محمد دحلان.. إن حَكى

مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/28 الساعة 01:01
في مقابلة مُتلفزة وطويلة (عبر قناة «الغد» التي يَرشح أنه يملِكها), طرح الفتحاوي السابق/المفصول محمد دحلان (يَرأس تياراً أسماه الاصلاح الديمقراطي), طرَحَ جملة ملفات إتّسمَ معظمها بالعموميات دونما تفصيل او شرح, ناهيك ان ملفات ساخنة غابت او غُيّبت خاصة تداعيات موجة التطبيع التي توقّفت إلاّ بعد سقوط ترمب, رغم ان ادارة بايدن أشادت بها وإن لم تتطوّع لاستكمالها او الضغط على أطراف أخرى للانخراط فيها. في هذا الشأن كان لافتا قول دحلان: إن «مرحلة ترمب كانت كارثية على الشعب الفلسطيني وعلى المنطقة', لكنه اكتفى بذلك ولم يشرح لماذا كانت كارثية؟ وما الذي فعله ترمب كي تُوصف مرحلته بالكارثية, لأن اضطرار دحلان للتفسير كان سيأخذه الى «مطارِح» اخرى محظور عليه المجازفة بعبورها(لو أراد...أصلاً).

ما علينا..

مقابلة دحلان حفلت بكثير من المصطلحات والشعارات والتصويب المباشر على السلطة (عشية انتخابات تشريعية كان يعتقد انها ستجري في 22 أيار الوشيك لكن ذلك بات من ورائنا بعد الحديث المتواتر انها لن تجري). تصويبه على السلطة ووصف نظامها السياسي بـ'المُنهار', جاء في إطار مساعيه لاستنقاذ قائمته الانتخابية التي أسماها «قائمة المستقبل', زاعماً انها «مُؤهّلة لقيادة الشعب الفلسطيني', وأن عديد تياره في قطاع غزة يصل الى 120 ألف منتسب, معتبراً ذلك «فرصة» للشعب الفلسطيني كي يُقرّر من يكون معه في المستقبل, رغم إدراكه ان حظوظ قائمته قد تراجعت, خاصة بعد إشهار قائمة «الحرية» بقيادة الثنائي البرغوثي/القدوة، في وقت كَثرت تسريبات انصار دحلان عن تحالف قيد التشكّل مع الاسير البرغوثي, استبعده كثيرون نظراً للهوّة العميقة بين مواقف البرغوثي وأهداف دحلان.

هل إنتوى دحلان الترشّح رئيساً السلطة؟

قال دحلان في عبارة تستبِطن الـ'نعم»..انا رشّحت نفسي لخدمة الشعب الفلسطيني, وحيث يُريدني الشعب الفلسطيني سأكون. مَن يُريد – أضاف – ان يكون «رئيساً» للشعب الفلسطيني عليه مهام عظيمة وكبيرة, وليس ان يجلس وراء مكتب فقط.

عديدة الشعارات والدعوات الفضفاضة التي أطلقها دحلان كدعوته الى الشراكة السياسية والتوافق على برنامج سياسي «وطني» يمثل الحد الادنى لكل القوى، وأن يكون لدينا برنامج مقاومة (غير مُكلِف وأن يكون فعالاً). ماذا قَصدَ؟ لا احد يدري..لكنه يستبطِن رسالة لأطراف خارجية...ربما.

في مكان آخر يقول:نريد من الدول العربية أن تُقدّم لنا الإسناد المادي والمعنوي..لا يلبث الذهاب لتحميل المسؤولية للطرف الفلسطيني بقوله: لن نفقد تعاطف العالم العربي, على الرغم من اننا لم نُعطِ نموذجاً كي يتضامنوا معنا اكثر(...)..والسؤال للسيد دحلان:هل يَتعاطف العرب مع القضية وشعبها المظلوم؟ أم مع «قيادات» غير مُنتخَبة ليس بالضرورة أن تكون مؤهلة لقيادته والنطق باسمه؟.

في السطر الأخير...تبرز في حديث دحلان «الفوقية والتنظير» في نظرته للشعب الفلسطيني, عندما يُكثِر من الزعم أنه «سيستمِر في تقديم كافة (المساعدات) للشعب الفلسطيني»..وأنه «سّخّرَ علاقاته مع رجال الأعمال والقادة العرب(..) من أجل مصالح الشعب الفلسطيني, وهذا هو – يُضيف – الفرق ما «بيننا» وبين مَن يُسخِّر مقدرات الشعب الفلسطيني لمصالحه الخاصة».

لم ينسَ «العقيد» دحلان إعلان أنه «خَلَقَ تفاهمات مع حماس, مَكنتّهما للذهاب إلى انقاذ «الشعب الفلسطيني في قطاع غزة', جازماً «أن صراعه مع حماس لن يَتكرّر».

kharroub@jpf.com.jo

الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/28 الساعة 01:01