ذوقان عبيدات يكتب: أوهام النصف المملوء من الكأس

مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/07 الساعة 22:35
الكاتب : د. ذوقان عبيدات في أدبنا أن المتفائلين يرون وحدهم النصف المملوء من الكأس! وأن المتشائمين يرون النصف الفارغ منه، ولذلك اكتسب المتفائلون السمعة الطيبة، والذكاء العاطفي، بينما نال المتشائمون ألقابا مثل ناكرو الجميل، أعداء التقدم، المتآمرون وغير ذلك !! فهل صحيح هذا التقسيم ؟ كتبت على الفيس بوك المنشور الآتي : هناك من يرى نصفا مملوءا ومن يرى نصفا فارغا فعن أي كأس يتحدثون؟ هل منكم في هذا البلد من رأى كأسا حتى نرى ما فيه !؟ هذه أحد الردود التي جاءت تعقيبا على ما نشرت . وقال آخرون: الكأس ليس لنا، لا نصفه المملوء ولا نصفه الفارغ ! فإذا كان الكأس غير مرئي وليس لنا فلماذا نهتم بما فيه !! ومما قيل : - لعل النصف المملوء كان رغوة وسرابا فلماذا نحسبه كذلك ؟! - علينا أن ندقق في الكأس قبل معرفة أجزائه، وقبل معرفة ما فيه . - إن حواف كأسنا جارحة فمن الصعب لمسه لتفحص ما فيه . - حتى النصف المملوء فليس مملوءا بذي قيمة! - الكأس فارغ بشقيه المملوء والفارغ. إن من يرى النصف المملوء هو من انتفع منه : مسايرة وتدويرا وتكرارا وإقامة واستغلالا وسوء إدارة ونهبا . فمن مدح السوق إلا من اشترى! على الأغلب، في مثل هذه الحالة ، كما تتصحر الأرض الزراعية بفعل عوامل الحرارة وغياب المطر والماء، يتعرض الكأس إلى تبخر ويبقى ما فيه ماء غير قابل للاستخدام أو فارغا تماما ! وبعيدا عن التشاؤم والتفاؤل الوهميين، هناك ما يعرف بالجودة الشاملة بمعنى العلامة الكاملة ، أو الكأس المملوء تماما . وبمقتضى قانون الجودة الشاملة فإن أي نقص بالكأس ولو قطرة لا تجعل الكأس مملوءا. فإذا كانت نسبة كأس الطيران المملوء ٩٩.٩٩% فإن هذا يعني سقوط أكثر مائة طيارة يوميا ! وإذا كانت نسبة كأس الطب المملوء ٩٩.٩٩% فإن هذا يعني موت آلاف المرضى يوميا بأخطاء طبية. ولذلك كأس الوطن يجب أن يكون كريستاليا ، شفافا أمام الجميع، يسهم الجميع في بنائه بفرص متكافئة ونظافة كاملة – يعني دون تدوير ومحاسيب ومنافع!! فلن نسلم بأغنية بشناقي الذي يقول : خذوا المكاسب والمنافع، واتركوا لنا الوطن أو اتركوا لي الوطن ! خذوا ما في الكأس كله واتركوا لنا الكأس !! لا . نريد الكأس وما فيه ، نحن نملأ الكأس ونتقاسم ما فيه !!
مدار الساعة ـ نشر في 2021/05/07 الساعة 22:35