العرب والمسلمون: بين نظرية المؤامرة والمقامرة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/05 الساعة 00:31
كتب الدكتور رجائي حرب
إن أكثر ما يثير دهشتي هو الرفض القاطع الذي يبديه بعض مثقفينا ومفكرينا العرب لنظرية المؤامرة التي يحيكها الغرب بأجمعه كل يوم لحضارتنا الاسلامية، ولأمتنا العربية بالذات، وتراهم يدافعون ويحاولون إقناعنا بأنه ليس هناك ما يوجب التآمر ضدنا؛ رغم أن الجميع يعلم بأن الإسلام كمنهج حياة وخطة عيش مشترك لكل بني البشر يحمل في طياته العدل والإخاء والمساواة وهي المباديء التي تسعى الشعوب لتحقيقها وتطبيقها في كل العالم سواءاً على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي، ولكن هذا يتعارض مع نظرية الهيمنة التي يسعى إليها الغرب بطريقة الاستعباد والاستعلاء على بقية الشعوب والحضارات وببحثنا في أعماق طروحات هؤلاء المفكرين وجدنا أنهم يطبقون اجندات خارجية ويحصلون من خلالها على مكاسب وامتيازات خاصة؛ من هبات مالية ومناصب وتسهيلات؛ يقتلون من خلالها همم المناهضين من أبناء أمتهم للمد الغربي وسيطرته على حال دولنا لنبقى تحت رعاية الدول الاستعمارية وتقع يدي خلال الأيام الأخيرة على كتاب من تأليف المفكر منير العكش وتحت عنوان:( أميركا والإبادات الجنسية: 400 سنة من الحروب على الفقراء والمستضعفين في الأرض )؛ وهو كتاب مثير للدهشة يشخص المؤامرة بعينها وبتفاصيلها الإجرامية ويتحدث عن معلومات رسمية وبرنامج حكومي أميركي عام 1974، ووثيقة وضعها الثعلب اليهودي الماكر "هنري كيسنجر" وزير الخارجية الأسبق لقطع الانجاب ونسل ( 13 ) دولة في العالم. وتكمن أصول هذه الوثيقة في التطرف الديني للمذهب البروتستانتي، الذي يعدّ أتباعه أنفسهم بأنهم خلفاء الله على الأرض وأن الولايات المتحدة مملكة الرب على الأرض وهي وريثته في هذا العالم، ثقافياً واقتصادياً ولم يكتب هذه الوثيقة أشخاص مصابون بجنون العظمة، وإنما علماء خريجو جامعات وترعاهم إدارة المؤسسة الحاكمة وجامعات مثل ( جامعة واشنطن وجامعة جون هبكنز ) اللتان تبنتا وثيقة هنري كيسنجر، مما يجعل القاريء يصاب بالهلع والرعب، لأنه يمس حياة كل منا في ديار العرب والإسلام ويمس غيرنا من الشعوب المستضعفة أيضاً ويعيد المؤلف هذه الوثيقة إلى فكرة التفوق العرقي والعنصري للغرب وقتل أكثر من مئة مليون من الهنود الحمر واستمرار هذا النهج لوقتنا الحاضر ووفق برامج وخطط تظهر في تصريحات بعض المستشارين مثل مستشار الرئيس الأسبق أوباما عندما يقول: لا بد لأميركا من السيطرة على خصوبة البشر، ويجب معالجة طعام شعوب العالم وشرابهم بعقاقير التعقيم. كما وضعت مؤسسة ( أندرو كارنيجي ) إمبراطور الفولاذ أموالها لتمويل الحرب المقدسة على الفقراء والمستضعفين بملايين الدولارات، وعلى إجراء الأبحاث اللازمة لدراسة أفضل الوسائل العلمية للقضاء على الفقراء والمستضعفين وتطابقت أفكار هنري كيسنجر مع غولدا مائير في الرؤية والهدف، كما ويذكر الكتاب أن «ونستون تشرشل» كان مندوبا عن ملك بريطانيا في