خبراء يؤكدون أن البديل الروسي لقناة السويس غير عملي.. ويوضحون الأسباب

مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/01 الساعة 21:15
مدار الساعة - بدأت جهات رسمية ووسائل إعلام روسية، في ترويج طريق بديل لقناة السويس، إثر جنوح سفينة "إيفر غيفن" داخل الممر المائي وانسداده لمدة ستة أيام. ونشرت هيئة الطاقة النووية الروسية "روس آتوم"، تغريدات على تويتر، تسخر من حادث انسداد القناة، مقترحة في الوقت ذاته، حلا بديلا يتجسد في طريق مائي يشق مياه القطب الشمالي، قريب من السواحل الروسية، بحسب موقع "راديو ليبرتي". ونشرت وزارة الطاقة الروسية، أيضا، بيانا في 29 مارس، قالت فيه، إن "طريق البحر الشمالي لديه إمكانية هائلة لتوسيع حجم نقل البضائع من آسيا إلى أوروبا، بشكل كبير". وأشار تقرير "راديو ليبرتي"، إلى أنه بمجرد استئناف حركة الملاحة في قناة السويس، وتقلص حدة الأزمة في الشحن العالمي، خفتت أيضا الحاجة الملحة لطريق ملاحة بديلة. لكن، تركت الأزمة سؤالا: متى يمكن للعالم أن يتجه إلى طرق ملاحية أخرى، بدلا من قناة السويس؟ وفي هذا، أجاب مدير المعهد النرويجي للشؤون الدولية، أولف سفيردروب، بأنه في أفضل الأحوال، سيكون ذلك في المستقبل، مضيفا "ليس من السهل التحول من قناة السويس إلى طريق البحر الشمالي". وأصبحت قناة السويس، إلى جانب الطرق الرئيسية الأخرى، مثل قناة بنما في أميركا الوسطى ومضيق ملقا، بين ماليزيا وإندونيسيا، نقاط اختناق بحرية، وذلك بعدما نما زاد سفن الحاويات وانخفضت التكاليف. إلا أن ذلك، لم يمنع من اعتبار تلك القنوات المائية، أكثر الطرق اقتصادا، لشحن البضائع في جميع أنحاء العالم، بحسب "راديو ليبرتي". وادعت وزارة الطاقة الروسية، أن حركة الشحن على طريق البحر الشمالي، بلغت 33 مليون طن في عام 2020، وذلك بعد أن كانت 11 مليون طن فقط في عام 2017. فيما تستوعب قناة السويس ما يقدر بنحو 3 ملايين طن يوميا. ويختصر طريق بحر الشمال، رحلة سفينة أبحرت من شرق آسيا إلى الموانئ الأوروبية، بحوالي 7500 كيلومتر، مقارنة بطريق السويس. من جانبه، صرح مدير المركز النرويجي للمحيطات والقطب الشمالي، جان جونار وينثر، لـ "راديو ليبرتي"، أن الروس كانوا متفائلين للغاية بشأن تطلعاتهم بخصوص طريق البحر الشمالي، إلا أن الأوروبيين كانوا أقل تحمسا تجاهه. وأضاف وينثر، أن لدى الصين أيضا خطط طويلة المدى للوصول إلى طريق مائي يسمح بمرور حركة التجارة العالمية. يذكر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كان قد أعلن استراتيجية لتطوير السواحل الروسية المطلة على القطب الشمالي، بالتزامن مع الاحتباس الحراري الذي جعل الوصول إلى هذا الطريق أسهل نسبيا عن الماضي. وفي عام 2018، أصدر بوتين قرارا بزيادة عدد حركة السفن بما يستوعب 80 مليون طن من البضائع بحلول عام 2024. ونقلت وكالة أنباء أنترفاكس، عن أحد كبار المسؤولين في روساتوم، قوله إن "حادثة السويس أظهرت مدى هشاشة أي طريق بين أوروبا وآسيا"، مضيفا "لذلك، فإن تطوير طرق بديلة، أمر ضروري لضمان ملاحة دولية مستدامة". وذكر تقرير "راديو ليبرتي"، أن هناك مشكلة تتعلق بخط البحر الشمالي، وهو التكلفة التي لا تزال عالية، فعلى سبيل المثال، لا تزال كاسحات الجليد مطلوبة لمرافقة السفن، حيث تعتبر ساعات عملها باهظة الثمن. يذكر أن روسيا استثمرت بكثافة في كاسحات الجليد، حيث أصبح لديها الآن، أكبر أسطول في العالم من كاسحات الجليد، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية، والتي تديرها شركة "روس آتوم". وأثار حادث جنوح سفينة حاويات ضخمة في قناة السويس قلقا على التجارة الدولية وتساؤلات حول قناة السويس، هذا الممر الإستراتيجي للعالم ولمصر، إلا أن الخبراء يرون أن تداعيات ما حدث ستكون محدودة التأثير على سمعة البلاد في الشحن التجاري. وفي 23 مارس، جنحت سفينة الحاويات "إم في إيفر غيفن" التي تزن حمولتها أكثر من 200 ألف طن والمملوكة لليابان، وتوقفت في عرض المجرى المائي الحيوي بالكامل، ما عطّل الملاحة في الاتجاهين، وتعطّل مسار التجارة العالمية بنسبة 10بالمئة أو أكثر. وبعد مخاوف من أن تستغرق عملية تعويم السفينة العملاقة الجانحة أسابيع، نجحت مصر في تحرير السفينة في 29 مارس، وقطرها إلى منطقة البحيرات بعيدا عن مسار المجرى الملاحي، بعد ستة أيام من الأزمة. وأنجزت هيئة قناة السويس المصرية العملية بسرعة نسبية على الرغم من أن المنقذين الهولنديين الذين شاركوا في جهود الإنقاذ حذروا من أن المرحلة الأخيرة ستكون "الأصعب". الحرة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/04/01 الساعة 21:15