وكأننا لا نريد لهذه البلد أن يهدأ
ما أن حطت طائرة السياح من بلغاريا في العقبة حتى لاحقتها الشائعات.
واحدة من بين السياح أصيبت بكورونا واخرى تقول أنها جلبتها معها.. وخبر ثالث يتحدث عن ٣ إصابات لكورونا من منشأ هندي في العقبة، وأصبح لكورونا علامات تجارية.
لنفترض أن هذه الانباء صحيحة ربما هي كذلك فلماذا التسابق على نشرها وكأننا نتشفى !!.
فرحنا لعودة دون الطموح للسياحة الوافدة.. هناك في العالم من يرغب في أن يمضي وقته في بلدنا رغم تصنيفها باللون الأحمر بين البلدان التي تتبوأ مراتب متقدمة في إصابات كورونا.. انظروا إلى دبي وتركيا.. فيها إصابات لكن أحدا لم ينشر من حولها الأخبار التحذيرية ليس منا ولا من أهلها الحريصين على بلدهم أكثر من حرصهم على أنفسهم.
لا زال المواطن يعتمد على الأخبار من مصادر الحي ووشوشة الأذنين، وأكاد أقول أن سماء بلدنا ملبدة بالإشاعات وقد إعتدت مثلي ومثل كثير من الناس على تلقف هذه الإشاعات ومتابعة ردود الجهات المسؤولة، وأكثر ما يثير التندر هو الردود التي في معظمها تمنح فرصا لميلاد إشاعات جديدة.
وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتمدها الحكومات في بناء قراراتها وتلاحقها حافظت على دورها الرئيس كمصدر للإشاعات وللمعلومات غير الصحيحة، وتشكل 79٪ من الإشاعات ولوسائل الإعلام 21٪ الجديد هو الإبداع في اطلاق الشائعات فهي لم تعد عشوائية لا أصل لها مثل حكايات الغول والعنقاء والخل الوفي، بل إن لها أصلا ومصدرا وأدوات وهي بالمناسبة لا تكلف شيئا ما دامت مواقع التواصل المتعددة تقدم خدمة مجانية لنشرها، فكل ما يحتاج إليه الأمر هي تدوينة أو كاميرا لهاتف محمول.
التفاعل على مواقع التواصل يفتح شهية الناس للزيادة لكن الحكومة قررت البدء بهجوم معاكس فأنشأت مواقع وصفحات على الفيس بوك والتويتر وهناك جيش صغير جاهز للملاحقة بتوفر معلومات وحقائق ووسائل إقناع مثل الأرقام والمؤشرات، كل ذلك كي يواجه كل ما على السطح من إشاعات، لكن ثمة شعرة قد تقلب الأمور الى عكس ما تشتهي الحكومة وهي أن الاستجابة لضغوط الإشاعات جاهزة لإنتاج شائعات جديدة تصبح حقائق.
في موضوع الشائعات أنا سيء النية وشكاك، وأرى أنه لا يجب التعامل معها بإعتبارها عشوائية لا أصل لها، بل لها أصل ومصدر وأدوات.
أزيدكم أن بعضنا يتلذذ بتداول (تويتر) لإسرائيلي يقول أن بلاده تستطيع احتلال الأردن بساعة.. وعوضا عن التذكير بأشاوس معركة الكرامة وقبلها أبطال القدس وباب الواد نتناقل التويتر برضى وقبول!!.
qadmaniisam@yahoo.com
الرأي