المجالس مدارس

مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/19 الساعة 16:48
* عمر الشرعة لقد كانت المجالس في الماضي منبراً لمناقشة القضايا المجتمعية وطرح الحلول والتحديات التي يمر بها أفراد المجتمع، بحضور كبار السن وذوي الخبرة والسلطة في المجتمع ولما له من ترابط وتلاحم أجتماعي بين الأسر واﻷفراد، وهذه المجالس كانت تربي الأجيال على الأخلاق والعادات والتقاليد الحميده التي تتصف بالكرم والنخوه وحسن التصرف في المواقف ، لقد كانت مدرسة لتعلم أصوال الحياة الأجتماعية يتلقون فيها مبادئ السلوك والقيم والقضاء العشائري والصلح حسب العرف ، حيث لا تسمع خلال جلساتهم كلام الغيبة والنميمة التي تمس الآخرين، واكتسبوا من خلال هذه المجالس الفراسه والحكمة والشعر وحسن التصرف في المواقف. أما المجالس في الوقت الحاضر فليس لها أي صلة وترابط بمجالس الأولين فلم نعد نلتمس فيها التربية والتعليم واكتساب الأخلاق وحوارت تفيد المجتمع وترسيخ الأفكار لديهم لقد أصبحت مجالس لا يسودها الا الغيبة والنميمة والطعن في أعراض الناس والحقد والحسد والتحريض على الآخرين وزرع الفتنة والعنصرية داخل نفوس أفراد المجتمع ، وتخريج المفسدين وتعليم السرقات وتجارة الممنوعات والنصابين وغياب الوازع الديني، لأنها مجالس في غفلة والله لا يحب الغافلين، مجالس تخسر فيها علاقات وتقع في مخاطر ومهلكات وكبائر ومنكرات فما أخطر اللسان وما أعظم آثره وما اجمله عندما يقول الحق والإصلاح والخير. إن الناظر الى مجالسنا اليوم ينقلب إليه البصر خاسئاً وهو حسير لما فيه من لعب وضحك ومزاح وهزل وضياع لا بأس أن يكون المزاح واللهو بقدر المباح ولاكن أن يكون عنوانها فهذا ما يحزننا.
  • جلسات
  • منوعات
  • الدين
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2017/05/19 الساعة 16:48