العموش يكتب: لنتفق سلفاً بأن....
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/16 الساعة 21:50
مدار الساعة - كتب: د.سامي علي العموش
لنتفق سلفاً بأن هناك أخطاء متراكمة منذ سنوات وكانت عبارة عن ملفات مؤجلة يتم تدويرها من حكومة إلى حكومة أخرى، لأسباب عديدة منها ما يتعلق بشعبية الحكومة ومنها ما يتعلق في اتخاذ قرارات قد تمس بعض الفئات ومنها ما هو مرتبط داخلياً أو خارجياً أو في جماعات ضاغطة، وهذا التراكم الهائل للملفات أدخلنا في ترهل إداري ضخم أضعف قدرة الحكومة على اتخاذ القرارات ومتابعتها وتصحيح المسارات ما أمكن، نعم إذا أردنا أن نخرج من هذا النفق المظلم لابد من المصارحة والمكاشفة وإن كانت مؤلمة فهي كتجرع الدواء بقدر ما هو مر إلا أنه ضرورة للعلاج، والذي يبدأ من التشخيص والاعتراف بأن هناك مشكلة حقيقية لابد من الوقوف عندها وبحث الحلول إجراء الجراحة إذا تطلب الأمر ذلك وإن ما حصل الأمس في مدينة السلط التي نعتز ونفتخر بها ما هو إلا تقصير وإهمال وعدم اتخاذ الإجراءات السليمة للحيلوله دون ما وصلنا إليه وهنا أسجل بأن المجاملة وتفويت الأمور لا يمكن أن توصلنا إلى حلول نستطيع من خلالها تصحيح المسار وأن أقول بأننا في دولة مؤسسات وعلينا أن نكون شفافين في التعامل مع هذا الموضوع من خلال تحقيق لبيان الأسباب ولينال المخطيء الجزاء الذي يستحق وهذه نقطة بداية ومكاشفة بأن لا وجود لفاسد ولا متخاذل ولا مقصر، فإننا نسجل خطوة أولى نحو مستقبل مشرق آمن يحقق العدالة ويعيد هيبة الدولة هذا من جهة أما من الجهة الأخرى فلابد من تشكيل لجنة متكاملة تمثل الأطياف المختلفة لدراسة الواقع الصحي وعمل سيناريوهات مختلفة لمناقشتها وطرح الحلول الأكثر فعالية والتي تحقق نسبة عالية من الرضا لألوان الطيف، هذه بداية حقيقية لعمل تنسيق بين مختلف القطاعات الصحية (وزارة الصحة، الخدمات الطبية، القطاع الخاص) والفئات المستفيدة من هذه القطاعات ليتحقق تأمين صحي شامل يحقق الرضا لمختلف الفئات سواء منها مقدمي الخدمة أو متلقيها بأفضل صورة وأقل تكاليف، فهذا جوهر الطرح ولنكون صادقين ومنصفين فليست المشكلة فقط في القطاع الصحي وإنما يتطلب مراجعة لمختلف القطاعات وتكون هذه ثورة بيضاء في مختلف القطاعات لنصل إلى نقطة تحقق الرضا لمختلف الفئات.
وإن معالجة الأمور وفي هذا الظرف الدقيق والذي تنتشر معه آثار الجائحة في مختلف أنحاء العالم ونحن جزء منه لا يمكن أن تكون موفقة بالخروج والتصعيد مما يتسبب في عدة أشياء منها زيادة انتشارالوباء وتحقيق أجندة إلى جهات أخرى خارجية نسمعها ونعرف مصادرها ومن يلاحظ بأن هذه التجمعات يتواجد بها أشخاص ليسوا أردنيين فهم منظمون ويعملون من أجل أجندة معينة ونحن لا نبيع أمن واستقرار الأردن الذي ننعم به مقابل جمل مبعثرة كان يطالب بها أشقائنا في الجوار وها هم لم يحققوا ما يريدون ويتمنون العودة إلى ما كانت أوضاعهم وهم لا يستطيعون العودة أو تحقيق الأفضل فهم تركوا بيوتهم وأمنهم واستقراراهم وها هم في الشتات ونحن في الأردن كنا الموئل لهم وإنني في هذا لا أنكر بأن هناك فساد في قطاعات مختلفة ولكن هذا الفساد ليس عنوان في كل شيء نطالب بأن تكون هناك محاسبة وشفافية وألا تكون حبراً على ورق وإنما حقائق على الأرض فنحن لا نبيع وطننا بأي شكل ولا أي ثمن، نعم بحاجة إلى مراجعة وترتيب أولويات ومصارحة ومكاشفة وإدارة ملفات بطريقة صحيحة، وقد أفلحت الدولة ومؤسساتها في إضافة عناصر من الجيش هذه المؤسسة التي نعتز ونفتخر بها ولها من الكفاءات التي نعتز ونفاخر بها الدنيا ولننظر حولنا في دول متقدمة ودول عالمية ففي كثير من الملفات تجد بأنهم متواجدون فهم يعرفون الأردن وأماكنه وهم من الحراثين ومن سقط عرقهم على تراب الأرض لا بل غذوا تراب هذا الوطن بدمائهم عندما تطلب الواجب.
إن من يتابع الأمور يجد بأننا أمام خيارين؛ إما أن نكون أو لا نكون وانا أقول بأن الأردن يصدر الخبرات ولديه باع كبير في التعليم والإدارة ولن تكون هناك صعوبة في إدارة الملفات إن وجدت إرادة حقيقية وأشخاص قادرين على تنفيذ المهمات وإن صعبت لأن في العلم ليس هناك مستحيل ولكن هناك صبر يتطلب التأني لتحقيق الأهداف وأنا أقول لكل الأحبة بأن الأمور لا تدار في الخروج إلى الشوارع في ظل هذه الظروف وأنا مع المثل القائل ما هكذا تورد الإبل يا سعد لكل من يحب الأردن وطناً وشعباً.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/16 الساعة 21:50