بين الانسحابات والتمهل.. إنهيار مشروع دوري السوبر الأوروبي
مدار الساعة - إنهار مشروع دوري السوبر الأوروبي لكرة القدم، الذي أعلن عنه يوم الأحد الماضي من قبل 12 نادياً من أندية النخبة، وذلك بعدما انضم أتلتيكو مدريد وميلان وإنتر ميلان لستة أندية إنجليزية في الانسحاب منه.
وحالياً يتبقى فقط ريال مدريد وبرشلونة رسمياً بعد أن أقر يوفنتوس، اليوم الأربعاء أنه "في الوقت الحالي هناك فرص محدودة لإكمال المشروع بالشكل الذي تم تصوره في البداية".
ولم يذكر بيان يوفنتوس، حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالدوري الإيطالي، الصادر باللغة الإنجليزية صراحة أنهم سينسحبون رسمياً، وأكد النادي "اقتناعه بسلامة المشروع الرياضي، والتجاري والقانوني"، وأكد على أنه سيبقى " ملتزماً بمطاردة إنشاء قيمة طويلة الأمد للشركة ولصناعة كرة القدم بشكل عام".
وذكر أتلتيكو أنه وافق على الانضمام بناء على "ظروف لم تعد موجودة حالياً"، وأكد إنتر أن "ارتباطهم مع كل أصحاب المصلحة لتحسين صناعة كرة القدم لن يتغير".
ويرى إنتر ميلان أن كرة القدم "يجب أن يكون لها اهتمام في تحسين مسابقاتها باستمرار لكي يحافظ على حماس المشجعين لكل الأعمار حول العالم في إطار الاستدامة المادية".
وأضاف: "مع هذه الرؤية نتطلع للعمل مع جميع المؤسسات وأصحاب المصلحة من أجل مستقبل للرياضة التي نحبها كلنا".
بيان الناديين كان مماثلا في لغته لبيان الأندية الإنجليزية الستة ولم يقدم سوى القليل من الاعتذار لدفع كرة القدم الأوروبية إلى حالة من الفوضى وإثارة الغضب بين كل من يهتم باللعبة- الجماهير، الهيئات الحاكمة، اللاعبون، وسائل الإعلام حتى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكان ميلان، بطل أوروبا سبع مرات، أكثر تصالحاً، وأكد: "أصوات ومخاوف الجماهير حول العالم بشأن دوري السوبر تم التعبير عنها بوضوح، وميلان يجب أن يكون حساسا لأصوات هؤلاء الذي يحبون هذه الرياضة الرائعة".
ولكن جون وليام هنري، مالك ليفربول الرئيسي، اعترف بارتكابه خطأ وقال في مقطع فيديو إنه يريد "الاعتذار لكل جماهير ومحبي النادي.. عن الاضطراب الذي سببه خلال الـ48 ساعة الأخيرة".
وأضاف: "وغني عن القول ولكن ينبغي أن يقال، المشروع المطروح لن يقف أبدا دون دعم الجمهور".
وكان ليفربول بجانب مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وأرسنال وتوتنهام وتشيلسي، انسحبوا أمس الثلاثاء قبل أقل من يومين من إعلان رغبتهم بتشكيل بطولة جديدة.
وأصر يوفنتوس في البداية على التزامه بالبطولة المقترحة.
وقال أندريا أنييلي رئيس نادي يوفنتوس لصحيفة "لا ريبوبليكا" اليوم الأربعاء: "بين أنديتنا اتفاق بالدم، سنواصل"، مضيفا أن إمكانية نجاح الخطة كانت 100%.
ولكن مع رحيل الأندية بمعدل هائل أصبح هذا غير ممكن.
ودعا أنييلي للحوار مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والاتحاد الأوروبي "يويفا" ولكنهم لا يحتاجون لتقديم تنازلات كثيرة في ظل توقف دوري السوبر حالياً.
ورفض بايرن ميونخ وبرسيا دورتموند، الألمانيان ، وباريس سان جيرمان الفرنسي، فرصة أن يصبحوا أعضاء دائمين في دوري السوبر الأوروبي والذي يتضمن خمس فرق أخرى ستشارك من خلال تصفيات غير محددة كل عام.
ورد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ألكسندر سيفرين، بحدة على الإعلان الذي صدر قبل ساعات من تأكيد توسعة دوري أبطال أوروبا بداية من عام 2024، وهدد بمنع اللاعبين من اللعب في كرة القدم العالمية. كما تعرضت الأندية أيضا لخطر الطرد من الدوريات المحلية التي تشارك بها.
ولكن ظهر سيفرين في حالة مزاجيه تجعله يمضي قدما بدلا من التفكير في تبادل الاتهامات.
وقال سيفرين: "قلت بالأمس إنه من الرائع الاعتراف بالخطأ وهذه الأندية ارتكبت خطأ كبيراً".
وأضاف: "ولكنهم عادوا الآن وأنا أعرف أن لديهم الكثير ليقدموه ليس فقط لمسابقتنا، ولكن لكل اللعبة في أوروبا".
وذكرت أندية دوري السوبر الأوروبي إنها ستتخذ خطوات "لإعادة صياغة المشروع" بعدما أكدت الأندية الإنجليزية انسحابها من البطولة المقترحة ولكنها ستواصل العمل على بطولة أوروبية جديدة لأن النظام الحالي لا يحقق نجاحاً.
وبعد انخفاض أعدادهم ، يبدو الآن من المستحيل إقامة البطولة والعودة إلى مظلة الاتحاد الأوروبي أمر لا مفر منه، حتى لو أرادوا العمل لإجراء تغيير.
وأصبح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بوجود شخصيات عامة من بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان في اللجنة التنفيذية كأعضاء يمثلون رابطة الأندية الأوروبية ومع الموافقة على تعديلات دوري الأبطال، في موقع جيد للدفاع عن نفسه على المدى القصير.
ومع ذلك، فإن ما يتمضنه بيان يوفنتوس بين سطوره هو أن المعركة لمستقبل كرة القدم الأوروبية لم تنته بعد.