كاد المعلم أن يكون قتيلا..!
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/22 الساعة 11:54
«كأنني كنت في كابوس وأفقت منه في ثوانٍ قليلة!.
إلهذا الحد انحدرت اخلاق بعض الناس؟.
.. هكذا عبرت المعلمة « عبير» بعد تلقيها صفعة على وجهها من أحد أولياء امور الطلبة، لتدخل بعدها في صدمة كبيرة حيث لم تتوقع ، أن ينتهي تاريخها الذي شارف على الانتهاء كمعلمة- ربت خلاله أجيالًا- بهذه المهانة وضياع كرامتها..
..يحدث هذا في ظل منظومة تعليمية ومجتمعية ضاعت فيها الأخلاق، وغابت فيها التربية والتعليم معًا.وتتساءل كما غيرها من المربين لماذا وصلنا لهذا الدرك الأسفل من الإستهانة بالمعلم، الذي يحرق عمره كالشعلة ليضيء لنا طرق المستقبل ويبدد عتمة العقول ،لماذا؟
وهل يليق بنا هدر كرامة المعلم ،الذي أمسك بأصابعنا الغضة لكي نتعلم الأبجدية و أبجديات النجاح في الحياة.
المعلم « صابر الزعبي « يتأسف قائلاً :»الاحترام فقد، وبيئة التعليم لم تعد آمنة، فالمعلم أصبح لا يأمن على نفسه ولا على ممتلكاته.. فكم من معلم فوجئ عند خروجه من باب المدرسة بتهشيم زجاج سيارته؟ وكم من معلم فوجئ عند خروجه بتربص مجموعة مجهولة له؟ وكم من معلم فوجئ وهو بين طلابه باعتداء ولي أمر عليه.
ومن ناحية اخرى عبر آخرون عن استيائهم من تصرفات بعض المعلمين والتي تسبب بالاعتداء عليهم ، فالسيدة «مها مقداد» تقول:» لا أقبل بضرب ابني من قبل معلمته حتى ولو رسب في دراسته، فأنا في البيت لا أضربه ولا أريده ان يشعر بأنه مهان لأي سبب من الأسباب، فكيف بالمعلمة التي لا تربطها أي صلة قربى به وخاصة اذا كان الضرب لأسباب غير منطقية على الإطلاق!
ومثلها يرى والد الطالب « غيث» والذي لم يتوان بتقديم شكوى ،انتهت باعتذار عائلة المعلم له بسبب اهانة المعلم لأبنه كما يرى. ويقول :» الكلام الجارح الذي يتفوه به المعلم اشد قسوة من الضرب وخاصة اذا كان لا مبرر له ويثير الغضب.
الحلقة المفقودة
من ناحيتها تعبرالمعلمة « أيناس صالح « عن رأيها قائلة:» هناك حلقة مفقودة بين المعلم والوزارة والتعليم، ونحن في الوقت الذي نطالب فيه وزارة التعليم بإعادة الوقار للمعلم نأمل من المجتمع والأسرة غرس مبادئ الاحترام وتعزيز ثقافة التقدير للمعلم.
التربوية د. أروى الضمور تلفت الى ان اهم اسباب الاعتداء على المعلمين، الاسرة: وتقول «للأسرة نصيباً في المساهمة في العنف المدرسيّ، وذلك بعدة طرق وهي: فقدان الأمان نتيجة غياب أحد الوالدين أو طلاقهما وتدنّي المستوى الاقتصادي، والبطالة، ونقص في الاحتياجات الماديّة. وانعدام الشعور بالاستقرار نتيجة للخلافات العائليّة المستمرة. واستخدام العقاب الجسدي والقسوة كوسيلة في معاملة الأبناء. وتدنّي المستوى الثقافيّ للأسرة واستخدام اساليب غيرتربوية في التعامل مع ابنائهم ولذا يعكس الطالب في المدرسة الاساليب التي تم تربيته عليها. وتضيف قد تكون الأسباب مجتمعية فالمجتمع هو الوسط المحيط بالمدرسة، وتتأثر المدرسة بما يجري في المجتمع من أحداث مثل الحروب وغيرها، إذ إنّ العنف يولد العنف ،وان عدم الشعور بالاطمئنان، والعدالة، والمساواة داخل المجتمع، ينتج عنه شعورالفرد بأنه خاضع للقمع. وتتولد ثقافة في المجتمع يترسّخ فيها عادات وتقاليد وأفكار تجعل من العنف فيها أمراً اعتياديّاً ووسيلة لنيل الحقوق.
