الداخلية
كلما سمعت أغنية: (اشتئتلك يا عيوني كثير وما بتسأل يا طارق).. أتذكر مازن الفراية, أنا أشعر أن الأغنية بالأصل كتبت لمازن: (اشتئتلك يا عيوني كثير وما بتسأل يا مازن.. مبارح كنت زغير زغير وعن عيني ما اتفارء)..
الغريب في مازن الفراية, أنه لم يتغير عليه شيء, اللهجة العسكرية ظلت كما هي... والحز – ركزوا معي الحز- مازال أثره على الجمجمة, وهو نتيجة ارتداء (البوريه) لفترات طويلة, واخر مرة أثناء حديثه عن أزمة السلط, حاولت أن أركز معه بحكم أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها أمام نواب البرلمان, واكتشفت أنه حضر نفسه جيدا للحديث, ولا تعرف هل كان قادما من الوزارة.. أم من عند (حلاق الجيش)... الرتب الكبيرة في الجيش, يركزون على القيافة وحسن المظهر وحين يذهب أحدهم لإلقاء محاضرة في كلية الحرب والأركان مثلا, فعليه أن يمر على (حلاق الجيش) وتلك سنة عسكرية مهمة.
في الحكومة أحيانا حين تسمع وزير الإعلام, وتشاهد ربطة عنقه.. والنظارة الفاخرة والقيافة, ورائحة العطر.. تتذكر مجتمع (البوليفارد).. مجتمع (مسيمو دوتي) مجتمع (هيرميز).. بالمقابل حين تشاهد مازن الفراية يتحدث تتذكر: (شوادر الجيش, الكوننتنال, تتذكر سلاح المدفعية, جركنات الجيش التي كنا نضعها خلف سور الدار وتبرز منها إشارة (ج.ع)..
هذا لايعني أني أدين وزير الإعلام أو أفضل الفراية, على العكس التنوع أحيانا مطلوب.. (وجركنات الجيش) أحيانا رائحة بقايا الكاز فيها, ربما تنعش الذاكرة أكثر من كل العطور الفرنسية.
أنا أستغرب من الذين يطالبون بحكومة إنقاذ وطني, مازن الفراية.. نتاج مجتمع الحراثين, جاء إلى السلطة عبر العقل والفوتيك تحالف (العقل مع الفوتيك).. لم يأت من خلفية علاقات النسب والمصاهرة ولا قوى رأس المال, والده كان عسكريا وتعرض للأسر في حروبنا.. تدرج في الرتبة ووصل لما وصل إليه بفعل الكفاءة, ألا يعتبر هذا الرجل نموذجا وتعبيرا عن الشخصية الأردنية التي قاتلنا عنها كثيرا ومطولا؟... ألا يعتبر هو النتاج الطبيعي لتحالف (العقل والفوتيك)..؟
أنا لا أعرف لماذا كلما ظهر على التلفاز ردني لطفولتي: (معسكرات الزرقاء, اللاند روفر العسكرية, شفرات التمساح, سردين الميلو.. جركنات الكاز)..
في الحكومات إياكم أن تبحثوا عن الخطأ والصواب, بل ابحثوا عن الهوية.. فهي تبرز في الأزمة, وعلى الأقل مازن الفراية نفى تماما عن هذه الحكومة (الليبرالية, الديجتالية, الصلعان...).. وأسس لقاعدة اسمها تحالف (العقل والفوتيك).
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي