البسكوت

تابعت قصة (البسكويت) باهتمام, وصار لدي خبرة.. بحكم أن من يملك أطفالا في منزله يعرف ماذا يفضلون وماذا يكرهون, يعرف ماذا يشتري لهم وماذا يحجب عنهم.. يا ترى هل تشكلت لجنة (للبسكوت), وطلبت عروضا.. واجتمعت ثم قامت بتقييم هذه العروض عبر التذوق, وأثناء الإجتماع علق أحد المديرين قائلا: (اللي بعجوة مش زاكي).. بالمقابل تدخل مساعد الأمين العام واقترح (راس العبد)... ثم حدث جدل في اللجنة، وقرر رئيس لجنة العطاءات اعتماد البسكويت المحشي، ثم حدثت مداولات.. وتقرر جلب بعض العروض (للقرشلة).. أريد أن أفهم, كيف اتخذت وزارة التربية هذا القرار الخطير؟.. هل من الممكن أن تكون هنالك دراسة قدمت من قبل لجنة, تفيد بأن توزيع (بزر عباد شمس) مع (البسكوت) قد يساعد الطلاب في إشغال فراغهم عبر ممارسة سلوك أردني قديم هو (النقرشة).. ومن ثم اعتماد حصة ضمن الأنشطة الطلابية تسمى (حصة نقرشة).. كل القضايا انتهت وخرجت قضية (البسكوت), من الممكن اعتماد الشاي مع (البسكوت) وبالتحديد (ابو الغزالين).. من أجل أن يشعر الطالب بأنه غزال, وربما سيصب هذا السلوك في تنمية مهارات (الكيف).. وبالتالي إيجاد حصص خارج الدرس تنمي ميول الطلبة, وتساعدهم على التفكير الإيجابي.. وزراء الحكومة يحرجون الرئيس كثيرا, كلما قدم الرجل تصريحا متوازنا، وطنيا وشفافا يخرج أحدهم بقضية تثير غضب الشارع، وبالتالي كل ما بناه في خطاب الناس ينهار فورا.. الرجل وقبل تصريحات (البسكوت) قال كلاما مهما, قال: نحن لا نبيع الناس الأوهام.. كان واقعيا, ولكنه كلما بنى مدماكا في مصداقية الحكومة, يهدم فورا ومن الحكومة ذاتها. التربية وزارة سيادية ومهمة, ولكني أشعر أحيانا بأن تصريحات الوزير والأمينة العامة للوزارة, أغلبها صدامية, كأنهم في موقع اتهام... غالبا ما يدافعون عن قراراتهم, على اعتبار أنهم وحدة القياس في المسؤولية والشارع عاجز عن فهمهم.. للآن يا ترى ماذا يفسرون قصة (البسكوت).. ربما سيقولون أنها تهدف إلى تنمية الإبتكار, ربما سيخرجون بقصة أخرى تؤكد..أن البسكوت وبحسب دراسة بريطانية يساعد على الحفظ.. الأردن الفضائح فيه تعدت الفساد, والعطاءات.. تعدت الوزارات والمؤسسات واللجان.. ووصلت إلى (البسكوت) وهذا مطمئن جدا, حتى البسكوت لم (يسلم منا)... Abdelhadi18@yahoo.com الرأي