الأردن أكبر من الاستهداف والمؤامرات

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/16 الساعة 13:18

رسائل كثيرة تضمنها حديث جلالة الملك عبدالله الثاني خلال ترؤسه اجتماع مجلس السياسات للحديث عن جملة من القضايا المحلية، ومن أبرزها رفض الإهمال والتقصير في العمل العام، وضرورة أن يتحمل الجميع مسؤولياته الوظيفية والأخلاقية تجاه الوطن والمواطن واضعًا مصلحة المواطن وخدمته وسلامته على سُلّم الأولويات الوظيفية للعمل في القطاعين العام والخاص، ما يعكس الاهتمام الكبير بأوضاع المواطنين وهمومهم وتطلعاتهم ومستقبلهم ومصالحهم رافضًا للفساد والإهمال كثقافة اجتماعية ومطالبًا من الجميع النأي بالمجتمع الاردني عن هذه الآفات التي لا تَمُت بأي صلة لثقافته وأخلاقه وموروثه العميق من قيم الرجولة والكرامة التي صنعها الآباء والأجداد ممن أسّسوا هذا الوطن.

لقد عكس حديث جلالة الملك ، دعوة ملكيه لتحمل كل شخص لمسؤولياته والعمل يدًا بيد من جميع المؤسسات وبكل اخلاص لخدمة الأردن والخروج به من هذه الأزمة التي يمر بها جراء جائحة كورونا، وما فرضته على الأردنيين وشعوب العالم حولنا من تحديات كبيرة في مختلف المجالات وبخاصة الاقتصادية محذرًا من المؤامرات ومقرًا بالتحديات الجسام التي تواجهها الدولة في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها الوطن على كافة الصُعد.

وهنا فلا شك في جسامة الواقعة الأليمة لما حدث في مستشفى السلط الجديد وضرورة محاسبة كل من أثبتت نتائج التحقيق تقصيره ومسؤولياته في حادثة انقطاع الأوكسجين عن المرضى في مستشفى السلط، التي ذهبت بسببها أرواح عزيزة وغالية على جميع الأردنيين ، وانفاذ القانون بحقهم ونحن جميعًا خلف جلالة الملك في ذلك ولكن من جهة أخرى فلا مجال للتهاون في حفظ أمن واستقرار الوطن وتجنب إثارة أي نوع من الفوضى التي تستجيب لأعداء الوطن ومخططاتهم وأجنداتهم المعروفة مسبقًا، فالحالة تتطلب ضرورة توحيد الجهود وتكريسها لمحاربة الوباء، وحماية أرواح الأردنيين، والتصدي لكل التحديات، بما يمكن الأردن من دخول مئويته الثانية بكل ثقة وقدرة على مواجهة التحديات سواء خارجية ام داخلية، وهذا يتطلب وعي المواطن الأردني الحريص دائمًا على استقرار وطنه بوقوفه خلف قيادته ودعم الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الأردنية، وتفويت الفرصة على كل المتربصين بالوطن في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة الذين يجهدون في دعوات كسر الحظر والخروج الى الشارع واقلاق أمن المجتمع وزعزعة استقراره وضرب نسيجه الوطني ووحدته المقدسة ولكن ذلك لن يفيد في مواجهة شعب عظيم يعلم حجم الاستهداف وسبل مواجهة التحديات.

إننا في وطن يعيش ظروف استثنائية ويعيشها معنا العالم بكلِ تعقيداتها بفعل جائحة كورونا ، وهي الظروف الكارثية على المستوى الاقتصادي وعلى حجم الأضرار التي وقعت على اقتصاديات معظم دول العالم، ولا سيما في بعض القطاعات التي تضررت بشدة، ناهيك عن الأخطار التي تعصف بالمنطقة والعالم وعلى رأسها الصراع العربي الإسرائيلي الذي يستمر فيه الصهيوني اليميني بنيامين نتنياهو وفريقه العنصري في الإمعان بالشعب الفلسطيني قتلًا وتشريدًا، وفي الجغرافيا الفلسطينية تهويدًا، وفي المقدسات وفي مقدمتها الأقصى وقبة الصخرة انتهاكات يومية، ترافقها تهديدات إسرائيلية يومية لضم أراضٍ من المناطق الفلسطينية، وتهديد مستقبل السلام، وتهديد الوصاية المقدسة للهاشميين على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين وهي خط أحمر عند القائد عبدالله الثاني وعند شعبه أيضًا، وكذلك العودة لمراجعة توجيهات جلالة الملك بتطوير الحياة السياسية، والاهتمام بالتعليم بكل طرائقه وأشكاله وبخاصة التعلم عن بعد والتعليم الإلكتروني اللذين ازدادت الحاجة إليهما في ظل الجائحة ناهيك عن الاهتمام بقطاعي الزراعة والصناعة وهما مصدر مهم للدخل القومي، وهي مؤشرات ودلالات لابدَّ من الرجوع إليها و الاهتمام بها دائمًا من قبل الجميع والعمل على مساندة جهود الدولة لتحقيق المنجزات.

