تعليق الإضراب يبهج أجواء رمضان بفلسطين
مدار الساعة - كان أوّل نشاط نفذه والد الأسير رامي حسّان من الخليل فور سماعه نبأ انتصار الأسرى في الإضراب، هو استجابته لإلحاح أطفاله بإحضار الزينة التقليدية وفوانيس شهر رمضان.
ورفض حسّان أثناء خوض الأسرى الإضراب بشكل قاطع تزيين جدران منزله بأيّة أضواء ابتهاجًا بالشهر الفضيل لقلقه على نجله الذي كان ضمن أكثر من 1800 أسير يخوضون إضرابًا عن الطعام لـ 41 يومًا.
يقول والد رامي لوكالة "صفا" إنّ انتصار الأسرى بمثابة فرحتان، لتزامنه مع حلول شهر رمضان المبارك، لافتًا إلى أنّ تعب أهالي الأسرى وعائلاتهم لم يضع هباءً.
ولم يترك حسان خيمة الاعتصام في ساحة ابن رشد طوال أيام الإضراب، وكان يعود إليها من عمله وبالعكس، ويزور منزله قليلا، لدرجة أنّ وزنه نقص كثيرًا، وبات لا يقدر على رؤية أبنائه أو مجالستهم.
ويتابع "هذا الانتصار تحقّق بجهد الأسرى وحدهم، وليس بجهد أي جهة خارج السّجون"، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنّ نجله أمضى 13 عامًا في السجن من حكم 19 عامًا، وكان هدفه من الإضراب كسر حاجز الخوف من الاحتلال والضغط باتجاه تحقيق مطالب إنسانية مكفولة للأسرى.
أمّا والدة الأسير ياسر أبو تركي، فتقول إن نجلها الأسير في سجون الاحتلال منذ 13 عامًا مصاب بعديد الأمراض، ومع كل شهر رمضان تتفتح جراح العائلة بسبب غيابه ومرضه.
وتضيف "ابني مجاهد لأجل وطنه ومعتقل منذ فترة طويلة. آمل أن أضمه في رمضان القادم إلى صدري بعد الإفراج عنه من السجون".
وتتشارك والدة الأسير محمد أبو تركي مع والدة الأسير ياسر في نفس المعاناة، إذ إن قلبها يعتصر ألمًا على ابنها الأسير في سجون الاحتلال منذ خمسة أشهر، مشيرة إلى أنه خاض الإضراب عن الطعام تضامنًا مع زملائه الأسرى.
وتضيف أن نجلها الأسير يتغيب لأول مرة عن أسرته في شهر رمضان، وتعيش لأجل ذلك الأسرى قلقًا دائمًا على صحته.
"خيام الاحتفال"
ويقول رئيس لجنة أهالي الأسرى بالخليل زياد أبو رموز لوكالة "صفا" إنّ الأسرى انتصروا على السّجان ومن وصفهم بـ"المتآمرين على قضية الأسرى"، لافتًا إلى أنّه نتاج لصبر ومبيت عائلات الأسرى في خيم الاعتصام التضامنية مع أبنائهم.
ويبين أن فك الإضراب بدّد هواجس الأمهات اللاتي كنّ يستقبلن الشّهر الفضيل بهواجس كبيرة تتركز في صيام أبنائهن منذ (40 يوما) ونقل بعضهم للمستشفيات.
ويكشف أبو رموز عن تحوّل خيم التضامن مع الأسرى إلى مواقع للاحتفال بالانتصار وقدوم شهر رمضان المبارك معًا.
ويرى الباحث في قضية الأسرى منقذ أبو عطوان أنّ انتصار الأسرى يشير إلى أنّ كل من يطالب بحقّه ويدفع ثمنه يحصل عليه، وهو ما تجلّى في إضراب الأسرى الجماعي لأكثر من 40 يومًا.
لكنّ أبو عطوان يرى أنّ الإضراب كشف عورات كثيرة للعديد من الجهات، وخاصّة الفصائل الفلسطينية التي ينتمي لها الأسرى المضربين، والتي لم تقدم بالدور الإسنادي المطلوب منها، وهم يواجهون مصيرهم حتّى اليوم الأربعين للإضراب.
ويلفت إلى أنّ الانتصار يجب أن يعيد الانتباه إلى ضرورة توحيد الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، لافتا إلى أنّ "الإضراب كشف عن أن الانقسام لا يتوقف بين حركتي فتح وحماس، وإنّما كشف عورات كثيرة وانقسامات عديدة داخل الحركة الأسيرة"، على حد قوله.