إبعث حكيماً ولا توصه
مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/07 الساعة 01:24
شهد الأردن خلال الأيام الماضية سيلا جارفا من رسائل التأييد للموقف الأردني ومُنح شهادات سياسية ودبلوماسية من أعظم وأهم دول العالم الغربي والعربي والشرق أوسطي، حتى أنه تلاقت رؤى الخصوم على أهمية ومكانة الأردن ودعم استقراره في مواجهة الظروف التي يواجهها جراء ما يشهده العالم من أزمة اقتصادية وصحية، وأكثر من ذلك أن الجميع دعموا بشدة مواقف جلالة الملك التي تبناها لحماية المستقبل السياسي مقابل التعنت والثعالبية التي يقودها رئيس مجلس وزراء الدولة العبرية بنيامين نتانياهو، حتى أن اعضاءً في الحكومة الإسرائيلية قرّعوا نتانياهو لمواقفه الخادعة واللئيمة تجاه الأردن الذي شكل خصما عنيدا له.
لقد بات من الضروري الالتفات إلى الإعلام الإردني كذراع قوي يساند الدولة ويمتلك المعلومة الفورية والمهنية الكاملة كي يقطع الروايات التي تخلط الخل بالخردل وتبث الأخبار الملفقة وتدس معلومات ليس لها أي واقع، فإعلام الدولة الحقيقي هو شريك أساس في المعلومات الصادقة والموضوعية وتحليلها لتعطي الرأي العام خبرا لا يمكن تكذيبه برواية أخرى من أي جهة خارجية، فهل يعقل أن أسمع من جيراني أن بيتي سُرق وأنا نائم فيه، أو أسمع شقيقي يتحدث عبر قناة خارجية بكل أريحية ولا أسمع منه وهو في الغرفة المجاورة؟.
اليوم يظهر الأردن مجددا كطائر الفينيق، وهو بحاجة إلى حكماء يبتدعون طرائق محترفة للعمل الصحيح، وبحاجة لأخذ نفس عميق وطاولة تفكير ليفكر ثم يقرر وليس العكس، فالأزمات السياسية والاقتصادية لها حسنات ليس أهمها جلاء المواقف قبل القرار، بل إن كل ما كانت تروج له التقارير الإعلامية التي تقع في دائرة الانحياز للرواية غير الوطنية كانت تستقي معلوماتها غير الدقيقة وغير الحقيقية من مصادر لا تمتلك إلا ما تقرأه على مواقع التواصل ومعلومات يعاد تكييفها في محاولة للاصطياد وتركيع القرار الأردني للضغوطات في ظل غياب قدرة الشخصيا? المعروفة للقيام بواجبها.
من هنا علينا أن نبدأ بعملية «اليوغا السياسية» لالتقاط أنفاس مشبعة بالأمل والتفاؤل بالمستقبل، فالأردن رغم ما يثار هنا والتشكيك من هناك، قد حصل على الشهادة العالمية ولم يتبق سوى أن نثبت أننا نستطيع التعامل مع أزماتنا بكل هدوء ودون أي تشنج ولا اصطفافية فوضوية عند كل هنَة أو إشكالية تقع هنا أو هناك، فالدولة الراتبة الراسخة الساعية نحو مئوية ثانية باتت بأمس الحاجة الى ضخ دماء تجديدية تعتمد النظريات الواقعية لا الأحلام، فالجميع في هذا البلد هم شركاء لحماية وطنهم.
وهنا يسجل الأردن التقدير لمواقف الدول العربية والصديقة التي دعمت مواقفه وقيادته، وكانت الشقيقة السعودية الأسبق بإصدار التأييد وإعلان الدعم وبالاتصالات المباشرة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وأكثر من ذلك زيارة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان للأردن وتقديم كل ما يلزم لمواقف الأردن، فضلا عن دولة قطر والإمارات ومصر والمغرب، وبالطبع الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا، وهذا ما يعطينا الحق في الإصرار على أن الأردن بلد ووطن يجب أن لا يلتفت الى صغائر الأمور، ويعطيه الدافع الأقوى للت?ريع في تنويع خياراته السياسية وحماية مصالحه الداخلية والخارجية.
الأردنيون يثقون بأحاسيسهم ويثقون بالملك في مواجهة التحديات الخارجية، ونحن اليوم أمام غول نتانياهو الذي عاد من جديد للحكومة، وأمن الأردن الاقتصادي هو أساس التعاطي السياسي، وعلينا إيجاد فقهاء وحكماء من خارج الصندوق القديم لمساعدة بلدهم الذي لن يجدوا بديلا يسرحون فيه وإصلاح الأدوات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولذا يجب أن نقلب الصفحة لصباح جديد.
Royal430@hotmail.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/07 الساعة 01:24