زايد حماد يكتب: رسالة من صلاة الفجر لوزير الأوقاف
بقلم : د . زايد حماد غيث
لصلاة الفجر خصوصية إيمانية لا يدرك معناها إلا الذين يواظبون عليها ويسعون اليها كل يوم وقلوبهم معلقة بها ففي صلاة الفجر يقول المؤذن ( الصلاة خير من النوم ) لا يدرك معنى هذه الكلمات إلا الذين استحضروا هذا المعنى ولمسوا ذلك واقعا عمليا فهم يدركون الأثر الايماني والروحي والعملي لهذا النداء ولا أريد أن اتحدث عن الموضوع من الجانب الايماني الشرعي ولكن سأتحدث عن ذلك من واقع حياة الكورونا اليومية التي هي المسبب الرئيسي لمنع صلاة الفجر وكذلك المغرب والعشاء والجمعة .
تقام صلاة الفجر الساعة الخامسة والنصف وما أن تنتهي الصلاة حتى يتم السماح بالتجول العام للجميع ومعلوم بأن هذه الفترة خالية تماما من المواطنين وحتى الموظفين الذي سيذهبون إلى أعمالهم يغادرون منازلهم بعد الساعة السادسة وهذا الموعد ليس له علاقة بالحظر فالناس معتادون على الذهاب في هذه الأوقات وبعضهم يذهب الساعة السابعة إذن هذه الفترة من حيث تواجد المواطنين والتجمعات تقريبا شبه خالية .. فلماذا إذا المنع ؟ .
ومعلوم أيضا أن الدوام بالنسبة للقطاع الحكومي وكذلك القطاع الخاص يستأنف بعد الساعة الثامنة صباحا وبالتالي وقت صلاة الفجر لا يوجد مراجعات ودوام وهنا ايضا نقول لماذا لا نصلي الفجر ولماذا المنع ؟ .
ولا يخفي على أحد أيضا بأن المحال التجارية والنشاط التجاري من شراء وبيع وخلافه يستأنف أيضا بعد الساعة العاشرة لأغلب القطاعات وبالتالي فإن وقت صلاة الفجر لا يوجد به نشاط تجاري فإذا لماذا المنع ؟ .
ولا أحد يمكن له أن يقول بان هناك زيارات عائلية وليس هناك داعي للحديث عن ردة فعل أي عائلة إذا جاء أحد لزيارتها الساعة الخامسة والنصف صباحا فإذا لماذا المنع ؟
ونتسائل هنا هل يوجد دراسة علمية تقول بأن وقت صلاة الفجر يمكن أن يتجمع به الناس ويكون سبب في زيادة الإصابات . الإجابة بشكل قاطع لا ، فإذا لماذا المنع ؟ .
ولو كان الحديث في هذا السياق عن صلاة المغرب والعشاء يمكن أن يلتمس أعذار للمنع لانها تأتي في أوقات يمكن القيام فيها بأغلب النشاطات التجارية أو الاجتماعية العائلية أما صلاة الفجر فلا يمكن القيام بهذه النشاطات بهذا الوقت فلماذا المنع إذن ؟ .
ولعله ليس من المناسب الحديث عن المشاهدات اليومية للناس وكيف يكون التقارب بينهم في مختلف القطاعات وقلة الالتزام بالتعليمات . و أيضا الحديث عن أمور كثيرة نسبة التباعد والالتزام بقرارات السلامة العامة شبه معدومة .
من غير اللائق أيضا أن تكون أغلب قرارتنا متعلقه بغذاء الجسد بينما غذاء الروح لا يتم الحديث عنه . إن من أسباب رفع البلاء التضرع الجماعي إلى الله فلماذا اذا حبس المطر نصلي جماعة في مكان مكشوف لرفع البلاء وهل بعد مرض كرورنا ابتلاء ؟
لماذا يتم منع رواد المساجد وهم أكثر الناس التزاما بتعليمات السلامة العامة والتباعد وارتداء الكمامات واحضار سجادات الصلاة حتى أن المساجد مخططة من الداخل بشكل متباعد ولا تجد مصلي إلا وبينه وبين الآخر أكثر من متر حفاظا على تعليمات السلامة العامة .
فهل بدل أن يتم مكافأة رواد المساجد لالتزامهم داخل المساجد يكون الجزاء لهم بالمنع وصلاة الفجر شاهد على ذلك فهي تقام بوقت لا يستطيع أحد أن يقول بأن هناك تقارب او ازدحام او اكتظاظ فمعظم الناس نائمون .
هذه رسالة موجهة من صلاة الفجر إلى معالي وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية المكرم تقول لماذا لا ينتهي الحظر الساعة الخامسة صباحا بدل السادسة حتى يستطيع الناس الحضور إلى المساجد .
هي ساعة واحدة لن تؤثر على أحد ولكن سيكون لها الأثر الإيماني في مواجهة كورونا .
فالنبي عليه الصلاة والسلام قال :( بالدعاء يرد القدر) واختم بالقول ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان ، معا لفتح المساجد لصلاة الفجر .