الغضب النبيل

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/14 الساعة 00:17

تداول الإخوة اللبنانيون يوم أمس منشوراً على واقع التواصل الاجتماعي هذا نصه (بالأردن ماتو 4 أشخاص بسبب انقطاع الأوكسجين.. ملك الأردن أجا ع المستشفى ليقيل المدير ويلتقي أهالي الضحايا.. عنا بلبنان صار انفجار قتل 200 شخص، وشرد 200 ألف ودمر نص بيروت وميشال عون مانزل على مكان الكارثة)..

وهو منشور يجب أن يذكرنا في الأردن، أننا رغم كل ما نعيشه من أزمات فإننا بخير وأمان، لأننا بأيدٍ أمينة، هي أيدي قيادتنا الهاشمية التي تشعر بما نشعربه، وتحس بما نحس به، وتغضب لما يغضبنا، وهو ما بدا واضحاً يوم أمس على وجه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وما عكسته لغة جسد جلالته، وهو يقف بين أبناء شعبه بالسلط (يطبطب) عليهم، ويشاركهم أوجاعهم، ويداوي جراحهم، وهو ليس بالأمر الغريب على بلدنا وعلى طبيعة العلاقة بين شعبنا وقيادتنا فهي علاقة الأسرة الوحدة المتلاحمة التي إذا اشتكى منها عضو تداعا لها سائر الأعضاء للتخفيف عنه ومعالجة أسباب شكواه.

بالأمس كان جلالة الملك ككل الأردنيين غاضباً متألما، لكن غضب جلالته كان كما هي العادة غضباً نبيلاً، لا يبحث عن انتقام، بمقدار ما يؤكد ضرورة المساءلة والمحاسبة ومنع تكرار الأخطاء وتلك أهم مزايا القيادة الراشدة، كقيادتنا الهاشمية.

ما جرى في السلط أمس خطأ جسيم لا يمكن تبريره، لكن هذا الخطأ لا يجب أن يعمينا عن الإيجابيات التي برزت أمس، وأولها أن قيادتنا معنا في الضراء قبل السراء، وأنها تغضب لغضبنا وتعاقب من يخطئ بحقنا، وهو ما تؤكده الإجراءات الأولية التي اتخذت يوم أمس، والتي سيليها إجراءات أخرى على ضوء نتائج التحقيق القضائي، فقد اثبتنا أمس أن القانون هو مرجعيتنا، لذلك تم تشكيل فريق تحقيق قضائي لمعرفة ما جرى في السلط، مثلما جرت ممارسة المسؤولية الأدبية باستقالة وزير الصحة، واعتذار الحكومة ممثلة برئيسها عما جرى وتحملها لكامل المسؤولية وعدم بحثها عن تبريرات وتعهدها بمتابعة التحقيق، وعدم تكرار مثل هذا الخطأ كل هذه إيجابيات يجب أن لا ينسينا إياها الغضب الأعمى. بينما يؤكد الغضب النبيل لقيادتنا أن ما جرى في السلط يؤكد أننا ما زلنا نملك فرصة استعادة زمام المبادرة، واستئناف مسيرة البناء.

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/14 الساعة 00:17