وتشير إلى ان هناك أسباباً نفسية تؤثر في نفسيّة الطفل، وتنعكس على شكل سلوكات عنيفة، فالفراغ وعدم وجود وسائل لتمضيته والدفاع عن النفس في حال التعرّض للتهديد والتعرّض لصدمة نفسيّة أو كارثة، خصوصاً إذا لم يتم الحصول على الدعم النفسيّ للتخفيف من آثار الصدمة ، والمراهقة وما يصاحبها من حب الظهور، وخصوصاً إذا كان الوسط المحيط يَعتبر العنف من دلائل الرجولة. والحرمان والذي يحدث نتيجةً لنقص في الاحتياجات الماديّة والنفسيّة.»
العنف ضد المعلمين
ومن ناحيته يعرف المستشار التربوي د.بشير أبو حمور العنف ضد المعلمين بأنه :»الاعتداء الذي ينطوي على أي عمل عدواني من الضرب والركل والدفع والعض والخدش، أو غيرها مثل الهجمات الجسدية، أو اللفظية الموجهة نحو المعلم. وهنالك العديد من العوامل المرتبطة بالعنف المدرسي ضد المعلمين، ومنها: قلة اشراف الوالدين على الأبناء، والتربية المشجعة على العدوان في المنزل، و وجود السلوك الإندفاعي المتهور لدى بعض الطلبة، والإساءة اللفظية أو الجسدية الموجهة نحو الطلبة من قبل المعلمين والإدارة المدرسية، نعم قد يكون المعلم أو مدير المدرسة نموذجاً سلبياً للطلبة في ممارسة العنف أو العدوان.
ويقول من الممكن أن تكون الأعمال العنيفة ضد المعلمين مباشرة أو غير مباشرة، وقد تأخذ أشكالا عديدة مثل سرقة الممتلكات أو المعلومات، أو تدميرها وتخريبها، أو التحرش والتخويف، أو المطاردة ونشر الشائعات التي بدورها تضر بمهنة المُعلم وسمعته. ويضيف نموذجياً، يجب أن تعتبر جميع المدارس ملاذات آمنة للطلاب والمعلمين، ولكن الحقيقة والواقع اليومي يصور لنا عنفاً جسدياً كبيراً وتهديدات لفظية مستمرة في المدارس. والعنف الموجه نحو المعلمين في المدارس هو في معظم الحالات وباء صامتا يعاني منه النظام التعليمي. وتعتبر حوادث الاعتداء الخطيرة ،والمنشورة إعلامياً ضد المعلمين مثيرة للجزع، وخطرا مهنيا متجددا في مكان العمل. ويشير د.أبو حمور «إلى المؤشرات التي من الممكن أن تساعد المعلمين في التنبؤ بإحتمالية ظهور العنف في الصف الدراسي: ومنها كثرة الغيابات المدرسية، ومشاكل الطلاب الدراسية، وتاريخ العنف السابق لدى بعض الطلبة، والفقر وضعف الموارد البيئية. كما تشير نتائج البحث العلمي إلى إن العنف ضد المعلمين يختلف جوهرياً بناء على الجنس حيث يظهر الذكور العنف أكثر من غيرهم من الإناث، ونوع المدرسة (يظهر العنف في المدارس الحكومية أكثر من الخاصة).
حلول مقترحة
يذكر د. أبو حمور عدة أساليب للحد من هذه المشكلة ومنها « سياسة عدم التسامح المطلقة مع حالات العنف ضد المعلمين هي سياسة فعالة جداً للحد من حالات العنف داخل الحرم المدرسي. كما أن إعداد المعلمين الأكفياء بالعلم والتعامل، والإدارة الصفية يعتبر من أهم العوامل الوقائية لمنع حدوث حالات العنف ضدهم. حيث أن شخصية المعلم هي المفتاح إلى التعلم، فلا يكفي أن يُلم المعلم بعلوم التدريس ومحتويات الموضوع المقدم، إن لم يكن صاحب شخصية مرحة فكهة، تعلو وجهه دائماً ابتسامة مشرقة، وذا خطاب مهذب رقيق، يجعله يدخل إلى قلوب طلابه في يسر، فيحبونه ويحترمونه. وبهذه الطريقة يسهل عليه إدارة سلوك طلابه، ومن ثم تحقيق أفضل النتائج المرجوه.
وأخيرا يبقى المعلم في أي مكان هو روح الوطن ، كيف لا ، فالمعلم هوالوحيد الذي يردد نشيد الوطن مع تلاميذه كل صباح أغر.فهم كشموع تحترق.. لتنير دروب الأخرين عطاء وآمالاً، وتضحيات شتى تنثر، من أجل الوصول بالأجيال لما هو للأسمى.. (رزان المجالي.. الراي)
إلهذا الحد انحدرت اخلاق بعض الناس؟.
