أسيل الحنيطي تكتب: فضيحة 2021
بقلم أسيل الحنيطي
لا اذكر قط ان من اولوياتي الحصول على سبق صحفي ، او حتى تسجيل اسمي ضمن قائمة الأوائل في التعليق حول الامر الفلاني ، البعض من زملائي سيرى هذا الامر غير مستحب في الميدان لان الصحفي المتمكن "على ما يقولون" دوما يبحث عن الصدارة في الحصول على الخبر.
تابعت مواقع التواصل الاجتماعي كالعادة ، وأجريت بعض الاتصالات ممن هم اكثر كفاءة وخبرة مني للاستماع حول ما اسموه " سقطة إعلامية" ، استمعت فقط ، حقا لم يصدر مني أي مدح او ذم او انتقاد بناء على سبيل الصدفة قد يصلح ما افسده الدهر .. لنبدأ
سقطة إعلامية
اطلق العديد من الناشطين اسم " سقطة إعلامية " على الفيديو المعنون ب" لقاء مع قاتل والدته" وهنا جوهر الحكاية، ان تلك التسمية لا تعتبر نقد كما يظنون ،او حتى ذم بالفيديو المزعوم وانما اعتراف واضح وصريح ان الشيء الذي تم تداوله هو فعلا ينتمي للمخرجات الإعلامية ، من جهتي أرى ان الفيديو ليس سقطة إعلامية فحسب وانما هو بعيد كل البعد عن الاعلام فاين هو من مساق اخلاقيات وتشريعات الاعلام الذي درسناه في الجامعات على سبيل المثال .
لذلك سأكتفي بمصطلح "سقطة ".
على مين العتب
دعوني اتطرق للمحتوى من باب الإنسانية فقط ، وليس من باب الصحافة والاعلام لان ما نشر اقل بكثير من ان ينقد صحفي لنحلل :
في حال اقبل الانسان لفعل جريمة ما بغض النظر عن قباحة وفظاعة المشهد الاجرامي، فان فعلته لن تحوله لكائن فضائي وانما هو كما هو بروح وجسد ونفس وهذا ما نتفق عليه اجمع ، لذلك هو يتمتع بحقوق بشرية لطالما نادت بها المنظمات الإنسانية المهتمه بالشأن وأكدت عليها حكوماتنا واعلامنا العربي والأردني على وجه الخصوص لكن اين تلك الحقوق في "السقطة"؟ ، العديد منا لمس قلة الاحترام سواء صوت ، نظرات ، حركة اليدين ، والكلمات المستخدمة في طرح الأسئلة إضافة الى الأسلوب والذي امتنع عن وصفه عاجزة ،اما عن انشقاق المؤيديين للفيديو فمنهم من اخد التوعية درعا له للدفاع ، الاحترام أساس التوعية فنحن نحترم المدمن والقاتل والسارق ولا نحترم فعلته وهنا الفرق ، اما عن الجزء الاخر والذي تهيء له نفسه ان كل ناقد للفيديو هو مؤيد لفعلة المجرم فردي الوحيد اننا بدولة يتغنى بقضائها الاشقاء العرب من نزاههه وعدالة فلا انت ولا انا مهمتنا تقييم الجرم وانما طريقة الطرح واظن ان امامك مسافات هائلة للتفريق بين هذا وذاك وهذا ليس شأني .
بالنهاية انا لا الوم القائم بالعمل او حتى شركاؤه على ذلك الإنتاج ، وانما قد خلق العتب لاصحاب العقول النيرة المتفتحة والخبرات القيمة، لذلك أوجه مركب اللوم في مقالي هذا نحو كل يد امتدت باحثه نحو حساب القائم عالعمل ، نحو كل يد علقت ، نشرت ، شاركت او حتى اعجبت بالمنشور فنحن من سمحنا لمثل هذه الأمور ان تحدث واظن انه حان موعد الاعتياد على تلك الفيديوهات سنجد بالقريب العاجل امامنا سجل حافل من " السقطات" صدقوني .
الاعلام وراثة !!
اؤمن ان لا ضرر قد يحدث الا ويجر خلفه منفعه كبيرة ، لقد لاحظت خلال تجوالي بين الحسابات والصفحات بان العديد من الزملاء في كليات الاعلام يدرجون مصطلح " دخلاء " بمنشوراتهم تحديدا فور انتشار فيديو " السقطة المعنون بلقاء مع قاتل والدته" ، ان ذلك المصطلح ليس حروفا كما ترون وانما هو غصة في قلب كل من درس ذلك التخصص سواء انهى متطلبات الخطة الدراسية ام لا ، تلك الغصة ليست عبثا وانما ستجدها حال مشاهدة شخص ما يدعي انه اعلامي ناجح ربما ،يتقاضى راتبا لا بأس به ، يصفقون له بحرارة ويلتقطون صورا كتذكار معه ، اما هم ففي حسرة من امرهم ، يغمضون عيناهم مستحضرين ايامهم في 4 سنوات مضت بين النظري والعملي علهم يلمحون بريق الامل ، واخرون يدققون في سيرهم الذاتيه المليئة بالدورات متسائلين : أاكان الرفض لان الخط ليس بحجم ال 20 ؟ا
هنا اود ان اشير ان العديد العديد ممن تخرجوا من كليات الاعلام بمراتب الشرف ودرجة الامتياز لا زالوا يحتفظون بمشاريعهم من خلال "فلاشات" ظنا منهم ان الفرج قريب .. الا اننا في دولة ( لا تعطي الخبز لخبازه) ستجد المهندس اعلامي والإعلامي قاضي .. فلا عتب اذا على فيديو كهذا يا سادة
وبالنهاية لا تصويب للأوضاع والاحداث في حال تمتعت بنفس لحظية تشتد يوما وترقد في سبات عميق اشهر وتستمر القصص واحده تلو الاخرى بعنوان "الفضيحه" .