هكذا ننصر سيدنا.. الإعلام سياسة أم اقتصاد؟
مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/27 الساعة 00:03
دعوت في مقالي المنشور في الرأي يوم الثلاثاء الماضي، إلى ضرورة العمل لاستعادة الرأي العام الأردني المختطف في غالبيته، والذي تجري عملية منظمة لتعبئته ضد دولته، من خلال توظيف المعاناة الاقتصادية لتحقيق هذه التعبئة، وقلت أن استعادة الرأي العام الأردني تحتاج إلى عملية لإعادة تنظيم الإعلام الأردني، وضبط إيقاعه وسد منافذ اختراقه، أخذين بعين الاعتبار أن ملف الإعلام الأردني مطروح للنقاش منذ سنوات طويلة، ومع ذلك فإنه لا يخفي على المراقب أن الأمور تزاد سوءً، لأننا كلما تحاورنا حول الإعلام تم حرف الحديث نحو الأدوات الإعلامية دون الحديث في مضامين هذه الأدوات، بحجة أن كل مواطن صار صحفياً في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، من 'فيس بوك، وتوتير،واتساب، وصولاً إلى غرف الدردشة'، وغير ذلك من وسائل الاتصال، وهذه كلمة حق يراد بها باطل، ذلك أن مشكلة الإعلام الأردني ليست بالوسائل وتوفرها من عدمه، وفي تاريخنا أننا عشنا زمناً كان لدينا محطة إذاعة واحدة تلاها محطة تلفزيون، وعدد محدود من الصحف الورقية اليومية والأسبوعية، ومع ذلك كان حضورنا الإعلامي قوي ومؤثراً جداً، وهزمنا أساطيل وأجهزة إعلام كانت أكثر عدد وعدة، فلماذا فقدنا حضورنا وتأثيرنا الإعلاميين وقد صار في بلدنا أكثر من قناة فضائية، وعشرات المحطات الإذاعية، ومئات المواقع الإلكترونية، والعديد من الصحف الورقية اليومية والأسبوعية؟
الجواب عندي أن مشكلة الإعلام الأردني ليست في الأدوات بل في المضمون، وبغياب الخطاب الإعلامي المقنع، ولهذا أسباب كثيرة أولها تعدد مرجعيات الإعلام الأردني، وعدم التنسيق فيما بينها، بل وربما تضارب خطابها وتوجهاتها في الكثير من الأحيان، ومع تعدد المرجعيات، وعدم وجود تنسيق بينها غاب المطبخ الإعلامي الذي ينتج خطاباً إعلامياً مقنعاً ومتماسكاً، كما كان عليه الحال في عقود سابقة يوم كانت الدولة تتعامل مع الإعلام على أنه جزء من منظومة الأمن الوطني الشامل، وأحد مكونات القوة الناعمة للدولة، وقتها كانت النظرة إلى وسائل الإعلام على أنها مؤسسات سياسية، لا مؤسسات سياسية يتم التعامل معها على قاعدة الأرقام ومفهوم الربح والخسارة، لأن المؤسسات الإعلامية كانت في معيار الدولة مؤسسات سياسية، فلم تكن خاضعة لموازين الربح والخسارة وأسس التوظيف، ولم تكن مواقعها المتقدمة والقيادية جوائز ترضية للمحاسيب فقد كانت المهنية والقناعة بموقف الدولة الأردنية هي الأساس في اختيار القيادات الإعلامية، لذلك كان لدينا خطاباً إعلامياً مقنعاً قادراً على تقديم رواية متماسكة لكل مواقف الدولة وسياساتها، في إطار من التعددية التي تحتكم إلى مصلحة الوطن، وهذا ما نحتاج إليه لاستعادة الرأي العام الأردني وحشده وراء دولته وهذه خطوة على طريق نصرتنا لسيدنا.
Bilal.tall@yahoo.com
الرأي
الجواب عندي أن مشكلة الإعلام الأردني ليست في الأدوات بل في المضمون، وبغياب الخطاب الإعلامي المقنع، ولهذا أسباب كثيرة أولها تعدد مرجعيات الإعلام الأردني، وعدم التنسيق فيما بينها، بل وربما تضارب خطابها وتوجهاتها في الكثير من الأحيان، ومع تعدد المرجعيات، وعدم وجود تنسيق بينها غاب المطبخ الإعلامي الذي ينتج خطاباً إعلامياً مقنعاً ومتماسكاً، كما كان عليه الحال في عقود سابقة يوم كانت الدولة تتعامل مع الإعلام على أنه جزء من منظومة الأمن الوطني الشامل، وأحد مكونات القوة الناعمة للدولة، وقتها كانت النظرة إلى وسائل الإعلام على أنها مؤسسات سياسية، لا مؤسسات سياسية يتم التعامل معها على قاعدة الأرقام ومفهوم الربح والخسارة، لأن المؤسسات الإعلامية كانت في معيار الدولة مؤسسات سياسية، فلم تكن خاضعة لموازين الربح والخسارة وأسس التوظيف، ولم تكن مواقعها المتقدمة والقيادية جوائز ترضية للمحاسيب فقد كانت المهنية والقناعة بموقف الدولة الأردنية هي الأساس في اختيار القيادات الإعلامية، لذلك كان لدينا خطاباً إعلامياً مقنعاً قادراً على تقديم رواية متماسكة لكل مواقف الدولة وسياساتها، في إطار من التعددية التي تحتكم إلى مصلحة الوطن، وهذا ما نحتاج إليه لاستعادة الرأي العام الأردني وحشده وراء دولته وهذه خطوة على طريق نصرتنا لسيدنا.
Bilal.tall@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/27 الساعة 00:03