ماذا تعرف عن وادي مخيريس في الاردن (صور)
مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/10 الساعة 22:34
كتب: أ.د. أحمد ملاعبة .. والإعلامي أسعد العزّوني
وادي مخيرس يبدأ متألقا على الشاطىء الشمالي للبحر الميت، وعلى بعد ٧٠ كيلومترا عن العاصمة عمان، وعند إرتفاع حوالي 870 م فوق مستوى سطح البحر بالقرب من مدينة مادبا ،إذ تبدأ الشعاب بالإنحدار من جنبات الوادي، حيث المسير الأصلي ، عبر مقطع تكتوني صخري جيولوجي أخّاذ، يمتد من العصر الكاريتاسي الأعلى وحتى أعماق التتابعات الزمنية الجيولوجية ،التي تصل إلى صخور العصر الكامبري ،قبل نحو 540 مليون عام عند انخفاض 428- م على شواطيء البحر الميت الشرقية.
وادي مخيريس تساؤلات الإسم بين علاقته مع مكاور"مكاريوس"، بسبب قربه من جبل مكاور وقصة النبي الذبيح يوحنا المعمدان، أم أن الإسم له قصة يتلبسها غموض لم يتم إكتشافه بعد، رغم أن رواية مكاور تبدو لها علاقة عضوية بشرية بهذا الوادي، كما هو الحال مع بقية الأودية وفي مقدمتها وادي الموجب"أرنون".
مخيريس سعة في قلب الوادي تستوعب كل الزائرين، إذ أن إتساع أرضيته لحوالي 50 إلى 100 مترا -رغم وجود بعض الممرات الضيقة و السياق- إلا أن زيارته لا تفسد على المجاميع مهما كان عددهم، من التمتع بالسير على أرضية الوادي، الذي يبدو جافا في جزئه العلوي ولكنه يفاجئك بعد منتصفه بالينابيع الكثيرة، والتي إمتدت عبر نزلات الوادي الكثيرة، ليتهدل الماء الغزير على هيئة شلالات تتجمع في أسفلها برك يمكن إستخدامها كبرك للسباحة وإنشاء منتجعات سياحية حولها، ويعزف الماء الرقراق العذب المتسحب من بين شقوق الصخور في بعض الأجزاء من الوادي غزارة كثيرة عزّ نظيرها.
المشهد في الوادي يبدو مغايرا للأودية الأخرى، لوجود قنوات عميقة لعدة أمتار وتمتد لمئات الأمتار، تتجمع فيها المياه، وعلى جنباتها مصاطب يمكن السير عليها أو إستثمارها كمتنزهات أو إستراحات.
وادي مخيريس تنوع صخري مميز، حيث تتجمع الكتل المتدحرجة من الأعالي على جنبات وسط الوادي أحيانا، فترى قطعا من الصخر الجيري تجاورها قطع من الصخر الرملي، وأخرى من صخور البيرمي النادر ظهوره في الأردن، وأكسبت هذه الصخور رونقا جميلا للوادي، حيث الصخور المعلقة تتجمع طبقا فوق طبق في الوادي، وإستقطبت المياه كثيرا من التنوع الحيوي، مثل الأسماك الجميلة والملونة، وكذلك الضفادع الخضراء والسلطعانات (ابو جنيب) البني منها والأسود.
النباتات لن تترك الفرصة، وآلت إلا أن تكون إحدى مكنونات الطبيعة في الوادي، فترى النخيل وقد بسط فراشا أخضر على مساحات شاسعة من الوادي، وكذلك أشجار الطرفة والعرعر والنبق أو الدوم، إضافة الى الشجيرات النادرة التي يمكن تسميتها النباتات الطبية ،فهذا الزعتر البري والشيح والقيصوم وحتى الحرمل والشنان والطيون والشفلّح وغيرها الكثير، ولعل على من يريد المبيت في الوادي أن يتنبه إلى عيون حمراء تقدح شررا للذئاب، تلمع في عتمة الليل وتتقد كأنها لهبا، وما يواسيك هو كثرة الجماليات في الوادي، وكذلك الغزلان الجميلة التي تتسلل بين الفينة والأخرى لتشرب من الوادي وتأكل من خيراته والتي يرتقب قدومها الوشق المفترس.
شجيرات النعناع والخروع تعبق في المكان رائحة زكية تنعش الانوف، إن التركيز على الشلالات في الوادي مهم جدا، نظرا لكثرتها والتي تزيد عن إرتفاع 30 مترا، وخصوصا الشلال المعروف بشلال مخيريس، ولهواة المغامرة يدعو الوادي المغامرين والمتسلقين وعشاق مغامرة النزول بالحبال لزيارة الوادي لزيارته والإستمتاع باجوائه.
إن الرسالة الهادفة التي تستدعينا اليوم لبثها، لعل هناك من يلتقطها ويستفيد منها في إنشاء المشاريع، إذ ربما يتبنى الوادي وينشيء فيه مشروعا سياحيا عملاقا يدر ملايين الدنانير، ويشغل العديد من الطاقات الشبابية ليشكل مع الاودية العملاقة الأخرى مسارات بمنتج عالمي.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/10 الساعة 22:34