الربيحات تكتب: البيوت العتيقة

مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/20 الساعة 21:19
بقلم سماح الربيحات في صباحات الشتاء الباردة وتحديداً أولى ساعات خروج الشمس من مخدعها، يأخذنا الحنين الى دفء بيوت اجدادنا وآباءنا القديمة، يعبر بِنا من بين النوافذ والأبواب الشاهدة على مرور أهلها إلى قلب البيت وحول المدفئة المملوءة بأغصان التين والزيتون المشتعلة، يجلس الى الجانب المحاذي لها الجد على كرسيه الخشبي ،حاملاً لنا قطع السكر الفضية بين يديه، نسارع في الإلتفاف حوله لسماع حكاياته التي ما فشلت يوماً بإسعادنا، وتكتمل جمالية المشهد بوجود خبز النار الذي تعده الجدة بنكهة ورائحة الفجر، مع كوب الشاي الحار المغمور بأعواد القرفة. نَطرب على سماع صوت القديرة سميرة توفيق في المذياع وهي تغني احدى اغانيها المبجلة، ليتحول البيت إلى فريق كورال، ونردد خلفها: بيت الشعر يلقوني .. بيت الشعر يلقوني ع ولدكم دلوني .. بالليل يادادا بالليل .. وتاخذ الألعاب الشعبية مجدها في مجالسنا فلا نكف عن لعبها مع أبناء جيلنا او حتى مع من يسبقوننا سناً، ومن هذه الألعاب، لعبة السيجة وطاولة الزهر والحاكم جلاد والطابة والسبع حجار وغيرها الكثير القادرة على تفجر ينابيع السعادة والضحك في أعماقنا. في البيوت العتيقة ستجد البساطة المغلفة بالحب والكثير من الضحكات المعلقة على حبال الذكريات، لن تتكلف الحديث ولا المجاملات فكل شيء يملؤه الصدق هناك، حتى في رحيلهم لن تجد فيك إلا ذاك الطفل المتعطش لقطع السكر الفضي، رحِم الله أناس ما غاب ذكراهم عنا يوماً.
  • لب
  • مال
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/20 الساعة 21:19