تهريب الاستثمار وتحويله

مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/26 الساعة 02:13
تعرض الأردن لحملة منظمة لتشويه حالة الاستثمار والهدف هو تهريب الاستثمارات وتحويلها.

من الأساليب إشاعة الحديث عن الفساد والرشوة وتضخيم الصعوبات بوجه المستثمرين، والاسوأ كان في تعميق مقولات عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي..

بدأنا نسمع كلاما مثل.. كيف تذهبوا للاستثمار في الاردن والاردنيون انفسهم يفرون باموالهم وينقلون استثماراتهم إلى تركيا، ودبي ومصر.

وامثلة تضرب عن التسهيلات والحفاوة التي يجدها المستثمرون في تلك الدول ما لا يجدونه في الاردن بل على العكس ما يقابلهم كثير من العوامل الطاردة حتى ان بعضهم ينقل مزاعم مثل ان المسؤولين الاردنيين هم أول من يسدون النصائح بتجنب الاستثمار في الأردن ويهمسون لهم بكلمات مثل «شو جايبك على الأردن تستثمر؟!!».

بعض الموظفين والمسؤولين انغمسوا من حيث لا يدرون في هذه الحملة وبعضهم شكل نفسه عوامل طارده بانانية تتشابك فيها المصالح والرغبة في الفساد واخرون مرتجفون.

هذه الاساليب انسحبت في فترة ما على السياحة وكان من يقول «هو الاردن فيه سياحة» واخرى من مثل أن السياح يتعرضون لعمليات نصب ومبالغة في اسعار الخدمات.

كل هذا مفهوم في سياق التنافس لكنه ليس مفهوما ان كان مرتبطا بتوجهات سياسية لتحويل الانظار عن الاردن كوسيلة ضغط مقابل مواقف سياسية معينة.

كان هناك حصار شعرنا به وان لم نره.. لكن كل الممارسات كانت تبدو جلية في نتائجها مثل تراجع الاستثمارات برغم الحوافز وتراجع المساعدات والمنح برغم الاستحقاق خصوصا وان الاردن قام ولازال بدور اكبر من طاقته وبالنيابة عن المجتمع الدولي في قضية مثل اللاجئين السوريين وباعتراف المجتمع الدولي نفسه وما كان يدور على السنة الشخصيات الاممية التي كانت تمر على الزعتري !!.

التضييق الاقتصادي الذي ترجم في او دعا الى وقف المساعدات، تحت مزاعم التشكيك باليات استخدامها ووسمها بالهدر والفساد لازاحة النظر عن الاسباب السياسية والتي استجابت معها اطراف كثيرة في الداخل وروجت لها منابر في الخارج.

كثرت الاخبار عن شركات انسحبت من المملكة، واخرى تعتزم الانسحاب من سوق الماركات التجارية، ومصانع فككت الاتها ونقلتها الى دول اخرى والاف الاردنيين الذين اشتروا عقارا في تركيا وفي دبي وانباء عن شركات متعثرة، هذه الأخبار والعناوين الصارخة لا تمثل مبالغات، بقدر ما توحي بحملة لتهريب الاستثمار وتحويل القادم يتم تضخيمها كوسائل للضغط وبعضها يدخل في باب الابتزاز.

نقر بأن مناخ الاستثمار في الأردن ليس مثالياً، ولكن ذلك لا يستوجب ان تتحول السلبيات الى منصات طاردة للاستثمار لخدمة اغراض سياسية.

هناك من يعمل على توليد ضغوط داخلية حذار من الوقوع في الفخ.

qadmaniisam@yahoo.com

الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/26 الساعة 02:13