مصاب العضايلة درس لنا جميعاً

مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/09 الساعة 00:05
/>مصاب العضايلة درس لنا جميعاً - كتب فايز الفايز
الثلاثاء، ٩ مارس / آذار ٢٠٢١ يا لهذا الزمن الذي بات يخطف الأحباب، فهل كنا في يوم من الأيام نتوقع يوما أن نرى من حولنا يتساقطون كأوراق شجرة ضربها ريح عاصف، ويتخطف الموت أرواحاً نحسبها ستبقى على عصم الحياة السعيدة والألفة الطيبة، فكيف بها عندما ينشب هذا الفيروس الخفي بأظفاره قلوب عائلات كريمة، قوامها كعود الطيب رائحته تدحر كل ريح خبيثة، وهاهو أخونا والصديق محمد العضايلة يلتحق بأخيه وأمه، في ظل أشهر قليلة، بات ظلها كئيباً وعيشها مريباً، ثم لا يزال منا من يعاند ولا يلتزم معالي الأخ أمجد العضايلة وأشقاؤه عانوا ما لم يعانه سوى القليل ممن فقدوا أحبتهم، فبعد رحيل الكبير بأخلاقه ومروءته المرحوم عايد، رحلت والدتهم الطيبة، ولم يعرف عن وفاتها الشقيق محمد الذي كان يرقد على سرير المرض، وهاهو يرحل ولا ندري أعلم بوفاتها أم لم يعلم،ولكن المواساة لا تأتي من جانبنا نحن العباد، بل من الله تعالى الذي قال وقوله حق» وبشر الصابرين»، ومع ذلك فإن هناك عددا من العائلات فقدت أفرادها وأزواج رحلوا في غضون يومين، قد لا نعرفهم ولكننا نأسى على مصابهم امجد العضايلة وأشقاؤه الذين نعزيهم اليوم،مثال للعائلات الأردنية الكريمة التي حفرت في الصخر وبأخلاق جمة، وإذا كان سابقا وزيرا وناطقا بسم الحكومة السابقة، فقد كان الشخصية الفريدة التي أعطت حكومتهم ظلا خفيفا ورزانة وثقة بالحديث، حين كان يتسمر ملايين المواطنين أمام شاشة التلفزيون بانتظار ما سيقوله العضايلة من نصائح وتوجيهات في ظل تسلل الفيروس لأول مرة لبلدنا في مثل هذه الأيام،وهو اليوم يفقد ثالث روح من بيته صابرا محتسبا، ومثلهم رأينا قامات وأعزاء فقدناهم في غضون أسابيع بسبب الفيروس الذي بات يتضخم كبركان مختبئ تحت الجبل من هنا وبما نرى ولا نستطيع فعلا سوى تقديم الكلام لمن يستطيع، فإن الرسالة يجب أن تصل الى الحكومة وطاقم الدولة العلية، أن عليكم أن لا تناموا ولا تفتر حيلتكم، وعليكم أن تروا كيف تتسابق الدول لتوفيرالمطاعيم، وعليكم مسؤولية أمام الله أن ترموا وراء ظهوركم التصريحات وتبدأوا بالأفعال حتى وإن سمعتم منا ما لا يسرّكم،فعليكم بتأمين أكبر كمية من المطاعيم لتخفيف الأضرار فاستيراد المطاعيم أهم من استيراد المحروقات والكماليات ومن مخصصات الوزارات ورواتب الطبقة العليا، وإن كانت المالية العامة تعاني من ضيق فالجأوا إلى مصادر دعم مباشر من الشركات الكبرى والقطاع الخاص وانشاء منصة عبر التبرعات الشخصية المخصصة فقط للمطاعيم وعبر المؤسسات المانحة سنجد من يقدم بلا شك،فنحن نريد المطاعيم لا نريد القروض، ولو أن قامة عليا تدخلت لطلب المطاعيم لجيء به إكراما له، فهذا المرض بات عابراً للقارات ولا ينفع به تحصين فئة وترك أخرى الموت لا مفر منه، ونحن جميعا محكومون بالإعدام، وكل ينتظر قرار تنفيذه طال العمر أو قصُر، ولكن توحش المرض لا يعفينا من مسؤولية توفير الأسباب التي تحافظ على صحة المرضى، فكيف ببلد لا تستطيع تأمين معدل عادل للمطاعيم في ظل توحش الفقر وضيق ذات اليد،وتوقف الخدمات الصحية اليومية، فماذا سيفعل الناس،هل يعودون الى العطارين وطب الأعشاب ؟ غفر الله لكم ولأموات وطننا جميعاً الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/09 الساعة 00:05