القاضي تكتب: وجع الناس ..اقوى (أجندة)
كتبت: اخلاص القاضي
لو ان الحكومة استقالت عشية كارثة السلط، لما شهد الاردن غليان البركان الخامد، ماذا تنتظر الدولة، لماذا لم تلتقط نبض الناس، وقتها؟
كان الثمن اقل، لو ان الحكومة استقالت، (اقيلت)، بدلا من أن يدفع كل اردني ثمن السكوت على كل ما حصل سابقا، ويحدث الآن، حكومات التأزيم، هي سبب أزمة الشارع، وشماعة(الاجندات والمؤامرة)، مالت من ثقل احمالها، ولا اجندة عند الاردني صاحب الحق، اقوى من الفقر، والبطالة، ومحاربة الفساد.
حكومة انقاذ وطني، هي المطلب والمبتغى، في الوقت الحالي، أملا بحكومات منتخبة، تحاسب، كما يجب.
يستحق الاردني، أن نسمع وجعه، قبل أن توجعنا القنابل المسيلة للدموع وهراوات القبضة الامنية، التي تشهد ساحات عربية، على أنها (الهراوة التي قصمت ظهر الوطن)، ولم تثن الثائر عن حقه في وطن يطعمه بكرامة دون منة، انك تعيش ببلد آمن، امضغ لقمتك التي بالكاد تحصلها، وامض، واسكت،(وظب الطابق).
كل القصة، حكاية النبض، والدقات السريعة، والهم العام وعشق الوطن وحقائق دامغة عن فساد عم، في وقت يحلم فيه الاردني بوطن يخاف عليه، وبين الحلم والخوف، ثمة هواجس تؤرق الشارع الاردني الواحد، الذي نخشي أن يتحول لشارعي اخوة يعانون من ذات الوجع، يختلفون من أجل الوطن، لا عليه، وبينهم نظرة شك، من هو الموالي، ومن هو المعارض، ومن هو المزاود، ومن هو المستفيد، ومن هو الطامح لمنصب، ومن يحب البلد، اكثر، ومن هو اردني، ومن هو (متأردن)، و(....)، ومن، ومن، واسطوانات مملة، لا تصنع تغييرا ولا تبني وطنا.
وبين السياسي والامني، معادلة، لم تفز يوما اذا لم يغلفهما سيادة القانون بعدالة وحسم.
رحيل الحكومة ايضا، لن يشفي غليل الناس، اذا جاءت بعدها حكومة مستنسخة على شاكلة الماضي، ما الذي يمنع تشكيل حكومة انقاذ من شباب اختصاصيين مبدعين في حقولهم، تكون مهمتم، ترميم، واصلاح، واستعادة الاموال المنهوبة، ومعالجة كل الاختلالات؟ كل الاختلالات التي عبدت طريق الاحتجاجات، حتى صار الاردني الغيور، يراها محقة، وطبعا لا اتحدث عن هذه الفترة، من عمر العالم، حيث ينطوي اي تجمع على خطورة نقل عدوى جائحة، لم نعتبر منها بعد.
بل كان على الدولة وفي ظل أوامر الدفاع، أن تستغل المرحلة، وتقوم بكل الاصلاحات المطلوبة، ( من ثم ساكت)، وأن تفاجىء الناس المقهورة، بزيادة رواتب وتحسين اوضاع، جراء استعادتها بصمت، وتحت قوة أمر دفاع خاص، للاموال المنهوبة، ولمحاسبة الفاسدين، حيث لا فرق بين الفاسد والعميل.
الناس في الاردن ليسوا هواة شوارع وتجمعات وتظاهرات، ومعارضة الخارج، لم تفلح يوما بحشد الاردني الاصيل ضد بلده، بل هم معارضة الداخل من المحقين بمطالب نظيفة لا غبار اجندات عليها، فقط اسمعوا لهم وحلوا مشاكلهم، التي هي مشاكل كل الوطن،اسمعوا لهم، قبل أن يسمع العالم نداء الاردني يستغيث، لعل دولة تستقبله على جناح الانقاذ واللجوء.