.. هكذا عبرت المعلمة « عبير» بعد تلقيها صفعة على وجهها من أحد أولياء امور الطلبة، لتدخل بعدها في صدمة كبيرة حيث لم تتوقع ، أن ينتهي تاريخها الذي شارف على الانتهاء كمعلمة- ربت خلاله أجيالًا- بهذه المهانة وضياع كرامتها..
..يحدث هذا في ظل منظومة تعليمية ومجتمعية ضاعت فيها الأخلاق، وغابت فيها التربية والتعليم معًا.وتتساءل كما غيرها من المربين لماذا وصلنا لهذا الدرك الأسفل من الإستهانة بالمعلم، الذي يحرق عمره كالشعلة ليضيء لنا طرق المستقبل ويبدد عتمة العقول ،لماذا؟
وهل يليق بنا هدر كرامة المعلم ،الذي أمسك بأصابعنا الغضة لكي نتعلم الأبجدية و أبجديات النجاح في الحياة.
المعلم « صابر الزعبي « يتأسف قائلاً :»الاحترام فقد، وبيئة التعليم لم تعد آمنة، فالمعلم أصبح لا يأمن على نفسه ولا على ممتلكاته.. فكم من معلم فوجئ عند خروجه من باب المدرسة بتهشيم زجاج سيارته؟ وكم من معلم فوجئ عند خروجه بتربص مجموعة مجهولة له؟ وكم من معلم فوجئ وهو بين طلابه باعتداء ولي أمر عليه.
ومن ناحية اخرى عبر آخرون عن استيائهم من تصرفات بعض المعلمين والتي تسبب بالاعتداء عليهم ، فالسيدة «مها مقداد» تقول:» لا أقبل بضرب ابني من قبل معلمته حتى ولو رسب في دراسته، فأنا في البيت لا أضربه ولا أريده ان يشعر بأنه مهان لأي سبب من الأسباب، فكيف بالمعلمة التي لا تربطها أي صلة قربى به وخاصة اذا كان الضرب لأسباب غير منطقية على الإطلاق!
ومثلها يرى والد الطالب « غيث» والذي لم يتوان بتقديم شكوى ،انتهت باعتذار عائلة المعلم له بسبب اهانة المعلم لأبنه كما يرى. ويقول :» الكلام الجارح الذي يتفوه به المعلم اشد قسوة من الضرب وخاصة اذا كان لا مبرر له ويثير الغضب.
الحلقة المفقودة
من ناحيتها تعبرالمعلمة « أيناس صالح « عن رأيها قائلة:» هناك حلقة مفقودة بين المعلم والوزارة والتعليم، ونحن في الوقت الذي نطالب فيه وزارة التعليم بإعادة الوقار للمعلم نأمل من المجتمع والأسرة غرس مبادئ الاحترام وتعزيز ثقافة التقدير للمعلم.
التربوية د. أروى الضمور تلفت الى ان اهم اسباب الاعتداء على المعلمين، الاسرة: وتقول «للأسرة نصيباً في المساهمة في العنف المدرسيّ، وذلك بعدة طرق وهي: فقدان الأمان نتيجة غياب أحد الوالدين أو طلاقهما وتدنّي المستوى الاقتصادي، والبطالة، ونقص في الاحتياجات الماديّة. وانعدام الشعور بالاستقرار نتيجة للخلافات العائليّة المستمرة. واستخدام العقاب الجسدي والقسوة كوسيلة في معاملة الأبناء. وتدنّي المستوى الثقافيّ للأسرة واستخدام اساليب غيرتربوية في التعامل مع ابنائهم ولذا يعكس الطالب في المدرسة الاساليب التي تم تربيته عليها. وتضيف قد تكون الأسباب مجتمعية فالمجتمع هو الوسط المحيط بالمدرسة، وتتأثر المدرسة بما يجري في المجتمع من أحداث مثل الحروب وغيرها، إذ إنّ العنف يولد العنف ،وان عدم الشعور بالاطمئنان، والعدالة، والمساواة داخل المجتمع، ينتج عنه شعورالفرد بأنه خاضع للقمع. وتتولد ثقافة في المجتمع يترسّخ فيها عادات وتقاليد وأفكار تجعل من العنف فيها أمراً اعتياديّاً ووسيلة لنيل الحقوق.
