هكذا ننصر سيدنا
ما أن تم الإعلان عن إحباط القوات المسلحة الاردنية والأجهزة الأمنية للتحركات التي استهدفت أمن الأردن، من خلال ضربة استباقية قطعت الطريق على هذه التحركات, حتى ضجت مواقع التواصل بعبارات التأييد والولاء لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والالتفاف حول جلالته، لتتوالى بعد ذلك بيانات التأييد وهذه كلها خطوات طبيعية وجيدة ، ولكنها غير كافية، فالمطلوب أكثر من ذلك حماية لوطننا والتفافاً حول قيادتنا، فمع أهمية أن تنطق ألسنتنا بعبارات التأييد، مطلوب أن نصم اذآننا عن الإشاعات المغرضة التي تسعى إلى الفت من عضدنا، وتفريق صفنا من حول مليكنا، وتخذلينا عن نصرة بلدنا، من خلال التشكيك بمواقفه وسياساته التي يقودها جلالة الملك، بهدف هز رمزية جلالته باعتباره الركن الأساس لاستقرار الأردن، وهذا ما لا يدركه بعض الذين يعيشون بين ظهرانينا ممن يسلمون أسماعهم لهذه الإشاعات، بل ويعملون بسذاجة على ترويجها، دون الالتفات إلى خطورتها ودون التدقيق في مصدرها, خلافاً للأمر الإلهي "فتبينوا"، الذي يحتم علينا التوقف عن سماع الإشاعات وترويجها.
التوقف عن سماع الإشاعات باعتباره تكليف شرعي لا يكفي وحده، فالمطلوب معه النهي عن الفحشاء والمنكر، بالتوقف عن قذف المحصنين والمحصنات وترويج الأكاذيب والافتراءات حول بلدنا قيادة ومؤسسات، كما أن المطلوب أيضاً التصدي لحملات التشكيك التي تقودها زمرة يعرف جل الأردنيين الكثير من أفرادها، وما يتصفون به من سقوط اجتماعي وأخلاقي وضحالة فكرية وثقافية، يصير من المعيب معها أن يسلم الواحد منا عقله لهم، حتى وإن كان الكثيرون من الذين يستمعون إلى هؤلاء يشتمونهم بعد ذلك، فالمطلوب ليس شتمهم بل مقاطعتهم وعدم الاستماع إليهم، وهذا أعظم تصد لما يقومون به من حملات تشكيك مبينة على التضليل، وتحريف الحقائق، والعزف على معاناة المواطنين، الناتجة عن الظروف الاقتصادية التي يعيشها بلدنا لأسباب خارج عن إرادتنا الوطنية، فقبل كورونا كان إغلاق حدودنا لسنوات طويلة بسبب ما مرت به معظم دول الجوار من أحداث دامية استهدفت أمنها واستقرارها، وانعكست آثارها السلبية على اقتصادنا، خاصة عندما توقفت تجارة الترانزيت وحركة الاستيراد والتصدير، بالاضافة إلى موجات اللجوء التي زادت من أعبائنا الاقتصادية .
الحديث عن موجات اللجوء يجب أن يذكرالأردنيين بأنهم اجتازوا سنوات ماسمي "الربيع العربي" ومارافقه من موجات الارهاب التي استهدفت المنطقة ومنها الأردن بفضل حكمة وحنكة قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لسفينة وطننا حتى أوصلها إلى شاطىء النجاة من عواصف الإرهاب، وفوضى "الربيع العربي" مما يفرض على كل مخلص أن يعض على هذا الإنجاز بالنواجذ، ويسعى إلى تعظيمه وتكريس رمزية صانعه فهذه هي النصرة الحقيقة لقائد وطننا.
الرأي