الشعراء يكتب: ابطال من ورق

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/09 الساعة 09:32

بقلم محمد الشعراء

ما يحصل شيءٌ مخيف جدًا وحالةٌ اجتماعية يجب أن تُدْرس من حيث وجود ابطال من ورق، يجتمعُ الناس حولهم وكأنهم هم المخلّصين والمنقذين، وهم أقل ما يُقال عنهم رويبضة، ويحاولون أن يوهموا الناس بأنهم هم المُخلّصين للوطن وللشعب.

وترى الناس تنجرُ بعواطفها ورائهم وتنساق الآراء بسبب السيكولوجيا الاجتماعية؛ التي تجعل الغالبية العظمى لا تفكر بشكل عميق وتجعلها عاطفيةً ومغيّبةً عن الواقع، وترى هؤلاء الأشخاص أنهم ابطال جاؤوا كمنقذين وهم في الحقيقة متسلقين انتهازيين لهم أهدافهم الخاصة ومصالحهم الشخصية .

وقد استحضرني موقفٌ لأحد الأصدقاء وهو دكتور في علم الاجتماع، ومن الذين عاصروا فترة السبيعنات والثمانينات وأخذنا الكلام وأخبرني بحقيقة أن الابطال الذين يدعون اعتقالاتهم في تلك الفترات من شتى الحركات كانوا يعملون باجندة غير أردنية نهائيًا

فالمد الشيوعي والمد القومي، كان يدفعُ لهم رواتب شهرية ويعطون منح دراسية وعطايا دائمة فلم يكن الموضوع فكري بل كان الموضوع للاستفادة وكان يدفع لهم بدل حبسهم، وحتى لما جاء تيار الإسلام السياسي وأصبحوا قوة على الساحة، كان الهدف من وجودهم القضاء على هذا المد وبدعم من الدولة وبعد ذلك وبعد خلافهم مع الدولة، في نقاطٍ معينة أصبحوا يتلقوّن الدعم الخاص بحجةِ التجهيز للجهاد، ولكن كان هذا الجهاد ببناء الشركات وتوسيع الاعمال واستثمار الاموال

مع احترامي للجميع لكل تلك القوى الآن ولكن هذه شهادة الصديق ......

ولكنني في الحقيقة انا لم أوافق ذلك الشاهد عما قاله عن الذين قدموا التضحيات حتى لو كان تقييد حرية لبضع ساعات من تلك القوى السياسية التي ذكرت ولكن أقف عند بعض النقاط المهمة والتي يجب أن نقف عندها جميعًا

١-اعتقد أنّه قد آن الآوان، أن تكون الأردن هي الهم الرئيسي لكل القوى السياسية في الأردن، وأن يعمل الكل لمصلحة الوطن وهنا نتحدث عن الوطن بشكل كامل وليس كما يفسره البعض.

٢-التاريخ لا يرحم وإن كنت بإتصال ولو بسيط مع دول خارجية على حساب وطنك، فأنت تعتبر خادم لتلك الدول على حساب وطنك

٣-في أوج الحاجة للوقوف يدًا واحدة، ترى بعض الأشخاص الورقيين او للأسف بعض القوى السياسية، تحاول تفتيت المجتمع وهي تدّعي محاولة جمعه وتوحيده

٤-الانغلاق على النفس وعدم المحاولة لجعل الجميع جزءًا من الرؤيا، سيجعل بعض الأشخاص أو القوى تكسب مكاسب لحظية ولكنه في الحقيقة تخسر الكثير دون ان تشعر

٥-اعتقد أن الوقت يحتاج إلى بناء احزاب سياسية تهدف الى بناءِ وعي سياسي لدى المجتمع الاردني، وتجهيزه لمرحلة الحكومة البرلمانية وهذه مسؤولية تقع على عاتق الكل وذلك لعدم السماح لأبطال الورق أن يتصدروا المشهد وتكون البنية سياسية حقيقية

٦_ في مسالة الوطن بشكل عام لا فرق بين الخيانة والغباء أو محاولة الاستعراض على حساب الوطن

ولذلك فإن الكثير من الذين يظهرون اليوم نتيجة وجود مواقع التواصل الاجتماعي هم أبطال فقط، بقدرتهم على القول ولكن دون فعل وعلى جذب المشاهدين، دون إعطائهم حقائق ولذلك يليق بهم لقب أبطال من ورق ويليق إطلاق اسم زمن الرويبضة على زمن ظهورهم بمظهر الابطال


حمى الله الوطن من كل اناني يبحث عن نفسه على حساب أبناء وطنه

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/09 الساعة 09:32