جريمه مع سبق الإصرار والترصد
بقلم ... سهير رمضان
تعتبر الجريمه من أخطر الظواهر الاجتماعيه التي تهدد أمن المجتمع. رغم أن الجريمه موجوده منذ أقدم العصور إلا أنها تغيرت وتطورت مع تطور الحياه الاجتماعيه والسياسيه والاقتصاديه والتكنلوجيه مما أدى إلى تغير وتطور كم ونوع واتجاه منسوب الجريمه. نلاحظ بالسنوات الاخيره تعددت صور ارتكاب الجرائم فبعضها تقشعر له الأبدان غير معهودة في مجتمعنا الأردني. جرائم بشعة أخذت تظهر دون سابق إنذار فلم تعد الجرائم تتوقف على دوافع الثأر والقضايا الاجتماعيه بل أصبحت تتعدى إلى أسباب بسيطه وهامشيه حيث تقع الجريمه على اتفه الأسباب ومما أصبح يقلق المجتمع الأردني جرائم مع سبق الإصرار والترصد بطريقه وحشية لا تمت للإنسانية بصلة حيث يخطط لها الجاني من قبل ولا يكتفي بالقتل بل بالتمثيل بالجثه. وكما تنوعت جرائم الاغتصاب حيث انتشرت بالاونه الاخيره اغتصاب المحرمات (هل هذا يعني أن هناك عقائد أخرى في مجتمعنا تبيح زنا المحارم ) جرائمنا لم تعد جرائم بدافع الغضب بل أصبحت جرائم وحشية وجرائم منظمه زادت لعدم وجود القانون الرادع. الفرد لا يولد شريرا ولا جشعا ولكن النقص في البيئه وعدم تهيئة الجو النفسي والمناخ الملائم للتربيه والتوجيه والرعاية بصوره سليمه فلا يوجد سلوك منحرف بالفطرة ولكن أفعال الآخرين نحو السلوك هي التي تجعل من سلوك الفرد سلوكاً اجراميا منحرفا أو سلوك سوياً عادياً. هناك العديد من الظروف الملائمة لتنامي الجريمه كما ونوعاً .غياب الرعاية الاسريه الناتجه عن التفكك الأسري. الحرمان مفتاح الانحراف فالإنسان المحروم من شعور الانتماء والفاقد للقيم والمحروم من أسره وعائلة تضمه سيتحول الى انسان صاحب سلوك عدواني ورافض منحرف حيث يشعر أنه لا دور له ولا قيمه اجتماعيه لهذا فإن هذا الشعور بالحرمان وعدم الوجود كإنسان يدفع به لارتكاب جريمه من أجل أن يتباهى بها ويشعر بأن له دور فهو يوجه رساله الى المجتمع انه موجود وغير نادم لأنه سيصبح مشهوراً وتتحدث عنه وسائل الإعلام فبمجرد أن الإنسان استطاع أن يتجاوز القيم والأخلاق ويتخلص من رقابة الذات يعني أنه أصبح كل شيء مباحا لديه. .عدم صرامة القوانين وفاعليتها متل عدم التطبيق الصارم لعقوبة الإعدام في حالات القتل العمد مما أدى إلى انتشار الثأر والقتل ومحاولة البعض أخذ حقه بيده لاعتقاده بعدم وجود عقوبة رادع .العامل السياسي حيث يوجد الاردن في منطقه متوتره سياسياً وامنيا جعلت الاردن ملجأ للفارين من الحروب وويلاتها مما أدى إلى زيادة التعداد السكاني وبالتالي إلى تغير في التركيبه السكانيه حيث أصبح المجتمع غير متجانس فكثرة الوافدين الذين يحملون أنماط خاصه تعبر عن خلفياتهم ونمط عيشهم. فالمجتمع الغير متجانس سكانيا تنتشر فيه الجرائم وتتنوع بنسبه أعلى من المجتمعات البسيطه المتجانسه. .انتشار وسائل الإعلام الغير مسؤله وغياب الرقابه ساهمت في انتشار افلام العنف والجنس والترويج للثقافات والقيم الاجنبيه. . تدهور المنظومة الأخلاقية وتراجع الوازع الديني والاجتماعي وحب المصلحه الذاتيه ساهم في تصاعد معدلات الجريمه. .تعاطي المؤثرات العقليه والعقاقير الخطيره التي تذهب العقل وتؤدي إلى الهلوسة ساهمت مساهمة كبيره في نوعية الجرائم الوحشيه. .انتشار جيوب الفقر والبطالة والتوزيع الغير عادل للثروات إن تفاقم مشكلة الفقر والبطالة توفر بيئة خصبه لانتشار الجريمه. .التسيب في الإداره الماليه والمساعدات التي تحصل عليها الدوله .غياب القيم وانتشار الحرام بكل أنواعه وفراغ الأنفس .حدوث تشوهات طبقيه اجتماعيه ساهمت في شحن الأجواء العامه وزيادة الميل نحو العنف والتطرف الفكري والانحلال الأخلاقي .انتشار الاسلحه الغير مرخصه بين أفراد المجتمع وللتخفيف من الجريمه لابد من تعاون الجميع لينعم المجتمع بالأمان على الجهات المعنية سحب الاسلحه الغير مرخصه مقابل دفع ثمنها لتشجيع المواطنين على تسليمها. استغلال طبقة الشباب بتوفير فرص عمل لهم والقضاء على البطاله ليصبحوا منتجين منتمين. التركيز على دور الاسره في تنشئة الطفل تنشئة سليمه. دور خطباء المساجد في محاربة الجرائم والحديث عنها والتذكير بحرمة دم المسلم. وضع أنظمه رادعه حتى يتسنى للمجرم أن يعيد حساباته قبل التفكير بالجريمة وعواقبها الوخيمة. على الحكومه أن تعمل جاهده في إيجاد توازن بين دخل الفرد والمستوى المعيشي. معاقبة بعض الحالات بصرامة قبل وقوع الجريمه مثل حالات التشرد والتسول والإدمان على الخمر والمخدرات وحمل السلاح بدون رخصه. دور المدرسه فالمدرسه هي الصوره المصغره للحياه الراقيه التي يتدرب الطلبة فيها على أنماط سلوكيه راقيه. تشديد الرقابه على الأفلام التي تعمل على بث روح الجريمه حيث يصور المجرم بصوره بطولية تثير الإعجاب بشخصيته فالمشاهده تؤدي إلى الانحراف. ويبقى عامل التسارع في ارتفاع الجريمه في الأردن كما ونوعاً مرتبطاً مع تراجع هيبة القانون وتهميش دور الشباب