قبيلات يكتب: مِئَوِيَة الدَولة... مِعْوَلٌ وَ قَلَم

مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/12 الساعة 11:15
بقلم رأفت قبيلات هِي مئويةُ الدولة، إحتفالٌ أردناهُ صاخِباً وبِلا مَشاعر، أردناهُ حُباً بِلا عُيونَ دَامِعَه، أو لِنَقُل أَردناهُ سِمفونيةً دونَ تحَرِّيكِ أيُ ساكِنٍ... فإِعتَلَينا صَهوَةَ عَتباتٍ جديدة، بِتَضحياتٍ وَنِضالاتٍ، تُكمِلُ ما بدأه أسلافُنا مُنذُ اليوم الأَولِ لتأسيس الإمارَةْ، لِنُتَّوِّجَ بُطولاتِهِمْ التي لا يَنقَطِعُ وَصلُها شهادَةً وَذوداً وَفِداء. بُطولاتٍ تَملَأُ بُيوتَ الأُردنيينَ وَ أزِقَتِهِمْ، وَتُسَّطِرُ ذِكرياتٍ لا يُشَّقُ لَها غُبار... المِئَوِيَةُ لَيسَتْ خاتِمَةً تَستَدعِي الرَّقصَ و الأَهازيج، بَل هِي بِدايَةٌ لِكَثيرٍ مِنَ البِداياتْ، فنَرفَعُ بِها مِعوَلَاً وَ قَلَماً، فَنَحنُ فِي غَمرَةِ بَهجَتِنا وَ سُرورِنا لا بُدَّ أَنْ نُعيدَ التفكيرَ فِي أحلامِنا، وآمالِنا، وطُموحاتِنا، دونَ تباطئٍ او مُهادَنَةْ، لا بُدَّ أَنْ نُقرِّرَ بإِرادَةٍ حُرَّةٍ مَضمون وَهَيكَل غَدٍ يُطِلُ عَلينا. مِئَوِيَةٌ سَطَّر فِيها العَسكَرُ الكَثيرَ مِنْ الدُرُوسِ و حافَظَوا على رباطَةِ الجَأشِ، وعلى أَرضٍ إرْتَوَتْ بِدماءِهم الزَكية، أَرضٍ تَحتَضِنُ عَرَقَ جَبينِهِمْ هُناكَ على الجبهةْ ذَاتَ صَلاة،هُمُ اللَذينَ سهروا إلى أن تعبت أجسادهم على حدودِ أُردُننا في بردٍ ومطرٍ وحتى حَرٍّ لكنهم لا يبالون، يقفونَ كالجبالِ الشامخة. حمايةُ الوطنِ مُرادِهم، فلا أُفٍ يتَفَوَّهُونَ بِها ولا آخٍ ، نِدائُهُم الدّائِم "وُجِدنا لنحميَ الأُردن قائداً ووطناً وشعباً" مِئَوِيَةٌ مَرَّتْ بِها سُحُبٌ داكِنَةْ، إِستَطَعنا تَرويضَها، وإِلجامَها، فَباتَتْ مَطَراً يَروي الأرض فما إزدادتْ ذراتُها إلا تَماسُكاً وَصَلابَةْ، وَلا بُدَّ أَنْ نَستَذكِرَ ما قالَهُ جلالةُ الملك عبدالله الثاني بن الحسين "أن وطننا مثلُ باقي العالم، يمرُ بظروفٍ استثنائية صعبة، تستدعي إجراءات والتزاماً وتعاوناً استثنائياً" مِئَوِيَةٌ نُريدُ فيها بَياناً مِنْ الشَعب بَعيداً عن رَبطاتِ العُنُقْ، وَ عَن الساعاتِ السويسريةِ الفاخِرَةْ بَيانٌ نَستَعيدُ بِهِ إرادتنا الوَطَنية، وَقوانينَ تُكَرِّسُ العَدالةَ والنزاهَةَ والديمقراطية،بياناً نَستَقي مِنهُ الحَقيقةْ. بيانٌ نَدحرُ فيه المُتَرَبصينَ الحاقِدين، نُغلِقُ بِه أفواهَ المُتَشَدِقِينَ مِن خَلفِ شاشاتٍ، وآلافِ الكيلو مترات... نَحنُ الشَّعب فلا مَكانَ لِفاسِدٍ في وَطَنِنا، نُكَّرِمُ مَنَ أدى أمانَتَهُ وأَحسَنْ، وَلَنْ نَصمِتَ لِمَن خَانَنا، ولا نَقبَلُ الخِشْيَةَ ما حَيينا. حَسَناً نَدخُلَ الآن مَوسوعَة جينيس للأرقامِ القياسيةِ عن أطول علمٍ في العالَمْ، وَ نُريدُ دَخُلِ مِئَوِيَةٍ لا فَقير