ترتيبات سورية أردنية لإعادة التجارة بين البلدين
رئيس غرف تجارة الاردن: أرفع التحية إلى التاجر والصناعي السوريين إجلالاً واحتراماً لبقائهما صامدين
مدار الساعة - هناء غانم - يبدو أن إعادة ترتيب العلاقات السورية الأردنية باتت أمراً ضرورياً لإعادة استئناف العلاقات الاقتصادية بين البلدين وإزالة معيقات التجارة وتحريك عجلة الاستيراد والتصدير بين البلدين، هذا ما أكده رئيس غرف تجارة الأردن نائل رجا الكباريتي لـ«الوطن».
وأكد الكباريتي أهمية رفع القيود المالية المتعلقة بالترانزيت خاصة أن الرسوم الموجودة حالياً بالنقل من الجانبين السوري والأردني تتعدى المنطق وتزيد الأعباء والتكاليف لذلك يجب العمل على إعادة تفعيل العلاقات لإعادة إحياء التجارة.
وأعرب الكاريبتي عن أن وجوده في سورية يعتبر من أجمل لحظات حياته وان الهدف الأول والأساسي لزيارتنا إلى سورية هو توطين العلاقات السورية الأردنية التي تقوم على التشاركية والتكامل مستندين على إرث تاريخي قوي وراسخ يربط العلاقات الاقتصادية، والهدف الثاني وهو الأهم يتمثل بأهمية العمل على رفع القيود عن البضائع السورية والأردنية وإيجاد آلية لتقزيم العقبات التي تحول دون دخول البضائع السورية إلى الأردن والبضائع الأردنية إلى سورية والعمل على إيجاد آلية لتخفيف أعباء على الشحن والترانزيت لعبور الدول.
وأضاف: إن المعنيين في الحكومة السورية لديهم شعور صادق للتعاون مع الجانب الأردني وتخفيف الأعباء وحل القضايا العالقة لتسهيل وانسياب السلع والبضائع ببن البلدين.
وحول العوائق التي تعترض تسهيل التبادل التجاري بين البلدين أوضح أنه تم مناقشة الموضوع مع المعنيين في الحكومة السورية حول القرارات الصادرة من البلدين بوضع قائمة لمنع التصدير والاستيراد، الأمر الذي يعيق حركة استيراد البضائع السورية والعكس، وأضاف: إن هدفنا هو تبادل المنفعة بين الطرفين لتحقيق التكامل السوري الأردني والعمل على رفع القيود لتسهيل انسياب البضائع وتحسين التبادل التجاري الذي يعتبر خجولاً ومتواضعاً جداً مقارنة مع حجم التبادل التجاري سابقاً بين البلدين وخاصة أن سورية كانت شريكاً أساسياً للتفعيل ومهماً لإنعاش الاقتصاد الأردني.
وأوضح أن المشكلة التي تواجه التبادل التجاري تكمن بضرورة رفع القيود الإدارية والإجراءات المفروضة على تبادل السلع، والرسوم الماليــة المفروضة على حركة الترانزيت بين البلدين، الأمــر الذي يسهم في خفض كلف التصدير والنقل البري ويسهم في إقامة مشاريع استثمارية بالتعاون مع حكومتي البلدين والوزارات ذات العلاقة حيث تم خــلال الــزيارة الاتفاق على تقديم مذكرة تفصيلية تتضمن أهم المعوقات والحلول الإجرائية والقرارات الإدارية المتعلقة بها.
وكشف رئيس غرف التجارة الأردني عن وجود ترتيبات تجري الآن لإقامة معرض صنع في سورية في الأردن وسوف يكون هناك معارض مشتركة أخرى إضافة إلى أنه قريباً جداً سوف يقام مؤتمر اقتصادي في سورية وقريباً سيكون فيه دعوة لرجال الأعمال من مختلف الدول العربية والأهم العمل على إقامة عمل ثلاثي مشترك سوري أردني عراقي لتوحيد الجهود وتفعيل التعاون.
وأضاف: إن الحكومة السورية أكدت لنا أنه سيتم العمل على تقديم التسهيلات لإقامة المعارض المشتركة، والأهم أن تفعيل التبادل التجاري سوف يساهم في أحياء مجلس الأعمال السوري الأردني.
وأضاف: باعتباري أمثل الاقتصاد الأردني أؤكد أننا على تواصل دائم مع الجانب السوري وأي مشكلات تعترضنا سوف نجد لها حلولاً بالتنسيق بين البلدين لتوحيد القرارات التي تعود بالمصلحة العامة للبلدين على كل الصعد ونأمل أن تكون العودة بانطلاقة قوية لتفعيل بالعلاقات الاقتصادية وإعادتها إلى سابق عهدها بل تطويرها خلال الفترة المقبلة.
وفي ختام حديثه أعرب قائلاً: أرفع التحية إلى التاجر والصناعي السوري إجلالاً واحتراماً، الذي استطاع الصمود والتحدي وان يبقى منافساً قوياً على الساحة رغم كل الظروف والضغوطات والعقوبات غير المنطقية ورغم الحرب الشرسة التي استمرت عشر سنوات على الاقتصاد السوري.
وهذا بالتأكيد إنجاز عظيم لأن هذه الحرب لو كانت على أي دولة عظمى لسقطت، لذلك ما حققه الاقتصاد السوري هو إنجاز كبير وما نسعى إليه هو استعادة علاقاتنا الاقتصادية مع سورية.
«الوطن» التقت رئيس اتحاد غرف التجارة السورية أبو الهدى اللحام الذي أكد أن الأيام العشرة القادمة ستشهد انتعاشاً وتحسناً ملموساً على مستوى العلاقات الاقتصادية مع الدول المجاورة، كما سيكون هناك حلحلة للقيود الإدارية والإجراءات المفروضة على تبادل السلع، والرسوم المالية المفروضة على حركة الترانزيت بين البلدين، مبيناً أنه لدينا أهداف كبيرة سيتم العمل عليها وتسهيل كل الخدمات والعقبات سواء بالدفع أم النقل والترانزيت وغيرها خلال الأيام القادمة.
وفي تصريح لـ«لوطن» أكد أمين سر اتحاد غرف التجارة السورية محمد الحلاق أن العلاقات بين الدول العربية الصديقة المجاورة تكمن أهميتها بتسهيل مرور البضائع السورية لكل الدول العربية وتوفرها بشكل انسيابي وسلسل أكثر وتخفيض الجهد على التجار في كلا البلدين الأمر الذي يساهم في دعم التجارة والصناعة ويخلق فرص عمل وتنافسية كما يخلق قدرة على تحسين المنتج السوري أكثر.
وأضاف: إن اللقاء مع الجانب الأردني مهم، علماً أنه لم يحصل من سنوات إلا أنه ضروري في هذه المرحلة وقد تلقينا دعوة من الجانب الأردني الذي لديه رغبة قوية للقاء رجال الأعمال السوريين في الأردن، مشيراً إلى أن هذه اللقاءات لها انعكاس إيجابي بالنتيجة على التبادل التجاري بين البلدين