إننا نجد أن تكاتف الجميع سينهض بأعباء هذه المرحلة الصعبة مبتعدين عن دعاة الخراب والفوضى الذين يحاولون بين الغث والسمين والجميل والقبيح والممتع والممل والمضحك والمبكي معًا بث سمومهم في فضاء النشر الإلكتروني للدعوة الى الفوضى وزعزعة استقرار الوطن ولكن الشعب الواعي سيفوت كالعادة كل فرصة عليهم.

إن النقد مطلوب ولكن التحريض والدعوات المشبوهة مرفوضة جملةً وتفصيلًا ويجب أن نوازن بين حرية الرأي والتعبير وتجاوز القانون ونشر الافتراءات والأكاذيب والشائعات.

إن الأردن وقائده الفذ عبدالله الثاني ابن الحسين المعزز كان مستجيبًا دائمًا لداعي العقل وعبقرية القيادة، ليدرك ضرورة الاستفادة من كل ما عند الآخرين من خبرات في كل المجالات في التعليم والبناء والتكنولوجيا والانشاء، وما لديهم من تجارب لتساهم في تقدم وبناء الأردن ، فكان انطلاق القائد إلى العالم مسلحًا بعشق شعبٍ مَثَّل تنوعه وانصهار مكوناته دولة التسامح والعيش المشترك.

في مئويته الثانية ، نعم الأردن وطن بحجم الورد وبحجم القلوب الصافية وبحجم هيبة مليكه المحبوب عبدالله الثاني وبحجم منعة جيشه وأجهزته الأمنية و بحجم شعبه الوفي سيبقى جدولًا يتدفق في شرايين الحب على أعتاب المئوية الجديدة متحديًا كافة الظروف ومتجاوزًا لها نحو المستقبل المشرق .

إنَّ المملكة الأردنية الهاشمية ممثلة بقائدها جلالة الملك المعظم، وبرجالاتها من أهل الدراية والفكر والاقتصاد والسياسة وبشعبها العظيم يصيغون تجربة أردنية فريدة في توجهها وإنجازاتها وصبرها وثباتها وشجاعة قادتها على مر العقود، وهي تجربة جديرة بالاهتمام، لكن وفي ظل النظرة إلى ما ينجز وأنجز فقد تكررت عبر سنوات مقولات ظالمة وحملات ممنهجة تستخدم في إطار حملات البعض ضد الدولة وتتضمن تضليلًا وافتراءً حتى على الرغبة في التغيير ، فإننا نستغرب من يطلب من الماء أن يسكن ولا يجري بمجراه متناسيًا من يدعو إلى ذلك إن الحياة في الحركة والتغيير وإن الموت في السكون والجمود.

إن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم سليل الباني الحسين طيب الله ثراه، وحفيد طلال طيب الله ثراه، وجده المؤسس عبدالله الأول، يخوض تحديات بناء الوطن بعزم الملوك العظام فترى فارسًا عربيًّا هاشميًّا قرشيًّا يتنقل بفخر وسؤدد بين مجد بيت النبوة وعظمته وعز القبيلة إلى موطن الحشد والرباط ، فيمضي إلى المستقبل فاتحًا أبوابه لعصرٍ جديد تتعاون فيه الشعوب، وتتحقق فيه الرفاهية والأمن والازدهار لأبناء الشعب في واحة الحرية والديمقراطية المسؤولة التي تحفظ للبلاد والعباد أمنهم واستقرارهم ومعيشتهم دون مساس بالحقوق القانونية والدستورية.

وفي خضم تحديات الوطن كان الشعب ومعهم يد قائدهم عبدالله الثاني يرسم معالم المستقبل ويحقق البناء ويبث فيهم روح الابتكار والعزم.

حمى الله الأردن وطنًا لكل الشرفاء وعزز منعته ووهب له مزيداً من الاستقرار والأمان في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعزز حفظه الله ورعاه.

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/16 الساعة 13:18