رَحْمَةُ الله عَلَيْكَ يَا مِتْعِب اَلْسَقَّار
سنة الله في خلقة لجميع مخلوقاته في الكون أن يكون لكل منها بداية ونهاية، سواء أكان إنساناً أو أي مخلوق آخر من مخلوقات الله. وهذا ما كتبه التاريخ من قديم الزمان عن أمم قد عمرت الأرض وخلت وهلكت (وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ (ابراهيم: 45)). وكذلك الأنبياء والرسل كل قد قضى نحبه وتوفاه الله وكذلك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (آل عمران: 144)). وبعدهم كثيرا من الأباطره والملوك والقياصرة والجبابره وأقواما مجرمين وغيرهم ( أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (الدخان: 37)). فبإختصار ما في خلق من مخلوقات رب العالمين على ظهر الأرض أو في باطنها إلا سوف يقضي نحبه ويغادر الحياة الدنيا لينتظر يوم الحساب في الآخرة مهما طال عمره ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (الرحمن: 26 و 27)). وكذلك أيضا ما في خلق في السموات والأرض ولا في الكون أجمع من خلق الله إلا هو هالك قبل يوم القيامة (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (القصص: 88)).