هذه الحملة، وكان ذا حماسة شديدة، وأنشأ معسكرَي اعتقال: واحدا في كينيا، وجنوب إفريقيا زج فيه عشرات الآلاف من الإفارقة السود، قُتل منهم آلاف الضحايا، واستخدام غاز الخردل ضد الأكراد في العراق، وضد البشتون في أفغانستان. كما واستخدمت أميركا القنبلة الذرية في هيروشيما وناجازاكي وكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً ضد الشعوب تحت عنوان نشر الحضارة وكشف الدكتور رايمرت رافنهولت عام 1977 مدير مكتب السكان التابع للوكالة الأميركية؛ عن برنامج تطهير عرقي وطبقي لتعقيم ربع نساء العالم القادرات على الحمل والبالغ عددهن 570 مليونا وذلك لحماية مصالحها الاقتصادية؛ وتم رصد ميزانية ضخمة جداً لذلك؛ منها ملياران ونصف المليار دولار لجامعة واشنطن لتدريب نخبة من الأطباء على تقنيات التعقيم المتطورة. أما الدول المستهدفة فكانت ( بنجلاديش، باكستان، نيجيريا، إندونيسيا، مصر، تركيا، الهند، المكسيك، البرازيل، الفلبين، تايلاند، الحبشة، وكولومبيا). وقد برّر هنري كسنجر في مذكرته استهداف هذه الدول: 1- تعارض الأهمية الجيوسياسية للمصالح الأميركية مع شعوب هذه الدول 2- زيادة السكان فيها يهدد الأمن القومي الأميركي 3- الحد من نسل فقراء العالم لوضع حد للثورات والتمردات التي يشعلها الفقراء في هذه الدول ويشرح المؤلف بالتفاصيل كيف جرت عمليات عديدة للإبادة مثل: 1- في رواندا والبيرو حيث اتخذت حملة التعقيم شعار "تنظيم الأسرة"، فتصاعد معها عدد الضحايا من عشرة آلاف امرأة في العام 1996 إلى 110 آلاف في العام 1997، وارتفع سخاء الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتصبح "بيرو" في المرتبة الأولى في أميركا اللاتينية من حيث تلقي المساعدات الأميركية. 2- الإبادة الجماعية التي تعرض لها الهنود الحمر في أميركا، وكيف أنها كانت تحتل منزلة مقدسة في قلوب الشعب الأميركي المختار؛ ليس لاستئصال شهود الإبادة الأطول والأكثر دموية فى تاريخ البشرية ومحو آثارها فحسب، بل أيضا لأن الغزاة البيض يرون في رحم المرأة الهندية مزرعة ألغام، فهي التي تنجب الأجيال المقبلة ولا بد من القضاء عليها 3- قاموا بشنّ أكثر من 93 حربا جرثومية شاملة على الهنود الحمر بأمراض الجدري والطاعون والحصبة والإنفلونزا والسل والدفتيريا والتيفوس والكوليرا وفي كل مرة كانت الادارات الأمريكية منذ تأسيسها تكرم كل الذين ساهموا بحملات الأبادة للهنود الحمر وقدستهم مثل جورج واشنطن الذى كان يأمر قائده العام بتدمير كل ما يجده على وجه الأرض، وما زالوا يرفضون مجرد إطلاق صفة الهولوكست على إبادة 112 مليون هندي أحمر لم ينته عصر الإبادات الأميركية لغاية يومنا هذا؛ وما زالت الولايات المتحدة تعمل على تشويه الحقائق وخداع الشعوب واختراع الفيروسات وتنشر الأوبئة بطائرات الدرون في فضاء الدول وتشن الحروب وتحيك المؤامرات وترتكب المجازر وتصنع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية لتصدرها للجماعات الإرهابية في العالم لتلبي رغبتها وتحقق مرادها في إبادة الشعوب التي صنفها الماكر هنري كسينجر كشعوب متوحشة
