وزير الإعلام
لا أعرفه شخصياً. أعرف والده رحمه الله وقد كان ونسيبه المرحوم عقل بلتاجي من أكثر رجال الدولة خبرة ومعرفة بالعشائر والعائلات وبالذات القيادات المجتمعية وقدراتها وتوجهاتها. وكانا عليهما رحمة الله أصدقاء للجميع.
وعليه أرى بحسب اجتهادي أن المهندس صخر دودين وزير الإعلام تأثرت شخصيته الاجتماعية بهما كثيراً وبالذات والده المرحوم مروان دودين.
هذا التأثر الإيجابي ينعكس جيداً حتى الآن على عمل ومهمة الوزير بحيث تقرأ في مفرداته انه يلم جيداً بحقيقة مشاعر الناس لا بل يعيشها وبالتالي تأتي تعبيراته في جميع تصريحاته مبسطة تحاكي الثقافة الشعبية والوطنية كما هي وكما يجب أن تعامل.
الأصل في وزير الإعلام أن لا يبقى صامتاً حيث وجب أن يتكلم، وهكذا هو الوزير صخر دودين، يبادر ولا يؤثر الصمت من أجل السلامة وإنما يتصدى للمهمة التي عين من أجلها.
لا انكر انني استغربت ابتداء إسناد حقيبة الإعلام إليه، والسبب هو أنني لا أعرفه شخصياً ولم يسبق له أن شغل موقعاً رسمياً قبل اختياره عضواً في مجلس الأعيان.
لكنني أجزم انه يؤدي حتى تاريخه دوره بصورة جيدة. صحيح انه ينقل توجهات الحكومة وقراراتها على صعيد اقتصادي اجتماعي في سياق معركة كورونا وتبعاتها وقلما يتحدث في السياسة ومواقف الحكومة منها، لكنني اعتقد انه مؤهل لذلك جيدا وأفضل من كثير سواه.
بصراحة اثبت هذا الوزير حتى الآن وأمل أن يستمر انه على قدر عال من الخبرة الاجتماعية التي تشكل شخصيته العامة سياسيا اقتصاديا، وتمنحه الأهلية إن طالت مدة مهمته الرسمية لأن يكون رجل دولة متميزاً.
بالمناسبة، رجل الدولة أو عضو مجلس الوزراء ليس شرطا أن يكون متخصصا في ميدان عمله، فالشخصية القيادية ذات الخبرة الواسعة بشؤون الناس والدولة كافية لا بل وهي المطلوبة لتولي مهمات الشأن العام.
صحيح أن الإعلام محرقة كما نقول، لكنها تحرق المغالين في طلبها بكثرة الظهور بسبب وبغير سبب، ولا تحرق القائمين عليها بكفاءة. وهنا يأتي دور هؤلاء القائمين عليها في الحرص على أن لا يحترق الآخرون.
أتمنى على الوزير دودين أن يطلق يد الإعلام الوطني بقطاعيه العام والخاص في التعامل الإيجابي مع قضايا الوطن، كي يستعيد هذا الإعلام المسؤول دوره في انتزاع ثقة المواطنين بدلا من اضطرارهم للبحث عن المعلومة من مصادر أخرى مخاصمة أو حتى معادية أحياناً.
أتمنى على الوزير ذلك، فإعلام وبحث الطرفين الأمور ذات الاهتمام المشترك وأكدا عمق العلاقات بين البلدين.. ليس إعلاما في عالم اليوم، بل هو أي شيء آخر غير الإعلام.
في السياق اتذكر واقعة عندما كان المرحوم مروان دودين مديرا للمنظمة التعاونية رواها لي شخصياً، ففي مناسبة ما سأل الملك الحسين رحمه الله أحد شيوخ العشائر عن أداء المنظمة، أجاب الشيخ بكلمة واحدة هي.. زينه. هنا تدخل أبو صخر مخاطباً الملك الحسين رحمه الله بقوله، سيدي كلمة زينه من هذا الشيخ المحترم تغني عن صفحة كاملة من الإشادة.
قبل أن أغادر، الإعلام في كل الأزمنة والأصعب منها على وجه الخصوص أمضى سلاح بيد رجل الدولة الكفؤ، إن احسن استخدامه خدم الوطن جيدا. الله من وراء قصدي.
الرأي