الشعارات السياسية والاحتجاجات في الملاعب.. هل تغيرت قواعد فيفا؟
مدار الساعة - على مدار سنوات عارض الاتحاد الدولي لكرة القدم، احتجاجات اللاعبين والأندية والجماهير أو رفع شعارات سياسية، لكن يبدو أن "فيفا" أصبح على استعداد الآن للتغاضي عن عدم وضوح الخط الفاصل الذي رسمه يوماً ما بين السياسة والرياضة.
توجد القواعد المقيدة لرفع شعارات على القمصان أو ما تحتها من ملابس في المادة الرابعة من قوانين اللعبة، لكن القواعد الأوسع المتعلقة بالإشارات السياسية واردة في قواعد الانضباط والقيمفي 2013 تم إيقاف المدافع الكرواتي يوسيب سيمونيتش عشر مباريات وغاب عن نهائيات كأس العالم في العام التالي، بعد ترديده هتافات سياسية مع الجماهير في نهاية مباراةفي مواجهة عدد من حالات رفع قمصان اللاعبين لكشف عن شعارات، غالباً ما تكون رسائل غير ضارة مثل أمنيات أعياد الميلاد، تبنى المجلس الدولي لكرة القدم المسؤول عن سن قوانين اللعبة، حظراً شاملاًبعد انتقادات لقرار الغرامة بسبب زهرة الخشاش، غير "فيفا" صياغة قواعده المتعلقة بملابس اللاعبين للسماح بزهور الخشاش أو أي "شعارات مشابهة أو تصريحات أو صور مسموح بها" إذا وافقت الفرق المنافسة والجهة المنظمة للمسابقة على ذلك مسبقاًويوم الأربعاء الماضي، ارتدى لاعبو منتخب النرويج، قمصاناً كُتب عليها "حقوق الإنسان.. داخل وخارج الملعب" قبل مواجهة جبل طارق في تصفيات كأس العالم 2022، وفي اليوم التالي احتج لاعبو ألمانيا بشكل مماثل قبل مواجهة إيسلندا في دويسبورغ.
وفي الحالتين، أوضح اللاعبون أن هذه الاحتجاجات كانت موجهة إلى قطر. الدولة الخليجية التي تستضيف كأس العالم العام المقبل وتواجه مزاعم، نفتها بالفعل، بشأن سوء المعاملة وعدم الالتزام بحقوق العمال المهاجرين.
وكانت هذه اللفتات والإشارات، التي جرت مؤخراً، ستؤدي بالتأكيد إلى إجراءات عقابية وغرامات محتملة من "فيفا"، لكنه قال إنه "لن يتخذ أي إجراء".
وعلى مدار سنوات عارض "فيفا" أي احتجاجات أو شعارات سياسية خلال المباريات أو داخل الملاعب.
المادة الرابعة
وتوجد القواعد المقيدة لرفع شعارات على القمصان أو ما تحتها من ملابس في المادة الرابعة من قوانين اللعبة، لكن القواعد الأوسع المتعلقة بالإشارات السياسية واردة في قواعد الانضباط والقيم.
ومع ذلك، فإن القواعد أقل وضوحاً فيما يتعلق بالملابس التي يرتديها اللاعبون قبل المباريات مباشرة، وقد تطور موقف "فيفا" والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بشأن هذا الموقف بشكل عام بمرور الوقت.
وغرم "يويفا" مهاجم ليفربول السابق روبي فاولر، عام 1997 بعد عرضه قميصاً يدعم عمال ميناء محليين تم طردهم، بعدما سجل هدفاً في مباراة في كأس الكؤوس الأوروبية.
وفي 2013 تم إيقاف المدافع الكرواتي يوسيب سيمونيتش عشر مباريات وغاب عن نهائيات كأس العالم في العام التالي، بعد ترديده هتافات سياسية مع الجماهير في نهاية مباراة.