إن أكثر ما يثير دهشتي هو الرفض القاطع الذي يبديه بعض مثقفينا ومفكرينا العرب لنظرية المؤامرة التي يحيكها الغرب بأجمعه كل يوم لحضارتنا الاسلامية، ولأمتنا العربية بالذات، وتراهم يدافعون ويحاولون إقناعنا بأنه ليس هناك ما يوجب التآمر ضدنا؛ رغم أن الجميع يعلم بأن الإسلام كمنهج حياة وخطة عيش مشترك لكل بني البشر يحمل في طياته العدل والإخاء والمساواة وهي المباديء التي تسعى الشعوب لتحقيقها وتطبيقها في كل العالم سواءاً على المستوى الفردي أو المستوى الجماعي، ولكن هذا يتعارض مع نظرية الهيمنة التي يسعى إليها الغرب بطريقة الاستعباد والاستعلاء على بقية الشعوب والحضارات وببحثنا في أعماق طروحات هؤلاء المفكرين وجدنا أنهم يطبقون اجندات خارجية ويحصلون من خلالها على مكاسب وامتيازات خاصة؛ من هبات مالية ومناصب وتسهيلات؛ يقتلون من خلالها همم المناهضين من أبناء أمتهم للمد الغربي وسيطرته على حال دولنا لنبقى تحت رعاية الدول الاستعمارية وتقع يدي خلال الأيام الأخيرة على كتاب من تأليف المفكر منير العكش وتحت عنوان:( أميركا والإبادات الجنسية: 400 سنة من الحروب على الفقراء والمستضعفين في الأرض )؛ وهو كتاب مثير للدهشة يشخص المؤامرة بعينها وبتفاصيلها الإجرامية ويتحدث عن معلومات رسمية وبرنامج حكومي أميركي عام 1974، ووثيقة وضعها الثعلب اليهودي الماكر "هنري كيسنجر" وزير الخارجية الأسبق لقطع الانجاب ونسل ( 13 ) دولة في العالم. وتكمن أصول هذه الوثيقة في التطرف الديني للمذهب البروتستانتي، الذي يعدّ أتباعه أنفسهم بأنهم خلفاء الله على الأرض وأن الولايات المتحدة مملكة الرب على الأرض وهي وريثته في هذا العالم، ثقافياً واقتصادياً ولم يكتب هذه الوثيقة أشخاص مصابون بجنون العظمة، وإنما علماء خريجو جامعات وترعاهم إدارة المؤسسة الحاكمة وجامعات مثل ( جامعة واشنطن وجامعة جون هبكنز ) اللتان تبنتا وثيقة هنري كيسنجر، مما يجعل القاريء يصاب بالهلع والرعب، لأنه يمس حياة كل منا في ديار العرب والإسلام ويمس غيرنا من الشعوب المستضعفة أيضاً ويعيد المؤلف هذه الوثيقة إلى فكرة التفوق العرقي والعنصري للغرب وقتل أكثر من مئة مليون من الهنود الحمر واستمرار هذا النهج لوقتنا الحاضر ووفق برامج وخطط تظهر في تصريحات بعض المستشارين مثل مستشار الرئيس الأسبق أوباما عندما يقول: لا بد لأميركا من السيطرة على خصوبة البشر، ويجب معالجة طعام شعوب العالم وشرابهم بعقاقير التعقيم. كما وضعت مؤسسة ( أندرو كارنيجي ) إمبراطور الفولاذ أموالها لتمويل الحرب المقدسة على الفقراء والمستضعفين بملايين الدولارات، وعلى إجراء الأبحاث اللازمة لدراسة أفضل الوسائل العلمية للقضاء على الفقراء والمستضعفين وتطابقت أفكار هنري كيسنجر مع غولدا مائير في الرؤية والهدف، كما ويذكر الكتاب أن «ونستون تشرشل» كان مندوبا عن ملك بريطانيا في هذه الحملة، وكان ذا حماسة شديدة، وأنشأ معسكرَي اعتقال: واحدا في كينيا، وجنوب إفريقيا زج فيه عشرات الآلاف من الإفارقة