البطاينة يكتب: هذا ما سيحدث في ٢٤ آذار
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة
منذ أسبوعين والحديث الدائر على صفحات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإعلامية، ينصب على يوم ٢٤ آذار، والدعوة المشبوهة التي أطلقها بعض الأشخاص، والهدف منها إحياء ذكرى ٢٤ آذار التي انطلقت عام ٢٠١١ أيام انتشار ما يسمى الربيع العربي أو الغضب العربي.
وتمخضت فكرة ٢٤ آذار لمحاولة تقليد بعض الاعتصامات العربية بالتخييم والمبيت على الميادين، وكانت الفكرة في الأردن بأن يتم الاعتصام من قبل بعض الشباب لا يتجاوز عددهم العشرات على دوار الداخلية، قبل أن ينتفض الشعب الأردني قبل الأجهزة الرسمية المعنية بتفريقهم وافشال مخططاتهم المستوردة بهدف زعزعة أمن واستقرار هذا الوطن الأغر الذي نعشق وقدم له أباؤنا بعد أجدادنا الروح والدم للدفاع عن ثراه وحماية أراضينا وأعراضنا ومقدرات وطننا، في عدة معارك، على الرغم من المحاولات السلمية والحوارية التي لجأت إليها الحكومة لإنهاء هذا الاعتصام بالطرق السلمية، إلا أنها باءت بالعناد والتعنت الذي قاد إلى الفشل، وقبل ٢٤ آذار كانت معركة الكرامة وعيد الأم، وهاتان المناسبتان متلازماتان، لأن الأم الأردنية النشمية هي التي أنجبت الرجال الأشاوس الأبطال الذين سطروا أروع دروس البطولة والانتماء والولاء، وأظهروا حرفية عسكرية عز نظيرها في الوطن العربي، عندما هزموا أقوى جيش في المنطقة لا بل في الإقليم كاملا، ومن أقوى جيوش العالم، ولقنه درسا لن ينساه في معركة الكرامة، فهذا الوطن لن يهزمه أو يهزه أي تنظيم كان، واعتاد على مواجهة ومجابهة التحديات والأزمات وتجاوزها واجتيازها بنجاح، أو أي مؤامرة كانت سواء من الداخل أو الخارج.
فدعوة ٢٤ آذار ستكون دعوة فاشلة بامتياز ولن يتجاوب معها إلا من دعا إليها لا يتجاوزون عدد أصابع اليد أو العشرات على أبعد تقدير ، ولنا تجربة في السنوات السابقة كانت تطلق دعوات لإحياء هذه الذكرى وكانت تفشل بضعف الحضور وعدم استجابة الناس لها، لأن المواطن الأردني على علم ودراية ووعي كامل بأهمية الحفاظ على أمن وسلامة هذا الوطن ومقدراته وبقائه شامخا صامدا كالجبال في مواجهة الرياح العاتيه، لأن هذه السفينه هي رأس مالنا بعد الإنسان الأردني، وهو لا يقبل القسمة على اثنين، ولم يسمح لأي كان بأن يغامر بمستقبل هذا الوطن وأمنه واستقراره.
قد نختلف على كل شيء، ولكننا نتفق على الحفاظ على هذه الخيمة التي تأوينا، وتظلنا في ظلها، في الأردن ثوابت ثلاثة متفقين عليها بعقد إجتماعي غير مكتوب، وهي الثابت الأول الوطن وأمنه، والثاني القيادة الهاشمية، والثابت الثالث عقيدتنا الإسلامية، والباقي تفاصيل قابلة للنقاش، سواء لجهة الإتفاق، أو لجهة الإختلاف.
ولهذا نقول للأردنيين جميعا لا تقلقوا وناموا آمنين مطمئنين أن وطنكم بألف خير، ما دام قبطان السفينة هاشميا، وما دامت أجهزتنا الأمنية بكل تشكيلاتها واختصاصاتها هي التي تنير له الطريق، فالمركب والوطن إن شاء الله آمن، فهذا البلد مبارك لأنه من أكناف بيت المقدس، حيث قال تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" صدق الله العظيم، فلا كلام بعد كلام الله، ولهذا سيكون يوم الأربعاء القادم المصادف ٢٤ آذار يوما عاديا اعتياديا، حيث سيحكم فيه المواطن الأردني عقله على عواطفه، وسيغلب المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة، وسيفوت الفرصة على أصحاب الدعوات المشبوهة، ولن ينجر خلف الأصوات الخارجية التي لا تريد خيرا لهذا الوطن، لأن عدونا الحالي المتفقين عليه هو فيروس كورونا وطرق مجابهته للقضاء عليه، ولأنه يعلم أن التغيير يكون من خلال طاولة الحوار الديمقراطي، وفق القنوات والطرق الدستورية والسلمية.
حفظ الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.