وتشير إلى ان هناك أسباباً نفسية تؤثر في نفسيّة الطفل، وتنعكس على شكل سلوكات عنيفة، فالفراغ وعدم وجود وسائل لتمضيته والدفاع عن النفس في حال التعرّض للتهديد والتعرّض لصدمة نفسيّة أو كارثة، خصوصاً إذا لم يتم الحصول على الدعم النفسيّ للتخفيف من آثار الصدمة ، والمراهقة وما يصاحبها من حب الظهور، وخصوصاً إذا كان الوسط المحيط يَعتبر العنف من دلائل الرجولة. والحرمان والذي يحدث نتيجةً لنقص في الاحتياجات الماديّة والنفسيّة.»
العنف ضد المعلمين
ومن ناحيته يعرف المستشار التربوي د.بشير أبو حمور العنف ضد المعلمين بأنه :»الاعتداء الذي ينطوي على أي عمل عدواني من الضرب والركل والدفع والعض والخدش، أو غيرها مثل الهجمات الجسدية، أو اللفظية الموجهة نحو المعلم. وهنالك العديد من العوامل المرتبطة بالعنف المدرسي ضد المعلمين، ومنها: قلة اشراف الوالدين على الأبناء، والتربية المشجعة على العدوان في المنزل، و وجود السلوك الإندفاعي المتهور لدى بعض الطلبة، والإساءة اللفظية أو الجسدية الموجهة نحو الطلبة من قبل المعلمين والإدارة المدرسية، نعم قد يكون المعلم أو مدير المدرسة نموذجاً سلبياً للطلبة في ممارسة العنف أو العدوان.
ويقول من الممكن أن تكون الأعمال العنيفة ضد المعلمين مباشرة أو غير مباشرة، وقد تأخذ أشكالا عديدة مثل سرقة الممتلكات أو المعلومات، أو تدميرها وتخريبها، أو التحرش والتخويف، أو المطاردة ونشر الشائعات التي بدورها تضر بمهنة المُعلم وسمعته. ويضيف نموذجياً، يجب أن تعتبر جميع المدارس ملاذات آمنة للطلاب والمعلمين، ولكن الحقيقة والواقع اليومي يصور لنا عنفاً جسدياً كبيراً وتهديدات لفظية مستمرة في المدارس. والعنف الموجه نحو المعلمين في المدارس هو في معظم الحالات وباء صامتا يعاني منه النظام التعليمي. وتعتبر حوادث الاعتداء الخطيرة ،والمنشورة إعلامياً ضد المعلمين مثيرة للجزع، وخطرا مهنيا متجددا في مكان العمل. ويشير د.أبو حمور «إلى المؤشرات التي من الممكن أن تساعد المعلمين في التنبؤ بإحتمالية ظهور العنف في الصف الدراسي: ومنها كثرة الغيابات المدرسية، ومشاكل الطلاب الدراسية، وتاريخ العنف السابق لدى بعض الطلبة، والفقر وضعف الموارد البيئية. كما تشير نتائج البحث العلمي إلى إن العنف ضد المعلمين يختلف جوهرياً بناء على الجنس حيث يظهر الذكور العنف أكثر من غيرهم من الإناث، ونوع المدرسة (يظهر العنف في المدارس الحكومية أكثر من الخاصة).
حلول مقترحة
يذكر د. أبو حمور عدة أساليب للحد من هذه المشكلة ومنها « سياسة عدم التسامح المطلقة مع حالات العنف ضد المعلمين هي سياسة فعالة جداً للحد من حالات العنف داخل الحرم المدرسي. كما أن إعداد المعلمين الأكفياء بالعلم والتعامل، والإدارة الصفية يعتبر من أهم العوامل الوقائية لمنع حدوث حالات العنف ضدهم. حيث أن شخصية المعلم هي المفتاح إلى التعلم، فلا يكفي أن يُلم المعلم بعلوم التدريس ومحتويات الموضوع المقدم، إن لم يكن صاحب شخصية مرحة فكهة، تعلو وجهه دائماً ابتسامة مشرقة، وذا خطاب مهذب رقيق، يجعله يدخل إلى قلوب طلابه في يسر، فيحبونه ويحترمونه. وبهذه الطريقة يسهل عليه إدارة سلوك طلابه، ومن ثم تحقيق أفضل النتائج المرجوه.
وأخيرا يبقى المعلم في أي مكان هو روح الوطن ، كيف لا ، فالمعلم هوالوحيد الذي يردد نشيد الوطن مع تلاميذه كل صباح أغر.فهم كشموع تحترق.. لتنير دروب الأخرين عطاء وآمالاً، وتضحيات شتى تنثر، من أجل الوصول بالأجيال لما هو للأسمى.. (رزان المجالي.. الراي)
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/22 الساعة 11:54