بايدن يتحرّش بتركيا بالحديث عن إبادة الأرمن

مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/24 الساعة 20:59

 مدار الساعة - نفذ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، السبت، وعده بالاعتراف بمزاعم تعرض الأرمن لـ"الإبادة"، من قبل الدولة العثمانية، إبان الحرب العالمية الأولى، مثيرا على الفور ردود فعل تركية غاضبة، قابله ترحيب في يريفان.

 
وكتب في بيان: "الأمريكيون يكرمون جميع الأرمن الذين لقوا حتفهم في الإبادة (التي وقعت) قبل 106 أعوام من اليوم".
 
ويأتي استخدام بايدن لوصف "الإبادة"، في الإشارة لأحداث دموية شهدتها المنطقة قبل أكثر من قرن؛ بالتزامن مع إحياء الأرمن لها.
 
ويحيي الأرمن ذكرى "الإبادة" المزعومة في 24 نيسان/ أبريل من كل عام.
 
وعبر تويتر، علق وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، بالقول إن بلاده ترفض تماما القرار الأمريكي، مشدد على أن "الكلمات لا يمكنها تغيير أو إعادة كتابة التاريخ".
 
وبدوره، قال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون: "نشهد يوما حزينا للغاية في العلاقات مع الولايات المتحدة بسبب اختيارها المساس بتاريخنا المشرف".
 
وأضاف: في بيان: "واشنطن رضخت لمطالب جماعات الضغط أثناء إدلائها ببيان الإبادة المزعومة للأرمن".
 
ونشر ألطون عبر تويتر مقطع فيديو لما قال إنها جرائم ارتكبتها عصابات أرمنية.
 
وعلى الجانب الأرمني، قال رئيس الوزراء، نيكول باشينيان: "إنه يوم مهم لجميع الأرمن. في أعقاب القرارات التي اتخذها الكونغرس الأمريكي في عام 2019، قام الرئيس بايدن بتكريم ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية للأرمن. لقد أثبتت الولايات المتحدة مرة أخرى التزامها الراسخ بحماية حقوق الإنسان والقيم العالمية".
 
وكان الكونغرس الأمريكي قد تبنى قرارا، عام 2019، يعترف بإبادة الأرمن المزعومة، لكن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب فضلت مواصلة استخدام تعبيرات أقل حدة لوصف تلك الأحداث.
 
وتاليا نص بيان بايدن كاملا:
 
"في هذا اليوم من كل عام، نتذكر أرواح جميع الذين ماتوا في الإبادة الجماعية للأرمن في العهد العثماني ونجدد التزامنا بمنع حدوث مثل هذه الفظائع مرة أخرى. ابتداء من 24 نيسان/ أبريل 1915، مع اعتقال المفكرين الأرمن وقادة المجتمع في القسطنطينية من قبل السلطات العثمانية، تم ترحيل مليون ونصف المليون أرمني أو ذبحهم أو نقلهم إلى الموت في حملة إبادة. نحن نكرم ضحايا Meds Yeghern (جريمة عظمى بالأرمنية) حتى لا يضيع التاريخ أهوال ما حدث. ونتذكر حتى نظل يقظين دائمًا ضد التأثير المدمر للكراهية بجميع أشكالها.
 
من بين أولئك الذين نجوا، أجبر معظمهم على العثور على منازل جديدة وحياة جديدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في الولايات المتحدة. بقوة ومرونة، نجا الشعب الأرميني وأعاد بناء مجتمعه. على مدى عقود، أثر المهاجرون الأرمن الولايات المتحدة بطرق لا حصر لها، لكنهم لم ينسوا أبدا التاريخ المأساوي الذي جلب الكثير من أسلافهم إلى شواطئنا. نحن نكرم قصتهم. نحن نرى هذا الألم. نؤكد التاريخ. نحن لا نفعل ذلك لإلقاء اللوم ولكن لضمان عدم تكرار ما حدث.
 
