الله يحميك
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/07 الساعة 00:52
الناس تابعت مقابلة ولي العهد أمس, على شاشة التلفزيون الأردني.. وهي مقابلة مهمة ومختصرة.. وفيها رسائل واضحة..
يهمني أنها أجريت عبر شاشة التلفزيون الأردني, وهذه المؤسسة هي الأم في الإعلام المرئي والمسموع وحتى المكتوب, كانت صوت الدولة وضميرها.. وكانت التعبير الحقيقي عن الشخصية الأردنية, فهي التي أنتجت الدراما.. أنتجت التعليق السياسي وصدرت الكفاءات للعالم العربي, اللقاء كان اعتداداً واعتزازاً من سمو ولي العهد.. بهذه المؤسسة وكان تكريما لها, أجزم أن عيون الناس البارحة لم تفارق الشاشة.. أجزم أن المحاور الزميل أنس المجالي كان مقتدرا وبحجم اللقاء..
اللقاء أعطى دفعة لهذه المؤسسة وللعاملين فيها, خاصة وأنها عانت أخيراً من الاتهام.. والتأخر, وعدم مواكبتها للتطور.. وعانت من محاولات إقصائها أو تهميشها.. ولكن التلفاز يبقى هو هو صاحب الفضل في تصدير تراثنا وهويتنا ومشروعنا للعالم العربي.. الأمير أمس أعاد الثقة بهذه المؤسسة.
الأمر الاخر هو معاناة الأمير من وسائل التواصل الإجتماعي, كنا نظن أننا وحدنا من نعاني ولكنه قالها: (أحيانا حين أفتح موبايلي أجد أنهم زوجوني).. وهذه الوسائل صارت تشكل صداعا للمواطن الذي يرصد الإشاعات فيها ويصدقها, صارت أحيانا وسيلة للنهش والهجوم والسب.. لم تعد تعبر عن إنسانيتنا, لم تعد تعبر عن حجم التسامح.. واعتداد الأردني, صرنا كل يوم نشهد معركة عليها.. الكل يشترك فيها, معركة ينهش فيها اللحم ويعتدى على الاسم.. والاتهامات توزرع شرقا وغربا.
الأردني طيب وكريم ومقتدر, لكنه إذا جلس خلف مقود السيارة.. تغيرت طباعه كثيرا, وإذا جلس خلف شاشة الفيس بوك أيضا صار شرسا, لايقيم وزنا لأحد.. ولا حتى للغة التي طعمناها بألف لفظة للسباب والشتيمة.
أنا لا أقرأ اللقاء من زاوية التوجيه السياسي, بل من زاوية شخصية شابة في الحكم تقدم نفسها للناس, وأظن أن هذا التقديم كان بسيطا قريبا من القلوب.. لم يتكلف الأمير ولم يقدم نظريات سياسية ولا اقتصادية, قدم نفسه فقط.. وأجزم أن الجميع أحب بساطته وعمقه وجلسته العسكرية والتزامه.. والحديث العميق السهل الذي أدلى به.
وأظن أن حديثه كان منسجما مع المرحلة جداً, فالناس يكفيها أن تخاطبها من القلب وخطاب القلوب يبقى هو الأعمق والأكثر تأثيرا, أكثر من خطاب النظريات.. وخطاب المبادرات العالمية, والمؤتمرات الفكرية.
من حق ولي العهد أن يعتد بنفسه, بشخصيته المستقلة, ببساطته وعمقه.. يكفيه أمس أن كل من شاهد المقابلة قال بقلبه: (الله يحميك).. ملايين الدعوات انطلقت لأجله.. وهذا هو الأثر المهم للمقابلة.. لا يوجد أنبل وأجمل من جملة: (الله يحميك)..
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/07 الساعة 00:52