يحدث في عصر «الإهانة»!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/25 الساعة 01:53
محلياتالطراونة: اقتحامات الأقصى تغذي التطرف والإرهاب في المنطقة
محلياتحزب الإصلاح يقرر الانسحاب من التحالف الوطني للأحزاب
محلياتنقابة الصحافيين تطلق صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي
محلياتالملك يهنىء أبناء وبنات شعبه بعيد الاستقلال الحادي والسبعين
محلياتالملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بعيد الاستقلال
محلياتالملك يهنئ الرئيس الفرنسي بتوليه سلطاته الدستورية
محلياتالملك يجري اتصالا هاتفيا مع رئيسة الوزراء البريطانية
محلياتمجلس الوزراء يناقش أرقام الانفاق بحسب قانون الموازنة
محلياتالأمن العام : سنتخذ كافة الاجراءات واشدها بحق كل من يتجرأ على اطلاق العيارات النارية
محافظاتاغلاق ملاحم ومحال تجارية في البقعة لمخالفتها لشروط الصحة والسلامة العامة
محلياتالملك يبحث في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الأمريكي التطورات في المنطقة
محلياتالملقي يؤكد التزام الحكومة بضمان وصول السلع للمستهلك بجودة عالية واسعار مناسبة
محليات"الفوسفات" تنفي ما تناولته مواقع الكترونية
محلياتمندوبا عن ولي العهد، الرزاز يكرم الفائزين بجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية عمان ° 01:49
[حسين الرواشدة]
يحدث في عصر «الإهانة»!
حسين الرواشدة
الخميس 25 أيار / مايو 2017.
عدد المقالات: 2130
wr9@addustour.com
FacebookTwitter إذا سألتني عن كلمة تختصر حالة الانسان العربي الآن سأجيبك على الفور: الإحساس “بالإهانة”. لا أحتاج -هنا- للتذكير بما جرى على مدى السنوات الست الماضية من أحداث استهدفت إطفاء “حلم” الشعوب العربية باستعادة كرامتها وحريتها، ولا بما فعلناه بأنفسنا من جرائم تقشعر لها الابدان، ثم ما فعله الآخر المتربص بنا حين اجهز على كل بارقة امل تلوح في فضائنا الملبد بغيوم اليأس والإحباط.. اريد ان اشير فقط الى مسألة “الإهانة” هذه التي أصبحت عنواناً لحياة المواطن العربي، سواءً وهو يعيش في بلاده أو حين تدفعه الظروف للهروب منها الى الخارج، صحيح ان درجة هذا الإحساس تختلف من مكان لآخر، ومن شخص لآخر ايضاً، لكن اعتقد ان اغلبية الذين قادهم القدر ليصبحوا جزءاً من سكان هذه البلدان المنكوبة يشعرون بجرح “الإهانة”، ليس فقط لأنهم يرون بأعينهم العواصم والحواضر التي تسقط، او الأعداء الذين يشمتون بهم، ويرقصون على جراحهم، او الانحناءات المخجلة التي يرسمها مسؤولون يتمنون رضى الاخر للحفاط على مقاعدهم، وانما أيضا لأنهم من داخلهم يشعرون بهذه “الإهانة”، يرونها في عيون أبناء تمردوا على وصايتهم، وفي وجوه زوجات ادركهن التعب والخوف وفي مقررات وخطابات تحولت الى “صفعة” في وجوه الجميع. لا يوجد أسوأ من لحظة يشعر منها الانسان “بالإهانة”، عندها يمكن ان يفعل أي شيء، الذين يحرقون انفسهم كما فعل البوعزيزي والآخرون الذين ينتحرون او ينحرون اقرب الناس اليهم، هؤلاء لم يتحركوا الا بفعل الإحساس “بالإهانة”، الفقر الذي هو