٩٧.٤ مليون يورو منحة ألمانية للأردن
مدار الساعة -التقى وزير التخطيط والتعاون الدولي المهندس عماد نجيب الفاخوري بوفدين برلمانيين أوروبيين في اجتماعين منفصلين الأول يمثل مجموعة أصدقاء الأردن في البرلمان الأوروبي برئاسة السيد مايكل جاهلر (Michael Gahler)، والثاني من لجنة العلاقات مع دول المشرق في البرلمان الأوروبي برئاسة السيدة ماريسا ماتياس(Marisa Matias)، حيث يقومان بزيارة إلى الأردن للالتقاء بمسؤولين للبحث في مختلف مجالات التعاون بين الأردن والاتحاد الأوروبي.
ويضم وفد مجموعة أصدقاء الأردن أعضاء من أكبر الأحزاب في البرلمان الأوروبي وهما حزب الشعب الأوروبي والتحالف التقدمي الاشتراكي والديمقراطي إلى جانب تحالف الليبراليين والديمقراطيين الأوروبيين. كما يضم وفد لجنة العلاقات مع دول المشرق في البرلمان الأوروبي أعضاء من حزب الشعب الأوروبي والتحالف التقدمي الاشتراكي والديمقراطي وتحالف الليبراليين والديمقراطيين الأوروبيين، إلى جانب اليسار الأوروبي الأخضر المتحد، وحضر اللقاء سعادة سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في عمان السيد أندريا ماتيو فونتانا.
وعبر وزير التخطيط والتعاون الدولي عن عمق وتاريخية العلاقة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، حيث تم تتويجها بالتوصل إلى وثيقة أولويات الشراكة والعقد بين الأردن والاتحاد للفترة 2016-2018، التي تشكل خطوة هامة نحو تعزيز وتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، وخاصة في ظل تفهم الجانب الأوروبي للتحديات القائمة التي يواجهها الأردن حالياً بما فيها تبعات استضافة اللاجئين السوريين. وتجسد أولويات الشراكة بين الجانبين الأهداف المشتركة لسياسة الجوار الأوروبية نحو منطقة مشتركة من السلام والازدهار والاستقرار مبيناً أن الأردن يعتبر أول دولة من بين دول الشراكة والجوار مع الاتحاد الأوروبي التي تتوصل إلى وثيقة أولويات الشراكة والعقد بين الأردن والاتحاد الأوروبي.
كما أعاد الوزير الفاخوري التذكير خلال الاجتماع بخطابات جلالة الملك في البرلمان الأوروبي والتي كان لها الأثر الكبير في تعميق أواصر الصداقة مع البرلمان الأوروبي ومؤسسات الاتحاد الأوروبي وأن مجموعة أصدقاء الأردن قد جاءت كترجمة لهذه الجهود.
وأثنى وزير التخطيط والتعاون الدولي على المساعدات التي وفرها الاتحاد الأوروبي للأردن والتي كان لها قيمة مضافة ساعدت في تنفيذ برامج الأردن الإصلاحية والتنموية وبرامج ومشاريع في قطاعات حيوية هامة وكذلك توفير منح للدعم القطاعي من خلال الموازنة العامة، ومنح إضافية قدمها الجانب الأوروبي للمساهمة في تمكين الأردن من تحمل تبعات استضافة اللاجئين السوريين ولتلبية احتياجات المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين وحسب خطة الاستجابة الأردنية إضافة إلى المساعدات المالية على المستوى الكلي لدعم الموازنة، مبيناً لمسؤولي وفد البرلمان الأوروبي أن الاتحاد الأوروبي يعد شريكاً هاماً للأردن ومن الجهات المانحة الرئيسة للمملكة في العملية الاصلاحية والتنموية، مثنياً على الجهود التي بذلها وفد مجموعة أصدقاء الأردن في تمكين الأردن من الحصول على التزام من الاتحاد الأوروبي بتوفير المساعدات المالية على المستوى الكلي للأردن التي تساهم في دعم الخزينة وسد جانب من الفجوة التمويلية والتغلب على التحديات الاقتصادية، مطالباً بدعم البرلمان لجهود الأردن في الحصول على المزيد من التمويل الميسر لدعم الموازنة والمشاريع ذات الأولوية.
كما جدد الوزير الفاخوري الشكر على دعم الاتحاد الأوروبي للأردن خلال مؤتمر دعم سوريا والمنطقة الذي عقد في لندن وكذلك مؤتمر المتابعة بشأن التعهدات الذي عقد في بروكسل حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، مبيناً الأهمية القصوى التي يوليها الأردن لإيفاء المجتمع الدولي بالالتزامات الواردة في العقد مع الأردن الذي تبناه مؤتمر لندن ووثيقة المخرجات الأردنية (Jordan Output Paper) التي تعتبر مخرج أساسي لمؤتمر بروكسل، إلى جانب التعهدات (من المنح والتمويل الميسر على شكل قروض) التي التزم بها المجتمع الدولي.
