عُصي في الدواليب

مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/15 الساعة 01:23
/>الكاتب: كمال زكارنة
ما ان حدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مواعيد اجراء الانتخابات الفلسطينية في ثلاث مراحل، ايار وتموز وآب، التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني على التوالي، حتى ارتفع صراخ بعض الاصوات المشككة باجراء الانتخابات من جهة، وبنجاحها من اخرى، وبالمشاركة الفصائلية فيها من جهة ثالثة.
وزادت حملات التشكيك المعروفة مصادرها وابواقها، عندما قام احد اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح وهو حسين الشيخ المعتقل سابقا عدة سنوات، بزيارة للاسير مروان البرغوثي المعتقل حاليا في سجن هداريم والمحكوم خمسة مؤبدات واربعين عاما وهو قائد انتفاضة الاقصى، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ايضا، واخذت التحليلات تنهال حول الزيارة وما دار بين الرجلين من حوار، وحاول مطلقو الاشاعات والتحليلات الخاطئة، تصوير انفسهم وكأنهم كانوا يتنصتون على الحوار ويرصدونه بتقنيات متطورة جدا، او ان لهم مصادر استخباراتية داخل زنزانة مروان البرغوثي، الذي لم يلتقه او يزره احد بعد زيارة حسين الشيخ له، ولا حتى زوجته او اولاده او اي شخص آخر، والشيخ لم يدل بأية تصريحات حول لقائه مع البرغوثي، فمن اين جاؤوا بتلك المعلومات؟.
الزيارة بحد ذاتها ليست خيانة ولا فعلا مشينا، ولو كانت كذلك لرفضها البرغوثي ورفض المقابلة من الاساس،وزيارة الاسير لا تعني الاعتراف بالسجان او الاذعان له، كما انه من حق مركزية فتح اطلاع البرغوثي على كل ما تفكر به وتخطط له بالنسبة لموضوع الانتخابات الثلاثة، والتشاور معه والاستماع الى رأيه وتبادل الافكار معه، سواء تطابقت مع آراء وطروحات اللجنة المركزية ام تعارضت معها، فلا بد في امور مفصلية كالانتخابات التي تؤثر بمصير ومستقبل حركة فتح ان يكون لقيادي بحجم البرغوثي رأيه، وقد يتبع زيارة الشيخ زيارات اخرى للبرغوثي وربما لغيره في المعتقلات الصهيونية من قبل حسين الشيخ وقيادات فتحاوية اخرى في اطار التحضير لخوض الانتخابات.
ويجب ان لا ننسى جميعا حرص الاجهزة الامنية الصهيونية التي تقوم بتسريب بعض الاشاعات لاثارة الفتنة داخل فتح وتخريب الانتخابات وخلق حالة من البلبلة في الشارع الفلسطيني.
لمصلحة من يضع البعض العصي داخل الدواليب، ويسيء للبرغوثي قبل غيره، فهو، لا يقبل بأن يكون معول هدم داخل الحركة ،ولماذا اختلاق الاشاعات والتأويلات التي لا اساس لها من الصحة؟
وكون البرغوثي عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح فانه سوف يلتزم بقراراتها، ولن يعارضها الا اذا قرر الخروج منها، لكنه لا يمكن ان يسجل على نفسه انه قاد انشقاقا داخل الحركة.
ما يجري داخل فتح، يجري لدى جميع الفصائل الفلسطينية التي ستشارك في الانتخابات وهذا امر طبيعي، لكن التركيز يتم على فتح لانها الاكبر وهي التي تقود الشعب الفلسطيني تاريخيا.
المفروض ان يدفع الجميع باتجاه انجاح هذه الانتخابات وتغيير الحالة الفلسطينية والانتقال الى اوضاع جديدة افضل من الحالية، التي انهكت الشعب الفلسطيني على مدى اربعة عشر عاما من الانقسام والتناحر والصراع الداخلي المرير الذي قدم افضل خدمة للمحتلين.
الاجماع الفلسطيني والتوافق على اجراء الانتخابات بدعم اردني مصري عربي سوف يكسر كل العصي التي دست في دواليب رأب الصدع الفلسطيني، وفي مقدمتها الانتخابات.
الاشاعات لا تتوقف عند حركة فتح، بل تتعداها الى حماس والاخرين والقوائم المشتركة للانتخابات التشريعية، حتى لو كان ذلك حقيقة، ما الضرر، لماذا ننادي جميعا بانهاء الانقسام بين فتح وحماس، وننتقد تشكيل قائمة مرشحين مشتركة من الحركتين لانتخابات المجلس التشريعي، اي تناقض هذا في مواقفنا وسلوكنا الوطني...ربما نشهد عجائب وغرائب اكثر تعقيدا وشذوذا.
  • مال
  • رئيس
  • معلومات
  • تقبل
  • صحة
  • اردن
  • عرب
  • قوائم
  • قائمة
مدار الساعة ـ نشر في 2021/02/15 الساعة 01:23