اقرب صديق للكفر لا يشعرك “بالإهانة” الا اذا غابت موازين العدالة وتحولت المقررات الى وحوش كاسرة تستهدف فئات دون أخرى، التبعية التي لا تشعرك بالإهانة الا اذا كانت خياراً تتنازل معه طوعا عن كرامتك لحساب الحفاظ على مكاسبك، حتى القتل لا يولد فيك الإحساس بالإهانة الا اذا كان رخيصا، ببندقية مستأجرة يستأجرها اقرب الناس اليك. كل التحولات التي شهدها التاريخ وراؤها سرّ واحد وهو “الإهانة” : حين اهانت الكنيسة الانسان الأوروبي، خرج في الشوارع لكي ينتصر لعقله الذي هو عنوان “كرامته” وحين داهمنا الربيع العربي لم تكن الشعارات التي رفعها الناس في الميادين الا ارتداداً لصوت واحد وهو الإحساس بالإهانة.. هنا فقط، ارجو ان لا يقول لي أحد ان الأخر الذي استعمر بلداننا، والأخر الذي ساهم في قتل شعوبنا، والأخر الذي ضحك علينا كما فعل نابليون في مصر، او كما فعل سايكس وبيكو، او كما فعل بوش في العراق او ترامب حين استضفناه، هم الذين اهانوا ذاتنا العربية، لا اننا فعلنا بأنفسنا ما فعلناه من اهانات حين تولدت لدينا “القابلية” لاستثمار اهانتهم لنا، والدفاع عنها ايضاً. ما الذي يملكه الانسان “المهدور” الكرامة حين يشعر ان ذاته مجروحة ومهانة، هل يمكن ان نفهم الآن لماذا يقتل الأخ اخاه على تخوم الطائفة والمذهب والوطن الواحد، هل يمكن ان نفسّر هذا “التخلف” الذي ما زال يطاردنا منذ قرون، هل بوسع أحد ان يدلنا على تفسير مقنع لما حدث او يحدث في مجتمعاتنا من “تسفل” أخلاقي، ومن دمار على جميع المستويات وفي مختلف المجالات؟ لا إجابة ابداً سوى الإحساس “بالإهانة” فهي وحدها كفيلة بأن تجرد الانسان من انسانيته، وفاعليته، وقدرته على التفكير، وان تعيده الى عصر “الحيوانية” التي لا يوجد فيها وازع او ضمير او اعتبار للكرامة، او حتى رغبة في الحياة. الدستور
محلياتحزب الإصلاح يقرر الانسحاب من التحالف الوطني للأحزاب
محلياتنقابة الصحافيين تطلق صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي
محلياتالملك يهنىء أبناء وبنات شعبه بعيد الاستقلال الحادي والسبعين
محلياتالملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بعيد الاستقلال
محلياتالملك يهنئ الرئيس الفرنسي بتوليه سلطاته الدستورية
محلياتالملك يجري اتصالا هاتفيا مع رئيسة الوزراء البريطانية
محلياتمجلس الوزراء يناقش أرقام الانفاق بحسب قانون الموازنة
محلياتالأمن العام : سنتخذ كافة الاجراءات واشدها بحق كل من يتجرأ على اطلاق العيارات النارية
محافظاتاغلاق ملاحم ومحال تجارية في البقعة لمخالفتها لشروط الصحة والسلامة العامة
محلياتالملك يبحث في اتصال هاتفي مع وزير الدفاع الأمريكي التطورات في المنطقة
محلياتالملقي يؤكد التزام الحكومة بضمان وصول السلع للمستهلك بجودة عالية واسعار مناسبة
محليات"الفوسفات" تنفي ما تناولته مواقع الكترونية
محلياتمندوبا عن ولي العهد، الرزاز يكرم الفائزين بجائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية عمان ° 01:49
[حسين الرواشدة]
يحدث في عصر «الإهانة»!
حسين الرواشدة
الخميس 25 أيار / مايو 2017.
