لمن يهمه الأمر.. عبدالكريم القضاة

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/24 الساعة 21:36
بقلم: المستشار الدكتور انور العتوم آلمني جدا اتساع دائرة التشهير برجالات الوطن، حتى طال العمالقة المخلصين; ابناء العائلات، الذين قضوا حياتهم في طلب العلم واستثماره في صنع اجيال نهلت منهم الكثير من هذا العلم والمعرفة، وكانوا مدارس في الاخلاق وترسيخ القيم الحميدة في المجتمع. لحسن الحظ، فإن حارتنا صغيرة، ونعرف بعضنا بعضا، فالصالح والعالم والمحترم معروف، والطالح والجاهل وغير المحترم معروف ايضا، وهذه من النعم التي حبانا الله بها في هذا البلد. من هنا، فإنه لا مجال لأن يأتي جاهل مدسوس ويحاول اغتيال شخصية اردنية عربية معروفة كشخصية الاستاذ الدكتور عبدالكريم القضاة رئيس الجامعة الاردنية. اكتب هذا وأنا اعرف هذه الشخصية الوطنية المرمرقة الفذة منذ ان تسلم رئاسة الجامعة، وأعرف مهنيته واحترامه للجميع، واستقباله لكل من يراجعه، كبيرا كان ام صغيرا، وقدرته المميزة على حل المشكلات والاشكاليات التي تواجه طلبة الجامعة واساتذتها، وعلى مساعدة كل من يصل اليه. بكل فخر واعتزاز، استمعنا الى كلمة الاستاذ الدكتور القضاه في الاحتفال الذي اقامته الجامعة الاردنية قبل يومين بذكرى معركة الكرامة الخالدة، وتتبعنا كلماتها كلمة كلمة لسببين: اولهما عظم المناسبة واهميتها الكبيرة بالنسبة للاردن وللاردنيين، وثانيهما القامة العلمية الوطنية الكبيرة التي تحدثت في المناسبة، اذ تستحق هذه المناسبة ان يتولاها ويتولى الحديث فيها علماء وعمالقة كأمثال الاستاذ الدكتور القضاه، مما يؤشر على عظمها واهميتها. كان حديث الاستاذ الدكتور القضاه ارتجالياً راقياً، وعلمياً في كافة مفاصل الكلمة التي تحدث فيها عن بطولات الجيش الاردني في المعركة، التي حدثت في ادنى الارض كما ذكر عطوفته، مثلما تحدث فيها عن عزيمة الاردنيين وعزيمة المغفور له الراحل الملك الحسين طيب الله ثراه، والذي كان يردد عبارات حملت في طياتها الحماس وقوة البأس وحتمية الانتصار، ظلت راسخة في قلوب وعقول الاردنيين لغاية اليوم. كان لا بد لعطوفته ولأي شخصية تتحدث عن تلك المعركة ان يربطها بالتاريخ وبالدين، وهو ما فعله عطوفته. ولمن لا يعرف، فإن التاريخ كان سياسة، ولا بد للسياسة ان ترتبط بالدين، فالرسول صل الله عليه وسلم كان نبيا وقائدا دينيا، وفي الوقت نفسه كان قائدا سياسيا. ولا اريد هنا ان اذهب بعيدا عن مضمون هذا المقال، لكنني اؤكد دائما على علاقة الدين بالسياسة وأهمية هذه العلاقة، فالغرب يطالبوننا دائما بفصل الدين عن السياسة، مع انهم يلجأؤون الى الدين في كافة الأزمات التي يواجهونها، دليل ذلك مثلا : خطاب الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش الأب، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، والذي تعرض فيه للدين اكثر من 17 مرة. الغريب في الأمر ان اغتيال الشخصيات والتشويش عليهم، وصل الى الاستاذ الدكتور القضاه، هذه القامة العلمية والادارية المميزه، اذ حاول البعض مدسوسا او محموما او مقهورا ان يقلب حقيقة ما تكلم به عامدا متعمدا، مجتزءا فقرة من خطابه حول (الغلب الذي طال الروم في أدنى الأرض)، واتهامه بأنه اشار في خطابه الى ان معركة الكرامة ذكرت (بضم الذال) في القرأن الكريم، مع ان ذلك لم يصدر عن عطوفته اطلاقا، وان الذي صدر عنه هو علاقة الانتصار بالارض مرورا بالتاريخ، وتشبيها على ما جاء في الآية بشكل مجرد، فإننا (الجيش الاردني) غلبنا اليهود، اي انتصرنا عليهم في أدنى الارض في تلك المعركة الفاصلة، التي حدت (بتشديد الدال) من التقدم الصهيوني باتجاه الشرق منذ عام 1968 ولغاية اليوم، وستحد الى الأبد ان شاء الله. يبدو ان المتربصين الذين نقلوا عن عطوفته زوراً وبهتاناً وكذباً، فشلوا فشلا ذريعا في تسجيل اي هفوة على عطوفته خلال رئاسته للجامعة، وفشلوا فشلا ذريعا في النيل من استقامته وعلمه واخلاصه وشرفه الوظيفي، فما كان منهم الا ان يحاولوا التشويش عليه وعلى الاردنيين من خلاص نقد غير مبرر اطلاقا لكلمته التي القاها في الاحتفال، لكن الشمس لن تغطى بغربال. خسئتم وخسئ كل من يحاول المساس بشرفاء وعلماء البلد الذين نحن بأمس الحاجة لهم. والله ولي التوفيق.
  • مال
  • لب
  • اردن
  • عربية
  • القضاة
  • رئيس
  • الاردن
  • الملك
  • الدين
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/24 الساعة 21:36