تحية كرواتية
وقال "فيفا" حينها في بيان "لاحظت لجنة الانضباط أن اللاعب بصحبة الجماهير هتف بتحية كرواتية كانت تستخدمها حركة "أوستاشي" الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية".
وفي يوليو (تموز) 2014 فرض "فيفا" غرامة على الاتحاد الأرجنتيني قدرها 30 ألف فرنك سويسري (31887 دولاراً) بعد وقوف اللاعبين خلف لافتة تقول "جزر الفوكلاند أرجنتينية" على أرض الملعب قبل الفوز على سلوفينيا في مباراة ودية في بوينس أيرس خلال الشهر الذي سبق العقوبة.
حظر شامل
وفي مواجهة عدد من حالات رفع قمصان اللاعبين لكشف عن شعارات، غالباً ما تكون رسائل غير ضارة مثل أمنيات أعياد الميلاد، تبنى المجلس الدولي لكرة القدم المسؤول عن سن قوانين اللعبة، حظراً شاملاً.
وقال عضو المجلس الدولي لكرة القدم عن اتحاد ويلز جوناثان فورد "التفرقة بين ما هو صحيح أو خطأ بين الدول والثقافات المختلفة أمر معقد للغاية، لذلك من الأسهل القول إن ذلك ليس له مكان في اللعبة".
زهرة الخشخاش
وعادت القضية مجدداً عام 2016 عندما فرض "فيفا" غرامة على إنجلترا وإسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية لاستخدامهم زهرة الخشخاش في ذكرى يوم الهدنة في الحرب العالمية الأولى، باعتباره رمزاً سياسياً.
وتم تغريم الاتحاد الإيرلندي أيضاً لاستخدامه "رمزاً سياسياً" بوضعه شعاراً للاحتفال بالذكرى المئوية للانتفاضة ضد الحكم البريطاني.
وبعد انتقادات لقرار الغرامة بسبب زهرة الخشاش، غير "فيفا" صياغة قواعده المتعلقة بملابس اللاعبين للسماح بزهور الخشاش أو أي "شعارات مشابهة أو تصريحات أو صور مسموح بها" إذا وافقت الفرق المنافسة والجهة المنظمة للمسابقة على ذلك مسبقاً.
ومع ذلك، تظل قواعد "فيفا" مفتوحة للتفسير الذاتي، كما هو الحال بالنسبة لتفسير ما هو سياسي، لتبقى الشعارات قاصرة على الحملات الرسمية مثل حملة "يويفا" "الاحترام" المناهضة للتمييز.
وقرر "فيفا" تغريم وتحذير الاتحاد القطري في 2017، بعد ارتداء لاعبي المنتخب قمصاناً خلال تدريبات الإحماء تحمل صورة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد لإظهار الدعم له.
جورج فلويد
وتغير موقف "فيفا" أكثر في العام الماضي بعد وفاة جورج فلويد، الرجل الأسود الأعزل الذي قُتل أثناء احتجازه من قبل الشرطة في الولايات المتحدة، حيث رفع بعض اللاعبين الألمان في دوري الدرجة الأولى شعارات تدعم حركة الاحتجاج.
وقال رئيس "فيفا" جياني إنفانتينو، إن اللاعبين يستحقون "التصفيق وليس العقاب".
ومساندة للحركة قام لاعبو الدوري الإنجليزي الممتاز بالانحناء على ركبهم قبل المباريات على مدار العام الماضي والموسم الماضي كما ارتدوا شعارات "حياة السود مهمة" على أكمام القمصان وهي لافتة أيدتها رابطة الدوري الممتاز وسلطات كرة القدم في البلاد.
واتخذ "فيفا" موقفاً مماثلاً هذا الأسبوع عندما رد على احتجاجات النرويج ضد قطر.
وقال "فيفا" في بيان "نؤمن بحرية التعبير والدور الذي تلعبه كرة القدم ضمن قوى الخير. لا توجد إجراءات انضباطية من "فيفا" بخصوص هذه القضية".