كما وضع وزير التخطيط والتعاون الدولي الوفدين بصورة التحديات الاقتصادية والمالية التي يواجهها الأردن، مطلعاً الوفدين على آخر المباحثات مع وفد صندوق النقد الدولي ومؤكداً على مواصلة الاصلاحات الاقتصادية التي تنفذها المملكة وفق خارطة طريق واضحة تتمثل بوثيقة الأردن 2025 والبرنامج التنموي التنفيذي وبرامج تنمية المحافظات 2017-2019، مضيفاً أنه قد تم تبني الحكومة لخطة تحفيز النمو الاقتصادي الأردني للسنوات الخمس القادمة 2018-2022 التي تهدف إلى استعادة زخم النمو الاقتصادي والاستفادة من الإمكانات الواعدة والمتوفرة للتنمية في الأردن.
وأطلع الوزير الفاخوري الوفدين الزائرين على سير العمل بمختلف محاور العقد مع الأردن، موضحاً أنه وبرغم الظروف الإقليمية الصعبة التي تمر بها المنطقة، فقد نجح الأردن في الحفاظ على منعته، مثمناً دعم الاتحاد الأوروبي للأردن التي ساهمت في جهود تعزيز منعة الأردن في ظل الظروف الإستثنائية وغير المسبوقة، مطلعاً الوفد الزائر على التبعات التي تحملها الأردن نتيجة الأوضاع السائدة في المنطقة، ومن ضمنها استضافة أعداد كبيرة من الأشقاء السوريين، والتي أضافت أعباءً كبيرة على الموازنة.
وأكد أهمية استمرار مساندة المجتمع الدولي للأردن في هذا المجال مضيفاً أن الأردن قد وصل إلى الحد الأقصى لقدرته على تحمل أعباء استضافة اللاجئين السوريين، ومبيناً ضرورة استمرار دعم الأردن وزيادة مستويات هذا الدعم من خلال المنح والتمويل الميسر لتمكين الأردن من تقديم الخدمات للاجئين والمجتمعات الأردنية المستضيفة والذي يعد مهماً جداً لتعزيز واستدامة منعة الأردن، وأن الاستثمار في الأردن واستقراره لأمر بالغ الأهمية للحفاظ على منعة الأردن في ظل هذه الظروف، حيث يتطلع الأردن لاستمرار دعم الشركاء للأردن من أجل تضييق الفجوة التمويلية من خلال منح إضافية لدعم الموازنة وكذلك دعم إضافي للمجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين، وذلك بهدف تمكين الأردن من مواصلة تقديم الخدمات بنوعية عالية للمجتمعات المستضيفة وللاجئين.
كما أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي على أهمية الانجاز بين الجانبين الأردني والأوروبي فيما يتعلق بحصول الأردن على قواعد منشأ مبسطة مع الاتحاد، حيث يأتي هذا الانجاز الهام كتأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بدعم الأردن وترجمة للتعهدات التي التزم بها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بدعم الأردن وحسب مخرجات مؤتمر لندن والعقد مع الأردن ووثيقة المخرجات الأردنية التي التزم بها المجتمع الدولي في بروكسل مؤخرا، وكنموذج على تعاون مشترك في مواجهة تحديات مشتركة تتطلب العمل بشكل منسق أكبر للتغلب على هذه التحديات وتعظيم الفرص، مؤكدا للوفدين أهمية تكثيف دعم الاتحاد الاوروبي للمصانع الأردنية للإستفادة من هذه الميزة ولتمكينها من التصدير لسوق الاتحاد الأوروبي ولمساعدة الأردن أيضا في جذب الاستثمارات الأجنبية للإستفادة من هذه الميزة، مبيناً أنه يجري العمل من قبل الجانبين بهدف تعظيم الاستفادة من القواعد المرنة للمنشأ التي تنفذ على فترة انتقالية مدتها عشر سنوات.
وبين وزير التخطيط والتعاون الدولي بأن الأردن يسير قدماً بنهج الإصلاح وفق خارطة طريق إصلاحية واضحة بحيث أصبح الأردن أنموذجاً في تنفيذ الإصلاحات، والتي تم تتويجها بالانتخابات البرلمانية التي أجريت في عام 2016، وسيتم إجراء الانتخابات البلدية واللامركزية القادمة في شهر آب العام الحالي 2017.
كما أتاح اللقاء اطلاع المسؤولين الزائرين على سير العمل بمشروع ناقل البحرين والجهود المبذولة لحشد الدعم من المنح والقروض الميسرة جداً لتنفيذ المكون الأردني لتحلية المياه المالحة لتمكين الأردن من الحصول على المياه بالنظر إلى شح هذا المورد كون الأردن ثاني أفقر دولة في العالم في هذا الجانب، إضافة إلى أهمية المشروع في حماية البحر الميت بيئياً وسياحياً واقتصادياً وتراثياً.
وعبر رئيسا وأعضاء الوفدين من البرلمان الأوروبي عن تقديرهم لدور الأردن المحوري بقيادة جلالة الملك في المنطقة والجهود التي أظهرها في استضافة اللاجئين السوريين نتيجة استمرار عدم الاستقرار في المنطقة ومواصلة الأزمة السورية، مؤكدين على توجههم لمواصلة المتابعة مع المؤسسات الأوروبية المعنية في بروكسل لتعزيز دعم الأردن وتذليل أية عقبات بهذا الاتجاه لاسيما في ظل الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة والتي تتطلب إدامة الدعم للأردن للحفاظ على منعته، مبينين أن الأردن يشكل أنموذج في الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وفي تعزيز الأمن والاستقرار والسلام وفي مكافحة الإرهاب والتطرف وفي تعميق حوارات الأديان والحضارات وأهمية الاستثمار في النموذج الأردني.