بسمة النابلسي تتساءل عن الانتاج والاستثمار والاقتصاد الوطني
بقلم بسمة النابلسي
خلال العام الذي مضى ومنذ شباط ٢٠٢٠، استلمت ادارة دعم الاتحاد الأوروبي لقطاع الحماية الاجتماعية في الأردن، وهو قطاع ينقصه التمويل الوطني والخارجي بشكل كبير كما تنقصه رؤى الاستدامة والتمكين للأفراد، إناثاً وذكوراً، حتى يتسنى لهم الخروج من الفقر والحاجة للمعونة والتبرعات.
لكن المشكلة لا تكمن في عدم وجود الوظائف بالشكل الاساسي وانما لضعف الانتاجية والابتكار في الاقتصاد الوطني، اللذان يشجعان الاستثمار الداخلي والخارجي، فمن دون انتاج هل يوجد فرص عمل؟
وحتى نستطيع تصميم مشاريع تحقق الاستدامة والمنفعة للفئات المختلفة المحتاجة للعمل والاعتماد على الذات، يجب ان ننظر الى مخرجات التعليم، ان كانت في المدارس او الكليات او الجامعات وحتى في مراكز التدريب المهني. هل يوجد لدينا في الاردن استراتيجية او فكر لتوجيه الشباب والشابات نحو قطاعات المستقبل؟ هل يجب علينا اغلاق تخصصات معينة او تغييرها بشكل كامل لتستجيب لمتطلبات العصر؟
لست خبيرة في القطاع نهائياً واعترف بأنني اتعلم من الخبراء والمشاريع ومؤسساتنا الرسمية والغير حكومية الكثير الكثير، وانا التي طالما تمركز عملها على تطوير السياسات الأمنية التنموية ودعم المرأة والمساواة بين الجنسين في الفرص وامام القانون، اصبح لدي شغف لإيجاد حلول ابتكارية لدمج الاشخاص ذوي الاعاقة والتوحد في الانتاج وفي المجتمع. واصبح لدي هدف لتوفير الحماية للنساء المعرضات للخطر. واصبح لدي الرؤيا لتصميم مشاريع تدعم "تخرج" الأفراد من الحاجة والمعونة الى الانتاج والاعتماد على الذات.
لذلك، خلال العام الماضي يسعدني بأن اعلن عن تصميم واقتراح ثلاثة مشاريع نوعية، اولها دعم التمكين الاقتصادي للأفراد من جميع القدرات الذهنية والحركية. وللاشخاص ذوي الاعاقة والتوحد، قمنا بتصميم مشاريع لدعم استبدال الرعاية الإيوائية وتطوير مفهوم الدمج الاجتماعي والاقتصادي.
اما ثاني مشروع فهو لدعم نظم الحماية والوقاية من الجرائم التي لها طابع مقرون بالنوع الاجتماعي ومنها العنف الأسري والاقتصادي والنفسي والجسدي والاغتصاب والابتزاز الجنسي وهي جرائم قد تحدث على مواقع التواصل وخارجها ايضا.
واخيراً وليس اخراً، قمت باقتراح مشروع لدعم التأمين الصحي الشامل لجميع الأفراد عن طريق اصلاح القطاع وتعديل سياسة توفير التأمين الصحي الحكومي واستبدالها بسياسة تكافلية تضمن دمج غير العاملين والعاملين وجميع من يقطن على اراضي المملكة في التأمين، كما قمنا باقتراح برنامج تمكين اقتصادي للاشخاص ذوي الإعاقة وذوي القدرات الذهنية المتعددة ومنها التوحد، داخل قطاع التحول الرقمي والتكنولوجيا.
ولتوفير الدعم للفئات المختلفة ودعم الانتاج في آن واحد، ارتأت بعثة الاتحاد الاوروبي الى الاستثمار في قطاع التحول الرقمي لما فيه من ضمانات لتوفير فرص العمل والانتاج على المستوى المحلي والعالمي ولان مستقبل هذا العالم يتوجه نحو الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والأمن السبراني/الرقمي وحقوق الانسان في الفضاء الافتراضي. وهذا المستقبل يحتاج ايضا لمهارات التفكير النقدي والابتكار والتحليل والتواصل الفعال مع الاخرين واساليب العرض واللغات.
اليوم الجمعة والدنيا حظر، خلينا نسأل انفسنا، هل لدينا هذه المهارات؟ والسؤال الأهم، هل اطفالنا على الطريق الصحيح لاكتساب هذه المهارات؟