اليوم، ونحن نحزن على ما فقد، دعونا نوجه أعيننا أيضا إلى المستقبل - نحو العالم الذي نرغب في بنائه من أجل أطفالنا. عالم خال من الشرور اليومية للتعصب وغياب التسامح، حيث تُحترم حقوق الإنسان، وحيث يستطيع جميع الناس متابعة حياتهم بكرامة وأمان. دعونا نجدد عزمنا المشترك على منع وقوع الفظائع المستقبلية في أي مكان في العالم. ودعونا نسعى إلى الشفاء والمصالحة لجميع شعوب العالم.
 
يكرم الشعب الأمريكي كل الأرمن الذين لقوا حتفهم في الإبادة الجماعية التي بدأت قبل 106 سنوات اليوم."
 
 
أردوغان 
 
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد استبق الإعلان بتصريح قال فيه إن "ما يجمعنا (الأتراك والأرمن) ليست المصالح بل ارتباطنا الوثيق بالدولة والقيم والمثل العليا ذاتها".
 
وأضاف أن "تسييس أطراف ثالثة النقاشات (حول أحداث 1915) وتحويلها إلى أداة تدخل ضد تركيا لم يحقق منفعة لأي أحد".
 
وتابع أردوغان: "لا يمكن أن نسمح بزوال ثقافة العيش المشترك لمئات السنين بين الأتراك والأرمن".
 
وكانت خطوة بايدن مطروحة في اتصال هاتفي جمعه بأردوغان، الجمعة، هو الأول من نوعه منذ عودته إلى البيت الأبيض رئيسا.
 
وأشارت عدة مصادر إلى تناول الجانبين ملفات ساخنة، حيث أكدت الرئاسة التركية أن أردوغان شدد لبايدن على أهمية حل قضايا مثل وجود تنظيم "غولن" في الولايات المتحدة والدعم الأمريكي لمسلحين أكراد في سوريا، تعتبر أنقرة أنهم امتداد لـ"حزب العمال الكردستاني".
 
ونقلت "رويترز" عن مصادر "مطلعة"، لم تسمها، أن بايدن أبلغ أردوغان أنه يعتزم الاعتراف بأن "مذابح وتهجيرا قسريا تعرض لها الأرمن في 1915 هي إبادة جماعية".
 
ونشر البيت الأبيض بيانا مقتضبا حول فحوى الاتصال، جاء فيه أن بايدن أعرب لأردوغان "عن اهتمامه بعلاقة ثنائية بناءة مع مجالات تعاون موسعة وإدارة فعالة للخلافات".
 
واتفق الزعيمان على عقد اجتماع ثنائي على هامش قمة الناتو المقررة في حزيران/ يونيو المقبل، لمناقشة النطاق الكامل للقضايا الثنائية والإقليمية، وفق البيان.
 
لكن الخارجية الأمريكية جددت عقب الاتصال التأكيد على مضي واشنطن بالاعتراف بـ"إبادة الأرمن" المزعومة، السبت، تأكيدا لتقارير سابقة.
 
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان قد استخدم مصطلح "الإبادة الجماعية" في الحديث عن تلك الأحداث في عام 1981، لكنه تراجع عن تصريحاته لاحقا بعد رد فعل غاضب من تركيا.
 
كما وعد الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي كان بايدن نائبا له، في 2008 بوصف اضطهادات الأرمن بـ"الإبادة الجماعية"، لكنه لم ينفذ وعده خلال السنوات الثماني من رئاسته.
 
وترفض أنقرة المبالغات في تقدير عدد ضحايا الأحداث، بحسبها، وتقول إنها جرت في إطار حرب استنزفت جميع الأطراف.
 
كما تستنكر التركيز الغربي على مزاعم الأرمن، مقابل التنكّر لمذابح تعرض لها الأتراك، فضلا عن العديد من الشعوب حول العالم، الذين تعرضوا لفظائع من القوى الاستعمارية بشكل خاص.
 
وشهدت العلاقات بين الجانبين توترا شديدا في الآونة الأخيرة، إذ تم أيضا الإعلان رسميا عن إخراج تركيا من مشروع تطوير المقاتلة "أف35" الأمريكية.
 
رصد بتصرف من عربي 21

مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/24 الساعة 20:59