السود، قُتل منهم آلاف الضحايا، واستخدام غاز الخردل ضد الأكراد في العراق، وضد البشتون في أفغانستان. كما واستخدمت أميركا القنبلة الذرية في هيروشيما وناجازاكي وكل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً ضد الشعوب تحت عنوان نشر الحضارة وكشف الدكتور رايمرت رافنهولت عام 1977 مدير مكتب السكان التابع للوكالة الأميركية؛ عن برنامج تطهير عرقي وطبقي لتعقيم ربع نساء العالم القادرات على الحمل والبالغ عددهن 570 مليونا وذلك لحماية مصالحها الاقتصادية؛ وتم رصد ميزانية ضخمة جداً لذلك؛ منها ملياران ونصف المليار دولار لجامعة واشنطن لتدريب نخبة من الأطباء على تقنيات التعقيم المتطورة. أما الدول المستهدفة فكانت ( بنجلاديش، باكستان، نيجيريا، إندونيسيا، مصر، تركيا، الهند، المكسيك، البرازيل، الفلبين، تايلاند، الحبشة، وكولومبيا). وقد برّر هنري كسنجر في مذكرته استهداف هذه الدول: 1- تعارض الأهمية الجيوسياسية للمصالح الأميركية مع شعوب هذه الدول 2- زيادة السكان فيها يهدد الأمن القومي الأميركي 3- الحد من نسل فقراء العالم لوضع حد للثورات والتمردات التي يشعلها الفقراء في هذه الدول ويشرح المؤلف بالتفاصيل كيف جرت عمليات عديدة للإبادة مثل: 1- في رواندا والبيرو حيث اتخذت حملة التعقيم شعار "تنظيم الأسرة"، فتصاعد معها عدد الضحايا من عشرة آلاف امرأة في العام 1996 إلى 110 آلاف في العام 1997، وارتفع سخاء الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لتصبح "بيرو" في المرتبة الأولى في أميركا اللاتينية من حيث تلقي المساعدات الأميركية. 2- الإبادة الجماعية التي تعرض لها الهنود الحمر في أميركا، وكيف أنها كانت تحتل منزلة مقدسة في قلوب الشعب الأميركي المختار؛ ليس لاستئصال شهود الإبادة الأطول والأكثر دموية فى تاريخ البشرية ومحو آثارها فحسب، بل أيضا لأن الغزاة البيض يرون في رحم المرأة الهندية مزرعة ألغام، فهي التي تنجب الأجيال المقبلة ولا بد من القضاء عليها 3- قاموا بشنّ أكثر من 93 حربا جرثومية شاملة على الهنود الحمر بأمراض الجدري والطاعون والحصبة والإنفلونزا والسل والدفتيريا والتيفوس والكوليرا وفي كل مرة كانت الادارات الأمريكية منذ تأسيسها تكرم كل الذين ساهموا بحملات الأبادة للهنود الحمر وقدستهم مثل جورج واشنطن الذى كان يأمر قائده العام بتدمير كل ما يجده على وجه الأرض، وما زالوا يرفضون مجرد إطلاق صفة الهولوكست على إبادة 112 مليون هندي أحمر لم ينته عصر الإبادات الأميركية لغاية يومنا هذا؛ وما زالت الولايات المتحدة تعمل على تشويه الحقائق وخداع الشعوب واختراع الفيروسات وتنشر الأوبئة بطائرات الدرون في فضاء الدول وتشن الحروب وتحيك المؤامرات وترتكب المجازر وتصنع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية لتصدرها للجماعات الإرهابية في العالم لتلبي رغبتها وتحقق مرادها في إبادة الشعوب التي صنفها الماكر هنري كسينجر كشعوب متوحشة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/03/05 الساعة 00:31