته من خريطة ثقافية غنية بالصروح والفعاليات والابداعات الثقافية والفنية المختلفة رعته الدولة ووفرت كل الامكانات لاستدامته، لاسيما في ظل تداعيات جائحة كورونا، فأطلقت وزارة الثقافة في آذار الماضي مسابقة موهبتي من بيتي والتي تعد الاولى في الوطن العربي، تلتها مبادرات أخرى للوزارة والهيئات الثقافية الاهلية والخاصة عبر وسائط التواصل الرقمي.
 
وجرى الاعلان عن الخطة الوطنية لاحتفالية مئوية تأسيس الدولة الاردنية التي تشارك فيها مختلف المؤسسات الرسمية والاهلية على امتداد مساحة الوطن، وذلك في مؤتمر صحفي عقد في متحف الحياة البرلمانية بتاريخ 9 كانون الثاني الماضي.
 
وتشتمل الخطة على خمسة محاور تتضمن عددا من الاحتفالات والفعاليات و30 برنامجا ومشروعا ثقافيا ومجتمعيا تحوي فعاليات وطنية تتوزّع على مختلف محافظات المملكة، وتحتفي بالمنجز الأردني، وتجسّد مسيرة البناء والتنمية المتراكمة على امتداد مئة عام، ولم تغفل الخطة عن البرامج التي تعنى بالفئات العمرية من الأطفال من خلال المسابقات والمنصات التعليمية وغيرها.
 
ويشتمل المحور الاول من الخطة على البناء الرمزي والوطني على البرامج والفعاليات الترويجية والاعلامية والاصدارات الخاصة، بينما حمل المحور الثاني عنوان الاحتفالات والفعاليات الكبرى ومن ابرز معالمه حملة علمنا عال، ومسابقة الصرح التذكاري الذي تشرف عليه امانة عمان الكبرى.
 
اما المحور الثالث الذي حمل عنوان البرامج والفعاليات الثقافية والمجتمعية والمشروعات والبرامج المستدامة، فشملت معالمه احتفالات المحافظات والمؤسسات التعليمية الرئيسة والقوات المسلحة والامن العام والمتقاعدين العسكريين والمغتربين الاردنيين في الخارج والفعاليات الرياضية والشبابية والسياحية والمؤتمرات العلمية الثقافية وبرامج التوثيق والارشفة ويشمل 220 وزارة ومؤسسة.
 
كما يشمل هذا المحور الاصدارات وسلاسل النشر وبرامج إثراء المحتوى الثقافي الوطني الرقمي وفعاليات وبرامج الفنون والمسابقات ودعم المشروعات وايصال رسالة المئوية الى العالم باللغات الاجنبية والتثقيف الوطني (هوية)، فيما حمل المحوران الرابع والخامس العنوانين "البرامج والفعاليات التي تعنى بتحفيز الابتكار في المئوية الثانية"، و"المشروعات الوطنية التي ستدشن في المئوية".
 
ومن ابرز فعاليات المئوية الثقافية في شهر شباط الماضي الاعلان عن مسابقات الشعر وكلمات الاغاني ونصوص الافلام الروائية والقصيرة والوثائقية والاعمال المسرحية في الموضوعات الاردنية، مثلما تم اطلاق المجموعة الاولى من اصدارات مئوية الدولة ضمن البرنامج الوطني للقراءة واشتملت على 58 كتابا، واطلاق الموقع الرسمي للمئوية، وانجاز مكنز التراث الشعبي الاردني.
 
فيما كانت من ابرز الفعاليات الثقافية في شهر آذار الماضي تنظيم معرض صور الاردن من الارشيف التركي، والاعلان عن جائزة القيم السياسية والثقافية للباحثين العرب الشباب، والجائزة الوطنية لبحوث ودراسات مئوية الدولة الاردنية، وانتاج مجموعة من الافلام الوثائقية واطلاق مشروعات؛ الوطني للتوثيق والارشفة ومنصة وثق وجمع التراث الشفوي للدولة الاردنية.
 
واطلقت وزارة السياحة والاثار مكتبة المؤسس، والمشروع الوطني لتوثيق القطع الاثرية، فيما اطلقت وزارة التربية والتعليم مسابقة شاعر المئوية للمعلمين والطلبة في جميع مدارسها، وإقامة مهرجان المسرح المدرسي حول المئوية ومسيرة الهاشميين والمواطنة.
 
وضمن أبرز فعاليات المؤسسات الاهلية بمناسبة مئوية الدولة الاردنية، نظم منتدى الفكر العربي خلال الاشهر الثلاثة الماضية ندوات حوارية تناولت "دور المكتبة الوطنية في التوثيق وحماية ذاكرة الوطن" و"الحركة الثقافية والأدبية الأردنية منذ تأسيس الدولة الاردنية" و"التعليم العالي في مئوية الدولة الأردنية" و"العوامل التي أثّرت في تشكيل البنية الاجتماعية في الأردن خلال مئة عام" و"موضوعات التكنولوجيا والبحث العلمي في مئوية الدولة الاردنية".
 
وبالتعاون مع مبادرة (ض) إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، وإحتفاءً بالمناسبة، أطلق مجمع اللغة العربية الدورة السادسة للمسابقات الثقافية لهذا العام.
 
(بترا)

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/08 الساعة 10:54