لقاح أسترازينيكا «الإنجليزي».. نحرُوه أم حسدوه؟
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/25 الساعة 01:44
• متاعب أسترازينيكا تتفاقم بعد تشكيك الولايات المتحدة في اللقاح المحاصر (بلومبيرغ).
• مسؤولو الصحة الأمريكيون يشككون في نتائج تجارب لقاح أسترازينيكا (نيويورك تايمز).
• الأخطاء يمكن أن تلطخ سمعة لقاح أسترازينيكا على المدى الطويل (أسوشيتدبرس).
مدار الساعة - هذه أبرز عناوين الصحف والوكالات أمس. فما هي حقيقة ما يتعرض له لقاح أسترازينيكا الذي طوره علماء جامعة أكسفورد؟ هل هي حملة تستهدف وضع العراقيل أمام نجاحه؟ أم أنها أخطاء ارتكبتها إدارة الشركة الإنجليزية-السويدية؟ وهل هي مصادفة محض أن يصبح اللقاح الإنجليزي سبباً لإشعال أكبر أزمة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد أزمة بريكست، وفي الوقت نفسه يتم إعلان الملاحظات الأمريكية على بيانات تجاربه السريرية في الولايات المتحدة؟
فقد أعلنت الشركة الدوائية العملاقة (الإثنين) أن بيانات تجاربها الأمريكية تشير إلى أن لقاحها فعال بالنسبة إلى المسنين، وأنه قادر على منع الإصابة بكوفيد-19 بنسبة تصل إلى 79%، وأنها ستتقدم خلال أسابيع بأوراقها إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لفسحه هناك. وقبل أن تنقضي 24 ساعة، أعلن الخبراء المستقلون الذين يراجعون بيانات التجارب السريرية على الأدوية واللقاحات أنه يبدو أن أسترازينيكا قدمت بيانات ليست محدَّثة. وردت الشركة بأنها ستكشف كامل بيانات تجاربها خلال 48 ساعة. وفي مسعى لتهدئة المخاوف، قال كبير مستشاري الإدارة الأمريكية في شؤون مكافحة الأوبئة الدكتور أنطوني فوتشي أمس، في مقابلة مع برنامج «صباح الخير أمريكا» التلفزيوني: «إن لقاح أسترازينيكا من المحتمل جداً أنه لقاح جيد جداً».
وتأتي حكاية البيانات المتقادمة لتكون الأخيرة في سلسلة حوادث تعرض لها اللقاح الإنجليزي الذي أعطي لملايين الأشخاص حول العالم. فقد أعلنت دول أوروبية عدة الأسبوع الماضي تعليق استخدامه، بعد بلاغات عن إصابة أشخاص بجلطات دموية بعد تناوله. غير أن وكالة الأدوية التابعة للاتحاد الأوروبي حسمت الجدل الخميس الماضي، بإعلانها أنه فعال ومأمون. وما لبثت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أوروسولا فون ديرلين أن فجرت أزمة دبلوماسية بتهديدها بحظر صادرات اللقاحات ومكوناتها من البلدان الأوروبية إلى بريطانيا، بدعوى أن الشركة البريطانية-السويدية لم تف بتعاقداتها مع بروكسل بتسليمها ما اشترته من هذا اللقاح.
وقال الخبراء الأمريكيون إن البيانات التي قدمتها الشركة للمراجعة والتدقيق، التي أكدت فعالية اللقاح الإنجليزي ومأمونيته بنسبة 79%، تمثل الفترة حتى 17 فبراير 2021. وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» الثلاثاء أن الخبراء الأمريكيين كتبوا إلى السلطات الصحية الأمريكية أنه لو أخذت في الاعتبار النتائج الكاملة للتجارب السريرية، فإن فعالية اللقاح الإنجليزي ستراوح بين 69% و74%. وأثار ذلك تساؤلاً عما إذا كانت الشركة البريطانية قد تعمدت حجب بيانات الفترة الأخيرة ربما لأنها تظهر فعالية أدنى. وأكد أكاديميون بريطانيون أمس استغرابهم من خروج هذا الصدام إلى العلن، إذ كان يتم عادة داخل غرف مغلقة. وأشارت «نيويورك تايمز» أمس (الأربعاء) إلى أن لقاحاً بلغت نسبة فعاليته 69% قادر فعلياً على مساعدة العالم في دحر وباء كوفيد-19. وزادت: لكن الهفوات المتكررة من قبل إدارة الشركة، خصوصاً ما حدث في البداية بشأن مقدار الجرعة الكافية لإحداث الفعالية المنشودة أدى إلى تشظي الثقة بهذا اللقاح، ما قد يثير غيوماً من الشك حوله في أنحاء العالم. وذهبت أسوشيتدبرس أمس إلى أن تلك الهفوات، وحجب بيانات اللقاح قد تحدث ضرراً دائماً لمصداقية لقاح يعوّل عليه أن يكون سلاحاً قوياً ضد الوباء.
واعترف أكاديميون بريطانيون-بحسب أسوشيتدبرس- بأن هذه الأخطاء المتتالية ستزيد عدد «المترددين» حيال استخدام اللقاح الإنجليزي في بقاع المعمورة. فقد أدى عدم اكتمال البيانات في وقت سابق، بشأن فعالية اللقاح لدى المسنين، إلى قرار دول أوروبية عدم استخدامه لتطعيم مسنيها. وكانت أمريكا أوقفت تجارب لقاح أسترازينيكا لمدة ستة أسابيع بعد إعلان بريطانيا إصابة ممرضتين أصيبتا بالحساسية بعد تجربته. ويتمسك البريطانيون من جانبهم بأن الأمر يتعلق بانطباعات، وليس بالحقائق العلمية؛ إذ إن تطعيم عشرات الملايين بهذا اللقاح أثبت فعاليته وسلامته.
تطعيم الأطفال
كشفت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس أن بريطانيا ستبدأ تطعيم أطفالها اعتباراً من أغسطس 2021، في مسعى لتحقيق أقصى قدر من التحصين. وكانت جامعة أكسفورد أكدت أن تجارب سريرية أشرفت عليها أكدت سلامة لقاحها وفعاليته بالنسبة إلى الأطفال. وتوقعت مصادر حكومية أن يتم تطعيم أكثر من 11 مليون طالب قبل حلول الخريف. لكن وزارة الصحة البريطانية قالت أمس إنه لم يتخذ قراراً حاسماً بهذا الشأن. عكاظ
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/25 الساعة 01:44