فيها، ولا مُعطَّل عَن العَمَلْ... نُريدُها مِئَوِيَةً تُعيدُنا لِلواجِهَة... صحياً، تعليمياً، فكرياً، ثقافياً، سياحياً، وَ عِلاجياً. فالإصلاحُ لا يَتناقَضُ مَعَ الإستقرار والإزدِهارٰ... وسأذكرُ هُنا جزءً مِن الوَرَقَةِ النِّقاشِيَةِ الخامِسَة لِجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين :" نجحنا في إيجاد ربيع أردني خاص بنا، ومضينا في تسريع وتيرة الإصلاحات المبنية على نموذج إصلاحي تطويري متدرج، ويقوم على إشراك جميع فئات المجتمع في العملية السياسية. ولنتذكّر جميعا أيضاً بأن الهدف النهائي لعملية الإصلاح السياسي النابعة من الداخل يترجم من خلال تمكين المواطنين من القيام بأكبر دور ممكن في صنع القرار عبر ممثليهم المنتخبين. وعليه، فإن تعميق ديمقراطيتنا يترجم عملياً عبر تعميق تجربة الحكومات البرلمانية، لنصل بها إلى مرحلة متقدمة من الممارسة التي تتولى فيها الكتلة الحزبية أو الإئتلافية ذات الأغلبية النيابية، أو ائتلاف من الكتل، تشكيل الحكومات، في حين تتولى الأقلية النيابية مهام حكومة الظل، من رقابة على الحكومات ومساءلتها، وتقديم برامج بديلة، وضمان التداول الديمقراطي للحكومات. إن تعميق تحولنا الديمقراطي يتطلب شروطاً أساسية لا بد من إنجازها ضمن مسارات متوازية ومترابطة، وقد ركز أسلوبنا في تحقيق ذلك على إنجازات تمثل محطات نجاح للجميع"
....... تَجتاحُنِي رَغبَةٌ عارِمَةٌ الآنْ أن أَستَيقِظْ غداً، على صوتِ التلفزيونِ الأردني الرسمي الذي أُنشِئ بِعهد وصفي التل، أَتعلمون؟! - لا بأسَ- أن يُطِلَ عَلَينا عبر مِنصاتٍ إلكترونية، فَمِنصاتُ التَواصُل الإجتماعي باتَتْ أَكثَرَ ضَجيجاً! فَتَخرُجُ علينا (ايه ابو عتيلة، أو لارا خنفر) وتُعلِنُ من خلال صفحاتِ الفيسبوك بأنها تستقبِلُ دولةَ رئيس الوزراء بعد قليل.
لِيُطلَ علينا فخامَتُهُ مُحرجاً مُرتبكاً قائِلاً:" أيها الشعب الأردني العظيم أعتذر منكم جميعاً، أعتذرُ ممن بات جائِعاً ذات مساء، أعتذرُ مِن زوجةٍ لازالت تجلسُ على طاولة سفرتها تنتظر زوجها العائد من أحدِ المُستَشفياتِ مُصاباً بالكورونا على العشاء، أعتذر من أبنائنا الطلبة، أعتذرُ عن كُل شئ أرقَ كواهِلَ الآباء، أَعتَذِرُ عن فسادٍ أرهَقَنا حَدَّ التَّشَضِّي، أَعتَذِرُ عن كل سوءٍ مَسَّ مُواطِناً على ثرى الأردن، أَعتَذِرُ مِنْ كُلِ مُعطَّلٍ عن الأَمَلْ، أَعتَذِرُ مِن كوادِرِنِا الصِّحية والأَكادِيمية والسِياحية...( هُوَ إعتِذارٌ سَيُصلِحُ ما ضَّرَ أرواحَنا) و اسمحوا لي أن أبعثَ لكم باقةَ وردٍ معَ ساعي البريد، ولا بُد أن أُهديكُم أيضاً اغنيةً لفيروز... تعا ولا تجي واكذب عليّ، الكزبة مش خطيي" كُلُ مِئَوِيَة وَالأرضُ و الشَّعبُ وَ القائِد بألفِ خَير..
مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/12 الساعة 11:15