عدد المقالات: 2130
wr9@addustour.com
FacebookTwitter إذا سألتني عن كلمة تختصر حالة الانسان العربي الآن سأجيبك على الفور: الإحساس “بالإهانة”. لا أحتاج -هنا- للتذكير بما جرى على مدى السنوات الست الماضية من أحداث استهدفت إطفاء “حلم” الشعوب العربية باستعادة كرامتها وحريتها، ولا بما فعلناه بأنفسنا من جرائم تقشعر لها الابدان، ثم ما فعله الآخر المتربص بنا حين اجهز على كل بارقة امل تلوح في فضائنا الملبد بغيوم اليأس والإحباط.. اريد ان اشير فقط الى مسألة “الإهانة” هذه التي أصبحت عنواناً لحياة المواطن العربي، سواءً وهو يعيش في بلاده أو حين تدفعه الظروف للهروب منها الى الخارج، صحيح ان درجة هذا الإحساس تختلف من مكان لآخر، ومن شخص لآخر ايضاً، لكن اعتقد ان اغلبية الذين قادهم القدر ليصبحوا جزءاً من سكان هذه البلدان المنكوبة يشعرون بجرح “الإهانة”، ليس فقط لأنهم يرون بأعينهم العواصم والحواضر التي تسقط، او الأعداء الذين يشمتون بهم، ويرقصون على جراحهم، او الانحناءات المخجلة التي يرسمها مسؤولون يتمنون رضى الاخر للحفاط على مقاعدهم، وانما أيضا لأنهم من داخلهم يشعرون بهذه “الإهانة”، يرونها في عيون أبناء تمردوا على وصايتهم، وفي وجوه زوجات ادركهن التعب والخوف وفي مقررات وخطابات تحولت الى “صفعة” في وجوه الجميع. لا يوجد أسوأ من لحظة يشعر منها الانسان “بالإهانة”، عندها يمكن ان يفعل أي شيء، الذين يحرقون انفسهم كما فعل البوعزيزي والآخرون الذين ينتحرون او ينحرون اقرب الناس اليهم، هؤلاء لم يتحركوا الا بفعل الإحساس “بالإهانة”، الفقر الذي هو اقرب صديق للكفر لا يشعرك “بالإهانة” الا اذا غابت موازين العدالة وتحولت المقررات الى وحوش كاسرة تستهدف فئات دون أخرى، التبعية التي لا تشعرك بالإهانة الا اذا كانت خياراً تتنازل معه طوعا عن كرامتك لحساب الحفاظ على مكاسبك، حتى القتل لا يولد فيك الإحساس بالإهانة الا اذا كان رخيصا، ببندقية مستأجرة يستأجرها اقرب الناس اليك. كل التحولات التي شهدها التاريخ وراؤها سرّ واحد وهو “الإهانة” : حين اهانت الكنيسة الانسان الأوروبي، خرج في الشوارع لكي ينتصر لعقله الذي هو عنوان “كرامته” وحين داهمنا الربيع العربي لم تكن الشعارات التي رفعها الناس في الميادين الا ارتداداً لصوت واحد وهو الإحساس بالإهانة.. هنا فقط، ارجو ان لا يقول لي أحد ان الأخر الذي استعمر بلداننا، والأخر الذي ساهم في قتل شعوبنا، والأخر الذي ضحك علينا كما فعل نابليون في مصر، او كما فعل سايكس وبيكو، او كما فعل بوش في العراق او ترامب حين استضفناه، هم الذين اهانوا ذاتنا العربية، لا اننا فعلنا بأنفسنا ما فعلناه من اهانات حين تولدت لدينا “القابلية” لاستثمار اهانتهم لنا، والدفاع عنها ايضاً. ما الذي يملكه الانسان “المهدور” الكرامة حين يشعر ان ذاته مجروحة ومهانة، هل يمكن ان نفهم الآن لماذا يقتل الأخ اخاه على تخوم الطائفة والمذهب والوطن الواحد، هل يمكن ان نفسّر هذا “التخلف” الذي ما زال يطاردنا منذ قرون، هل بوسع أحد ان يدلنا على تفسير مقنع لما حدث او يحدث في مجتمعاتنا من “تسفل” أخلاقي، ومن دمار على جميع المستويات وفي مختلف المجالات؟ لا إجابة ابداً سوى الإحساس “بالإهانة” فهي وحدها كفيلة بأن تجرد الانسان من انسانيته، وفاعليته، وقدرته على التفكير، وان تعيده الى عصر “الحيوانية” التي لا يوجد فيها وازع او ضمير او اعتبار للكرامة، او حتى رغبة في الحياة. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/25 الساعة 01:53