سلموا الحكومة للدفاع المدني..

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/29 الساعة 23:48
مدار الساعة - لقمان إسكندر - سلموا الحكومة للدفاع المدني. هو صاحب قلب. ولديه إطفائية قد تنجح في غلق حرائقنا المتناثرة في غابات ارواحنا. ينتابك شيء ما، خلال ساعات الحظر، فتتصل برجال الدفاع المدني، وتتمنى لو انك ما اتصلت. يتعبك من على خط الهاتف متابعة، وسؤالا، اطمئناناً عليك. "هذا رقمي الشخصي.. لا تتردد في الاتصال اذا تطورت الحالة". قال لي صاحب مقسم الدفاع المدني. اربكني ادبه. اربكني قلبه. قلت: لم لا يصنعون لنا سياسيين مثل هذا القلب. قلت: الموت حولنا يربكنا. حتى من يغلق الباب على نفسه ويعمل عن بعد، يجد من يرعبه. صار الكريم فينا يسمع دقة البيت فيجفل. "كن أي شيء غير أن تكون ضيفا يا طارق"، يكاد يهمس احدنا لأهل بيته، خوفا أن يكون صاحبه حاملا بدل الهدايا الفايروس. "كن عابر سبيل.. كن قطة.. كن حتى الجابي في غير موعده، ولا تكن ضيفا يا طارق". كان ضيفا. فقلت: انت والحكومة يا صديقي. هذا كثير. الحكومة تقف امام التجربة التاريخية عاجزة. لعلها تصنع ما تصنعه نظيراتها في العالم، سوى أننا في انتظار القشة، وهذا ما يتعبنا اكثر من الفايروس نفسه. سابقا كان اجدادنا يؤرخون الاعوام بالثلوج، والحكايا. أحفادهم سيؤرخون بالفايروس. قال: سمعت الخبر؟ مات اليوم أبو محمد المحسيري. الرجل الطيب. التقط الفايروس من مستشفى ما، خلال مكوثه فيه لعملية دسك. مات ابو محمد. ومات معه اليوم نحو مئة أردني. مات من كان يجلس في ركن دكانته، كل مساء، يدقق دفتر دين الحارة، فيسامح هذا ويضحك مع هذا، ويطلب من هذا. ألم اقل اعطوها للدفاع المدني واريحونا. فالموت حولنا صار اكثر من قدرتنا على الاستيعاب. الدفاع المدني يعرف كيف يدير الامور. هو اكثر من ذلك، ذو قلب، لا يعرفه السياسي، وغريب عن رجل الاعمال. لكن هل المطلوب اغلاق البلد؟ لا. ما العمل اذن؟ لا اعلم لكن البلد وهي تنتظر القشة؛ فطار الفايروس في السماء وطار وطار، ثم حط فوق حملنا المتهالك. الحلول القديمة لا تسعف. والمسؤول القديم لا يسعف. والاقتصادي القديم لن يجدي. نريده بقلب الدفاع المدني اذا هاتفته، "عجقك" اهتماما.
  • مدار الساعة
  • لب
  • مال
  • اقتصاد
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/29 الساعة 23:48