الطاهات يكتب: التلفزيون الأردني...رافعة الإعلام الميداني
بقلم د. خلف الطاهات
جهود استثنائية ضمن امكانات بسيطة يقدمها الزملاء والزميلات في الاعلام الرسمي (التلفزيون الاردني والاذاعة الاردنية ووكالة الانباء الاردنية "بترا") خاصة وقت الازمات ايا كانت طبيعتها او قسوتها وشدتها لخدمة الرسالة الاعلامية بكل كفاءة واقتدار.
بالامس وفي مشهد يبعث على الفخر والاعتزاز لجهود التلفزيون الاردني، تابعنا صورة تم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي بكثافة للزميل الاعلامي محمد سالم القضاة ، مندوب التلفزيون في محافظتي جرش وعجلون، وهو يتابع لحظة بلحظة تطورات العاصفة الثلجية التي ضربت الاردن وتحديدا جبل عجلون، في مشهد اقل ما يمكن ان يوصف انها صورة تعكس حجم الانتماء الصادق والوفاء والتفاني والجدية والحرص على نقل الحدث لمتابعي التلفزيون الاردني.
مشهد الزميل القضاة وهو ينقل الحدث من وسط عاصفة ثلجية شديدة تؤكد حرص التلفزيون الاردني ان يقدم دوما تغطية "استثنائية" وصادقة وميدانية لجهوره، وهي صورة حظيت باهتمام واسع وتقدير كبير من الزملاء الاعلاميين والصحفيين و من رواد منصات التواصل الاجتماعي، فالعمل الاستثنائي دائما يستحق "شكرا" كما يستحق التقدير والاعجاب وهو ما قام به من صاحب السمو ولي العهد الامير الحسين بن عبدالله الذي اثنى على اداء وجهود مراسل التلفزيون الاردني بعجلون وكوادر امانة عمان ورجال الامن العام خلال العاصفة الثلجية.
لا شك ان هذه الصورة التي عجت بها منصات التواصل الاجتماعي تعكس صورا اخرى تتشابه في الاخلاص والابداع والعطاء لجهود مخلصة لزملائنا في التلفزيون، وتحديدا مندوبي المحافظات، والذين يقبلون كما الجنود الشجعان في تنفيذ مهامهم الاعلامية كما نرى تقايرهم المميزة ميدانيا من خلال ايمن الفقرا من الطفيلة و محمد عبيدات في اربد ويوسف مشاقبة في المفرق ورعد عوجان من معان و معن ابو دلو في العقبة وعاهد الدبعي في السلط وعمر خويلة من الرمثا و خالد قبيلات من مادبا وعبدالله المجالي من الكرك ونمر العدوان من الاغوار وزياد الطويسي من البتراء جميعهم وغيرهم من مندوبي التلفزيون والاذاعة الاردنية يجوبون الوطن من اقصاه الى اقصاه حاملين هموم الوطن وتطلعات ابنائه ليلا نهارا، صيفا شتاء، بكل حماس ودقة وموضوعية.
ما يقدمه التلفزيون الاردني اليوم من تغطيات اعلامية مميزة تعكس حجم الارادة التي يصر مجلس ادارته وادارته التنفيذية للنهوض بمستوى الرسالة الاعلامية الارنية، بحيث يصبح التلفزيون الاردني مرجعا اساسيا للخبر ومحطة تلفزيونية الاقرب لنبض المواطن، وهي جهود تستحق من مرجعيات الدولة المعنية وصناع القرار ان يلتفتوا باهتمام اكبر للتلفزيون وتقديم ما يستحقه من دعم مالي وتقني لتبقى شاشة الوطن في تالق وعطاء.
تعودنا ان ينتقد البعض الاعلام الرسمي والنقد هنا مشروع ومباح طالما امتلك ادوات موضوعية وبناءة، لكن مؤسف ان يتنمر البعض على الاعلام الرسمي، وهذا البعض يتنفس ليلا نهارا ما يصدر من محتوى اخباري واعلامي عن هذا الاعلام، فكلنا كاعلاميين وصحفيين مطلعين عن قصص لا تنتهي من سرقة جهود زملائنا بوكالة الانباء الاردنية "بترا" ونشرها بغير اسم الزملاء ببترا دون ان يهتز لهم رمش!!! انه من المعيب حقا ان لا تقدر الامور حق تقديرها، وان نلجأ في بعض الاحيان الى تسطيح الجهود او تسخيفها والتقليل من اهمية ما يبذل ميدانيا، فشاشة التلفزيون الاردني كانت ولازالت ولادة للابداع ومنتجة للقامات واصحاب الهمم العالية ولا يضيرها غمز هنا او لمز هناك!!
غير مقبول ولا من شيمنا الاصيلة وثقافتنا الراسخه من البعض ان ينقلب فهمه لمن يقوم بعمله وواجبه بكفاءة واخلاص، وان نقول له "شكرا" على تميزه في العطاء بظرف استثنائي، ويعرض حياته للخطر التزاما بمبادئه المهنية وتقديرا لرسالته الاعلامية، الى ان يصبح هذا المخلص الوفي المنتمي هدفا من اصحاب النفوس المريضة للتندر والتهكم والسخرية، ويكفينا فخرا هذا الكم الهائل من المتابعين الذين تحدثوا وكتبوا وعلقوا بموضوعية وامانة وباعجاب وتقدير شديد عن شجعان الازمات واسود الميدان، وهذا الالتفاف وهذا التقدير العفوي الجماهيري كاف ليبقى التلفزيون الاردني محط اهتمام الاردنيين ورافعة حقيقية للاعلام الميداني في كل الميادين!