زعاترة تكتب: الضيف الشتوي
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/26 الساعة 17:04
كتبت: هدى زعاترة
فصل الشتاء من الفصول المفضلة عند الاغلبية، فصل تنتعش فيه النفوس البشرية وترتوي فيه الارض استعداداً لفصل الربيع.
كل شيء على هذه الارض له ايجابياته وسلبياته، الا فصل الشتاء هو فقط ايجابيات اما عن السلبيات فهي من صنع و استهتار البشر.
اما عن ايجابيات هذا الفصل انه يساعد الارض على ان تنبت، لما فيه خير للمزارعين، تمتلئ فيه السدود، يسترزق فيه بعض من التجار الذين لا تباع سلعهم الا خلال فصل الشتاء.
وهناك الكثير من التصرفات التي دائماً ما يحدثها البشر في هذا الفصل، تعامل مع بعض الناس مع المدفئة مما يحدث الحرائق والكوارث والخسائر المادية وبالارواح، وهناك بعض السائقين الذين لا يملكون ادنى مقومات الذوق والاخلاق يقودون مركباتهم بسرعة عند ممر المشاة ليقوموا برش المياه على من يسيروا على جانب الطريق، واستخدام السيارات بطريقة خاطئ تعمل على تلفها، والسرعة الزائدة التي تسبب الحوادث جراء انزلاقات الطريق.
وهناك من الفقراء واللاجئين والمقيمين في الخيم، الذين لا مأوى لهم سوى رحمة الله، لا يسعنا الا ان نقدم لهم التبرعات وان نحث الناس على مساعدتهم، وان ندعوا الله ان يكون عوناً لهم.
كل شيء على هذا الوجود له اناس يرغبونه واناس لا يرغبوه، فصل الشتاء فصل خير ونعمة من الله تعالى لا اعلم كيف للمرء ان يكره الخير.
اما عني فلدي عشق خاص لهذا الفصل واجواءه، وخصوصاً في الصباح الباكر وعند سماع صوت حبات المطر تنزل على زجاج النوافذ وكأن كل حبة تنزل على القلب فترويه، كوب من القهوة مع سماع صوت فيروز التي لا غنى عنها في كل صباح، ثم الخروج من المنزل والمشي تحت المطر للذهاب إلى الجامعة او المدرسة او العمل.
ياله من شعور يفوق الرائع، عامل الوطن الذي لا يتهاون في عمله تحت اي ظرف من الظروف، طلاب المدارس يحملون المظليات ويسيرون نحو مستقبلهم، زجاج السيارات الممتلئ بالمياه، أصحاب المحلات التجارية، وصوت البائع ينادي لشراء الذرة والمشروبات الشتوية الساخنة التي يصنعها على عربته المتنقلة، مواقع التواصل الاجتماعي التي تضج بصور المطر من تصوير روادها، كتاب تقرءاه كل مساء بالقرب من المدفئة.
وجبة الغداء التي لا تخلو من الوجبة الشتوية "شوربة العدس" والتي يتحد فيها كل الشعب الاردني، وغيرها من الاكلات المشهور طبخها في فصل الشتاء لما تحتويه من فيتامينات ومعادن تساعد على تدفئة الجسم.
في المساء جلسات عائلية لا تعوض في غرفة المعيشة، مدفئة وتلفاز يعرض النشرة الجوية واخبار الطقس ومشروب السحلب الذي يرافق كل شتاء، ولا تخلو السهرة من الثرثرة والضحكات والاحاديث وبعض الحلوى التي تصنعها ربة المنزل.
ها هو فصل الشتاء جاء في ظروف استثنائية وقد شارف على الانتهاء، ها هو يحمل امتعته ليغادرنا، نسأل الله أن يحمل في جعبته فايروس كورونا كما جاء هذا الضيف الخفيف حاملا في جعبته اخاه الزائر الابيض الذي نتشوق له وندعوا ان يزورنا في كل عام.
فصل الشتاء ما اجمل حضوره وما اصعب فراقه، لكنها تدابير الله في الكون يرحل لنعيش اجواء الطبيعة اللطيفة والطقس المعتدل في فصل الربيع الجميل، ان كنا على موعد مع الشتاء القادم فها نحن بأنتظاره، اما اذا كنا من مغادرين هذه الدنيا فيارب ارحمنا واسقي قبورنا بالغيث.
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/26 الساعة 17:04