حكومة إسرائيل القادمة.. لا تغيير في السياسات؟!
مدار الساعة - كتب: أ.د. أمين مشاقبة
انتهت الانتخابات الإسرائيلية بحصول الأحزاب اليمينية والدينية على 59 مقعد فهم بحاجة إلى مقعدين حتى يصل الى 61 مقعد حتى تتمكن من تشكيل الحكومة، طبعاً حزب الليكود كتجمع حصل على 30 مقعد، ونرى حالة الانزياح نحو اليمين والتطرف داخل المجتمع الإسرائيلي فهذه الأحزاب تمثل أعمدة أساسية للتطرف اليميني والصهيونية الدينية.
واذا ما تشكلت حكومة من هذا النوع فإننا امام حكومة متطرفة وخطيرة جداً، فقد سعى نتنياهو الى تقسيم التحالف العربي وانقسم الى القائمة العربية المشتركة وحصلت على 6 مقاعد، القائمة الإسلامية العربية الموحدة، جنوب فلسطين 4 مقاعد، ويسعى نتنياهو الى اشراك القائمة الموحدة والحصول على دعمها، لكن الأحزاب اليمينية المتطرفة ترفض بالمطلق أي مشاركة لأي حزب عربي في الحكومة، وهذا يقودنا إلى العودة الى المربع الأول ومأزق سياسي جديد يمكن ان يقود الى انتخابات خامسة في حالة عدم القدرة على تشكيل حكومة خلال خمسة أسابيع من تاريخه وتكون بذلك خامس انتخابات في سنتين، والسبب الرئيس هو تمسك نتنياهو بالسلطة وخوفه من المحاكمة بسبب الفساد اذ لديه ثلاثة قضايا أمام المحاكم، وتقول الصحافة العبرية ان جنون السلطة لديه كبير وسياساته شلت المؤسسات بالدولة وأثرت على الاقتصاد، ويرى احدهم انه مثل "سفينة الحاويات التي تغلق قناة السويس".
في ضوء النتائج المتقاربة بين الطرفين سيبقى الباب مفتوحاً على كل الاحتمالات، وفي كل الأحوال ومهما كانت الحكومة الإسرائيلية فأن أهداف الدولة العبرية خطيرة وكثيرة وخصوصاً بعد "المبادرة الإبراهيمية" الزائفة وإعلان صفقة العصر التي تنفذ تدريجياً في المنطقة، فأن الدولة العبرية تهدف إلى الاندماج بالمنطقة وتحقيق اختراق بكل الاتجاهات في البعد الاقتصادي، والتكنولوجي والأمني، اولاً: علينا ان لا نقلل من الاطماع الإسرائيلية في المنطقة وهي مستمرة منذ زمن طويل ولم تقف عند نقطة، بل ازدادت بعد حملة التطبيع المجانية التي من خلالها تريد الهيمنة والاستفادة المالية، ناهيك عن الاختراق الأمني.
ها هي إحدى الدول العربية تقدم 10 مليارات استثمارات اقتصادية لصالح الدولة العبرية، فأطماع إسرائيل في منطقة الخليج مستمرة وهناك مشاريع يخطط لها، وهناك استحضار للمشاريع القديمة التي أعلنت في خطة الشرق الأوسط الجديد، إعادة احياء ميناء حيفا، أنبوب النفط لعسقلان عبر خليج العقبة وقناة بديلة لقناة السويس وربط شبكة من الأنابيب النفطية الى سواحل البحر الأبيض المتوسط، ناهيك عن شبكة من الطرق والسكك الحديدية لربطها في المنطقة بشكل كامل.
إسرائيل تحارب ايران في سوريا والأراضي والأجواء السورية هي ارض مستباحه بموافقة الروس والأمريكان، وفي نفس الوقت تحشد العالم ضد الاتفاق النووي الإيراني 5+1 وانها قادرة على ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، وهي تشارك في حرب اليمن بالشؤون الاستخبارية وتسعى لموطئ قدم في جزيرة سوقطرة على السواحل اليمنية مع الانتقالي اليمني وذلك للهيمنة على طرق الملاحة التجارية عبر بحر العرب، ولها أطماع تاريخية في البحر الأحمر والسيطرة عليه وخصوصاً باب المندب، وفي نفس الوقت تلغي الحقوق الفلسطينية التاريخية المشروعة وترفض إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي 67 وعاصمتها القدس، وتقضم الأرض بالاستيطان الموسع ولا تعير أي اعتبار للسلام، وترفض تزويد الأردن بالمياة حسب اتفاقية وادي عربة عام 1994، وتدعم الهجرة الناعمة للفلسطينيين الى الخارج، وتسعى في قادم الأيام للحصول على تعويضات عن أملاك اليهود في الدول العربية والمقدرة 250 مليار دولا، هذا هو الكيان العبري المغتصب للأرض والقاهر للإنسان، مهما كانت حكومته فإن اطماعه لا تتغير وسلوكه السياسي يزداد تشدداً وخصوصاً عندما يجد من الدول العربية من يسانده.